الشوطاحة والحُمالة

mainThumb

13-09-2024 03:49 PM

كثيراً ما كانت الشوطاحه تلفريك الفقير... فقدكانت والدتي تربطها بجذع الشجرة بحبل ليف لتكون وسيلة الراحة والاسترخاء، فكم كان ممتعاً ركوبها وكم كان ممتعاً اكثر عندما تجد من(يمرجحك) لترفع بك عالياً.
وكم كان (يعرّد) في الفقار هذا الحبل المنصوب لدرجة ان مشيتك (تختلّ) من قوة حبسه للدم وتمزيعه لعضلات الفقار.
ولقد تسوح بك الافكار وانت تركب هذا التلفريك اليدوي الممتع وتلوذ بك الحاجات وتفكر ملياً من اين تحصل على النقود لتشتري دفتراً او قلماً او قطعة حلوى ولا تصحو الا على (سنسلة الأحجار القريبة منك) وقد انكسر الجدع المربوط به الحبل او إنقطع بك حبل المرجيحة لهريانه ورمى بك بعيداً لتقوم(تتعارج) ويكون في جسدك جرح غائر او كدمة أو كسر جرّاء سقوطك على(زقوم حجراً مدبّباً) وقد مُزع بنطالك الوحيد الذي تذهب به الى المدرسة والهمّ الاكبر عندما يعرف ابوك بتمزيق بنطالك لينالك منه(قرصة مؤلمة او كمّاداً بين اكتافك لتهرب من هذه الوقعة وتلحقك حفّاية لا تعلم من اين اتتك)
وقد كان لركوب هذا التلفريك اليدوي (المرجيحة) مناوشات بين الركاب في ترتيب دور راكبيها تصل الى العراك بالايدي ويكون صاحب اليد الطولى الذي لا ينزل عن المرجيحة الا اذا تعب، هو صاحبها فيركبها وقت يشاء وينزل عنها وقتما يشاء. ويكثر اصدقائه ومحبيه طمعا، بركوبها او زيادة وقت ركوبها.
اما الحُمّالة فكانت تلفريك الاطفال تستخدم وقت موسم الحصاد والزيتون لينام فيها الطفل نوما هنيئاً وليفسح المجال بوقت اطول لامه لمساعدة زوجها العمل في تلك المواسم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد