سجون الاحتلال وكر للموت

mainThumb

10-09-2024 10:01 PM

من المعروف وفق سجلات حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وما ترصده المنظمات والمؤسسات الإنسانية والحقوقية، خلو السجون الإسرائيلية من أي إجراءات إنسانية تحترم آدمية الأسرى الفلسطينيين، هي لا تحترم آدميتهم فقط بل تسحقها وتدوس عليها، فوضع الأسير الفلسطيني يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، خاصة الإهمال الطبي الذي تبديه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، برفض علاج المرضى وحرمانهم من الأدوية والعقاقير اللازمة لهم، أضف إلى ذلك التضييق في أمور زيارة أهالي المعتقلين ومحاميهم للإطلاع على أحوالهم، فإدارات السجون تمنع لقاء المحامين بموكليهم الأسرى في كثير من الأحيان، كي لا يتم الكشف عن عمليات التعذيب والتنكيل التي تحدث لهم.
الأوضاع المتردية التي يعاني منها الأسرى الفلسطينيين الموزعين من مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني من نساء وأطفال وكبار السن، يعاملون معاملة غير لائقة ومهينة، عدا عن تعرضهم إلى جلسات تحقيق قاسية في فترات متأخرة من الليل وفي أي وقت، لا يمكن أن يتحمل الكبار تلك الممارسات كيفما بالأطفال، أنه مخالفة صريحة للقوانين الدولية الإنسانية وحقوق الطفل، والوضع المزري داخل السجن نفسه، حيث تفتقد عنابر السجون إلى أي معايير إنسانية يمكن الوثوق بها للاطمئنان على حياة الأسرى، فالعديد منهم قد تعرضوا إلى عمليات تعذيب ممنهجة أدت إلى فقدان البعض لحياتهم، فالأسير من لحظة اعتقاله إلى لحظة زجه بالسجن يعاني ممارسات قمعية عنيفة لا تمد للإنسانية بصلة، ابتداءً من تكبيل اليدين والقدمين بشدة بأسلاك بلاستيكية لساعات طويلة، مما أدى إلى بتر يد أو قدم البعض منهم، بسبب تطور الحالة وحدوث غرغرينا فتفقد أحد الأطراف، وآخرون يواجهون وحشية المعاملة من قبل ضباط السجن والمحققين الذين يتفننون في إنزال أشد العقوبات لأسباب واهية وغير منطقية من تعذيب بالضرب المبرح بالعصي و الركل وإجبارهم على الوقوف لفترات طويلة أو الصعق بالكهرباء، وتهديد الأسير باستهداف أهله أو إيهامه بالموت، يتعرض فيها الأسير للإغماء أو الإعياء الشديد، وحرمانه من الطعام والماء أو التقليل من حصص الطعام سيما أنها شحيحة بالأصل، مما يؤدي إلى تدهور صحته وهبوط وزنه بصورة مخيفة.
المنظمات الإنسانية ونادي الأسير الفلسطيني يرفعان صوتهما عالياً، محذرتان من استهداف الاحتلال الإسرائيلي المقصود والمعتمد للمعتقلين الفلسطينيين، وتعرضهم لأساليب متنوعة ومختلفة من التعذيب تهدد حياتهم، بما في ذلك تعرضهم للاغتصاب بشكل عنيف ومفزع، استدعى دخول البعض منهم إلى المشفى، أو تركه بدون اهتمام أو رعاية صحية كافية قد تؤدي به إلى خطر الموت. كما يواجه المعتقل إلى سياسة العزل الانفرادي ، فيحرم من التريض وقضاء حاجته الشخصية وتلك من أشد المعضلات التي تواجه جميع الأسرى بلا استثناء، بل يصل الأمر إلى إجباره على قضاء حاجته في نفس الإناء الذي يتناول فيه الطعام، الطعام المقدم الذي يمتاز بالرداءة من رائحة كريهة ومنظر مقزز، كما تعمد إدارات السجون الإسرائيلية إلى سياسة العقاب الجماعي الهدف منه إذلال الأسرى والحط من كرامتهم الإنسانية.
حرية الأسرى الفلسطينيين من الأهمية بمكان لحماية حياتهم، ومعاقبة مديري السجون الإسرائيلية على الخروقات الفظيعة والمريعة بحق الأسرى، ومن تلك الخروقات وما أكثرها تشمل ممارسات قمعية تلحق الأذى الكبير بجسدهم ونفسيتهم، فالمنظمات المحلية والدولية تدقان ناقوس الخطر بالكارثة المحققة التي تواجه الأسرى الفلسطينيين، خاصة بعد قيام وزير الأمن الإسرائيلي ايتمار بن غفير بتشديد اجراءات السجون على الأسرى، ودعوته إلى إعدام الأسرى وتجويعهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد