همسة في أذن الشهيد

mainThumb

15-09-2024 08:41 PM


ما بك تكبت أحاسيسك؟ ألم تدر أن الكبت يولد الإنفجار؟ إما آن يكون انفجارا فاعلا، إيجابيا، يؤكد إنسانيتك ، يصونها، يدافع عنها … إمتشق سلاحك وامض، أي سلاح تختار؟ سلاح الكلمة مثلا! … نعم الاختيار، عندما تتبنى الكلمة أفكارك، وتصيغها عبارات محمّلة بدفاعك المحموم عن حقك، وحق أمتك بالسلام. إغزل حروفك من نبض الناس البسطاء الذين سيتبنون آراءك التي تعبر عما يجول في عقولهم. إعزف ألحانك على أوتار قلوبهم الجريحة، المتعطشة لسماع كلمة الحق، كن أنت الحقيقة التي لا تقبل المساومة، إما أن تكون أو لا تكون.
وإن كنت ممن يلوحون بالمسدس، حينها حتما ستنفذ عملية انتحارية، وأنت تحمل روحك على كفك، عمليتك نتيجة حتمية لما يعتمل في صدرك من أوجاع، حقدك مكبوت، مكبوت … آن الأوان لينفجر في لحظة حاسمة ما بين حياة أو عدم، وأنت مغامر شجاع، ولجت عالم الموت لتخلد اسمك، مع أنك لا تفعل هذا بغية الشهرة، إنما أقدمت على فعلتك انتقاما لروحك الجريحة، وأنت ترى الظلم يستشري، والقتل العمد يتصدر قائمة اختيارات العدو في حرب إبادة جماعية ترفضها قلبا وقالبا، كنت تنتظر أن تتحول الأمور إلى الأفضل، طال انتظارك، وأنت صبور … والصبر مهما طال له نهاية … نهايته رصاصة في وجه عدوك تصيبه في مقتل، لا يهم أن حصيلة عمليتك من القتلى ضئيلة مقابل من فقدناهم من أبناء شعبنا الشهداء، لكنك أنجزت فعلا يرضيك ويرضي الناس، نلت الشهادة، فارقت روحك الجسد ونفسك مستريحة، نم أيها الشهيد قرير العين، ستعيش في ذاكرتنا حيا ما دمنا نعشق الحياة، وداعا لشهدائنا الأبرار، لأرواحكم الرحمة والخلود.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد