مشروع قديم جديد .. ما قصة الجدار الذي يريده نتنياهو مع الأردن

mainThumb
سياج حدودي بين دولة الاحتلال ومصر قرب مخيم مؤقت للنازحين في رفح جنوب قطاع غزة يناير الماضي (أ.ف.ب)

12-09-2024 05:11 PM

عمّان- وكالات- السّوسنة

أعاد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، (أمس) الأربعاء، إلى الواجهة حديثًا قديمًا متجددًا حول رغبة الاحتلال الإسرائيليّ ببنا جدارًا حدوديّ مع الأردن التي تمتاز أنّ لها أطول حدود مع فلسطين التاريخيّة، فطول الحدود الأردنية مع دولة الاحتلال والضفة الغربية 335 كيلومترًا، منها 97 كيلومترًا مع الضفة الغربية، و238 كيلومترًا مع دولة الاحتلال.

حديث نتنياهو جاء بعد أيام من عملية قتَلَ فيها الأردني ماهر الجازي إسرائيليينَ في معبر اللنبي (المنطقة الأخرى من جسر الملك حسين ومعبر الكرامة)، وتحدث نتنياهو في فيديو بثه حسابه الرسمي على منصة "إكس" خلال تفقده الحدود رفقة قادة في جيش الاحتلال الإسرائيلي عن محاولات لتهريب مقاتلين وأسلحة من الأردن إلى الضفة الغربية حسب ادّعائه، وهو ما ترفضه الأردن دائمًا، وتعتبره اتهاماتٍ باطلة، إذ ردّ وزير الخارجية أيمن الصفدي، عبر منصة إكس، على هذه المزاعم قائلًا: "لا الادعاءات المفبركة، ولا الأكاذيب التي ينشرها مسؤولون إسرائيليون متطرفون، وبما في ذلك تلك المستهدفة الأردن، قادرة على إخفاء حقيقة أن عدوان إسرائيل على غزة، وخروقاتها القانون الدولي، واستباحتها حقوق الشعب الفلسطيني هم التهديد الأكبر لأمن المنطقة واستقرارها".

وقال نتنياهو: إنّ "(إسرائيل) في خضم صراع متعدد الساحات تحتاج فيه إلى تأمين حدودها الشرقية مع الأردن"، وأضاف "سنعمل هنا على إقامة جدار حصين أمام محاولات التهريب، ونفعل ذلك بالتنسيق مع الجيران. ومن المهم بالنسبة لنا أن نضمن أن تظل هذه الحدود حدود سلام وأمن".

الجدار الذي تحدث عنه إحياء لمشروع سبق أن طُرح قبل نحو 20 عامًا، وفي 13 أغسطس 2024، دعا وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس، إلى الإسراع ببناء جدار على طول الحدود مع الأردن، زاعمًا أن "وحدات الحرس الثوري الإيراني تتعاون مع حركة حماس في لبنان لتهريب أسلحة وأموال إلى الأردن، ومنها إلى الضفة الغربية".
وأعاد كاتس في حديثه عن بناء الجدار مع الأردن فكرة مشروع طرحته دولة الاحتلال قبل نحو 20 عامًا، لبناء جدار على طول 238 كيلومترًا، من بحيرة طبريا حتى خليج العقبة، لكنها تراجعت عن المشروع لأسباب مالية؛ إذ تقدر تكلفته بنحو ملياري دولار، وترفض وزارة المالية تخصيص ميزانية له، وتطالب الجيش بتوفير المبلغ من ميزانيته الضخمة.
وكان نتنياهو أعاد إحياء فكرة المشروع عام 2018؛ بهدف منع تسلل لاجئين من إفريقيا، وقال آنذاك إن "(إسرائيل) هي إحدى الدول القليلة التي تسيطر على حدودها بشكل شبه كامل، ومع ذلك فلدينا حدود واحدة لم يجرِ التعامل معها بعد من حيث الجدار وهي الحدود الشرقية (مع الأردن)، وسيتعين علينا إغلاقها كذلك".
غير أن خبراء قانونيين يؤكدون أن بناء جدار إسرائيلي على الحدود الشرقية من الضفة الغربية المحتلة، يجب أن يكون بموافقة السلطة الفلسطينية بصفتها الجهة الشرعية المسؤولة عن هذه المنطقة، وبموافقة الأردن طبعًا والتي وقعت اتّفاقيّة مع دولة الاحتلال تعرف باسم "وادي عربة".







تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد