العوامل المؤثرة في البلوغ عند الفتيات

mainThumb
البلوغ عند الفتيات

16-09-2024 04:36 PM

السوسنة- سن البلوغ عند الفتيات هو مرحلة تحول طبيعية وهامة تبدأ عادة بين سن 8 و13 عامًا، وتشهد خلالها الفتاة العديد من التغيرات الجسدية والنفسية نتيجة التقلبات الهرمونية. تتمثل أبرز علامات هذه المرحلة في نمو الثديين، ظهور الشعر في مناطق مختلفة من الجسم، وبداية الدورة الشهرية. إلى جانب هذه التغيرات الجسدية، قد تشعر الفتاة بتغيرات عاطفية تجعلها أكثر حساسية أو قلقًا. التعامل مع هذه المرحلة بفهم ودعم من الأهل والمعلمين يساهم بشكل كبير في تعزيز ثقة الفتاة بنفسها وتقبلها لهذه التحولات الطبيعية، مما يسهم في نموها النفسي والجسدي بشكل صحي.

عوامل تؤثر في سن البلوغ
هناك العديد من العومل التي قد تؤثر في مدى سرعة الوصول إلى سن البلوغ والتغيرات التي تحدث خلاله، ومن هذه العوامل نذكر ما يأتي:

1.الوزن: فعادة ما تصل الفتيات اللاتي يملكن وزنًا زائدًا عن الطبيعي بشيء قليل مرحلة البلوغ في سن مبكر، أمّا الفتيات النحيلات أو اللاتي يُعانين من سوء التغذية بشكل كبير فعادة ما يصلن مرحلة البلوغ في سن متأخر.

2.التغذية والصحة العامة للجسم: فقد يُساعد تحسُّن أنظمة التغذية والصحة العامة في الوصول لمرحلة البلوغ في أعمار مبكرة.

3.الجينات: تؤثّر الجينات في سن البلوغ، إذ إنّ الأمهات اللاتي يصلنّ لسن البلوغ بشكل مبكر، عادة ما تصل فتياتهنّ لسن البلوغ بشكل مبكر أيضًا.

4.العرق: إنّ الفتيات اللاتي تعود أصولهنّ لبعض المجموعات العرقية يصلن لسن البلوغ بشكل أبكر بالمقارنة مع الفتيات اللاتي ينتمين لمجموعات عرقية أخرى.

اضطرابات سن البلوغ
تُصنف اضطرابات سن البلوغ إلى قسمين رئيسيين هما: البلوغ المبكر (بالإنجليزية: Precocious puberty) والبلوغ المتأخر (بالإنجليزية: Delyed puperty)، وفي الواقع إنّ إثبات الإصابة بأحد هذين الاضطرابين في بعض الحالات يستدعي اللجوء للتدخل الطبي واستخدام العلاجات الدوائية التي من شأنها تعديل وتصحيح سن البلوغ للمصابة ومحاولة السيطرة على الأمر ووضعه على مسار مقارب لقريناتها، مما يُساعد المصابة أيضًا على تخطي المشاكل العاطفية والنفسية التي قد تنتج جراء الإصابة بهذه الاضطرابات وكذلك مساعدة الأهل في دعم الفتاة ومساندتها بالطريقة الصحيحة، إلا أنّه من المهم الإشارة إلى أنّ تأخر البلوغ أو تقدّمه لا يعني دائمًا الحاجة إلى التدخل الطبي واللجوء إلى العلاج، ويمكن بيان كلّ من هذين الاضطرابين بشيء من التفصيل كما يأتي:

1.اضطراب البلوغ المبكر
يشير اضطراب البلوغ المبكر إلى حصول تغيرات جسدية لدى الفتاة في سن مبكرة جدًّا أي قبل سن الثامنة، ومن هذه التغيرات حصول نمو سريع بحيث تبدو أطول عند مقارنتها بقريناتها، بحيث يُصبح جسمها أقرب ما يكون لجسم البالغ، إلّا أنّ هذا النمو السريع في بادئ الأمر والذي يؤدي إلى نضوج مبكر في العظام قد يُسبب توقف نمو الطفلة بشكل مبكّر عن الموعد المتوقّع مما يجعلها عرضة لتكون أقصر من قريناتها عندما تُصبح شابّة، بالإضافة إلى ما قد يسبّبه البلوغ المبكر لدى الطفلة من مشاكل اجتماعية وعاطفية.

2.اضطراب البلوغ المتأخر
يُعرف اضطراب البلوغ المتأخر على أنّه عدم حصول نضوج جنسي خلال المرحلة العمرية التي يفترض أن يبدأ فيها ذلك، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال أيّ من التالية: عدم نمو الثديين ونضوجهما بحلول سن 13 من العمر، أو غياب الدورة الشهرية وعدم نزولها بحلول سن 16 من العمر، أو مُضي فارق زمني يُقدر بأكثر من خمس سنوات بين نضوج الثديين ونزول الطمث، وفي الحقيقة فإنّ مشاكل المبايض عند الإناث المتمثّلة بعدم نضوجها أو تلفها قد تترافق مع الإصابة بتأخر سن البلوغ لدى بعض الفتيات، ولكن أغلب حالات تأخر البلوغ تكن طبيعية؛ حيث تظهر هذه الحالة لدى بعض العائلات لتتناقل وراثيًّا بين أفرادها، فعلى الرغم من تأخر البلوغ إلّا أنّ صحة الطفلة تكون جيدة ومعدل النمو يكون طبيعيًّا؛ بحيث يتأخر النمو والوصول إلى مرحلة البلوغ في إحدى الفترات الزمنية ومن ثم في النهاية يعاود نمو الطفلة الاستئناف بالمعدل الطبيعي.


استشارة الطبيب
يُنصح باستشارة طبيب الأطفال في حال ملاحظة ظهور علامات البلوغ المبكر عند الفتاة، ففي بعض الحالات النادرة يُعدّ البلوغ المبكر من أولى العلامات التي تدل على الإصابة بإحدى الحالات الطبية كالأورام أو الاضطرابات العصبية، لذا لابدّ من مراجعة الطبيب لعلاج المشكلة في حال وجودها، ويمكن أن يؤدي علاج الحالة إلى تأجيل البلوغ حتى السن المناسب، أمّا بالنسبة للفتيات اللاتي يعانين من البلوغ المتأخر فبشكلٍ عام لا يحتجن إلى علاج، إلّا أنّه يُنصح باستشارة طبيب الأطفال في حالتهنّ إن وُجدت أيّ علامات تزيد من قلق ذويهنّ، وبالأخص في حال توقف نموهنّ بشكل مفاجىء، كما يجب طمأنة الفتيات بأنّ تطورهنّ سيكون بشكل مماثل لقريناتها، ويُنصح باستشارة الأخصائي أو الاستشاري لمتابعة الفتيات اللاتي يعانين من أي أعراض نفسية كالاكتئاب أو مشاكل اجتماعية وسلوكية أخرى.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد