الانتخابات النيابيّة .. وإلغاء تأشيرة لندن

mainThumb

11-09-2024 03:40 AM


اختتم الأردنّ «عرسه الديمقراطيّ»، مُترجِمًا الإصلاحات الدستوريّة والسّياسيّة التي أجراها جلالة الملك عبد الله الثاني، على أرضِ الواقع التزامًا وأخلاقيّة ومسؤوليّة تحلى بها كلّ أطيافه؛ فكانَ الثلاثاء، العاشر من سبتمبر (أيلول) تاريخًا لن يُنسى، وحدثًا ناجحًا ومميّزًا وسطَ محيطٍ عائمٍ بالأحداث السّاخنة، التي تلقي بظلالها على الشّارع الأردنيّ وجدانيًا وسياسيًا واقتصاديًا أيضًا.
اتّسمت الانتخاباتُ النيابيّة 2024 بالهدوء النّسبيّ، فلم تسجّل الهيئة المستقلة للانتخاب عددًا كبيرًا من الخروقات، كما لم نشهد أعمال شغبٍ مرافقة للانتخاب إلّا بقدْرٍ محدودٍ ويسير ومسيطرٍ عليه من الأجهزة الأمنية التي أمّنت سير العمليّة الانتخابيّة.
صباحَ الأربعاء، سيكونُ الجميعُ على موعدٍ مع عشراتِ مقالات الرأي حول العمليّة الانتخابيّة، وسيرها ونتائجها وما ستفضي إليه، لكنّ موضوعًا آخر سيغيب تسليط الضّوء عليه؛ إذْ لم تجد السّفارة البريطانيّة في عمّان إلّا يوم الانتخابات لتعلن وقفَ العمل بالتأشيرة الإلكترونيّة (ETA) اعتبارًا من (الثلاثاء)، في خطوةٍ أحاديّة برّرتها بما وصفته «سوءَ الاستخدام للتّسهيلات»، وهذا يجعلنا نضعُ هذا الأمر في ميزان التّحليل وإعادة التّفكير.
لا يوجدُ إحصائياتٌ رسميّة توضّح عدد الأردنيين الذينَ ضاعت بهم البلاد فقرّروا قطعَ عشراتِ الدّول ابتداءً من لندن للوصول إلى الولايات المتّحدة، رغم أنّ إحصائية غير رسميّة قالت إنّ عددهم يفوق الـ 30 ألفًا، كما لا توجدُ إحصائياتٌ توضح عدد الأردنيين الذينَ ذهبوا إلى إيرلندا طلبًا للجوء، لكنّ المتّفق عليه.. أنّ ثمّة شبّانًا وأسرَ غادرت منذُ إطلاق التأشيرة الإلكترونيّة في فبراير الماضي، بل وإنّ الهجرة أصبحَ لها سماسرة ومختصّون ومنتفعون يسهّلونها، ونهشونَ لحمَ المواطِن الفقير الذي ستتقطّع به السّبل في الغابات وبينَ تجّار البشر، والذي سيكونُ دائمًا بين احتمالات الموت والعنصريّة والسّجن والاضطهاد.
من الجيّد إذن الاعتراف بيننا وبين أنفسنا أنّ إلغاء التأشيرة الإلكترونيّة للندن ربما لنا يدٌ فيه، ولكن مَن يستطيعُ لومَ شابٍ أهلكته البطالة؟.. هذا القرار اليوم هو بمثابة فرصة حقيقيّة للتفكير في مستقبل شبابنا، وأنْ تركّز الحكومة القادمة جهودها في خلق فرص عمل، وبناء شراكات مع الدّول الأوروبيّة وغيرها (كما تفعل المغرب مثلًا) لتصدير العمالة الماهرة الفائضة، وأنْ يكونَ شعار المرحلة القادمة تخفيض نسب البطالة في الأردن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد