مبدأ عمل تحليل CT

mainThumb
تحليل CT

09-09-2024 10:52 PM

السوسنة- تحليل CT، أو التصوير المقطعي المحوسب، هو اختبار تشخيصي طبي يستخدم الأشعة السينية بالتزامن مع تقنيات الحوسبة لإنشاء صور مفصلة ثلاثية الأبعاد لأجزاء مختلفة من الجسم. يُستخدم هذا التحليل للكشف عن مجموعة واسعة من الحالات المرضية، بما في ذلك الأورام، والإصابات الداخلية، وأمراض الأوعية الدموية. يسمح التصوير المقطعي بفحص الأنسجة والأعضاء بشكل أكثر تفصيلًا مقارنةً بالصور الشعاعية التقليدية.

مبدأ عمل تحليل CT

يعتمدُ مبدأ عمل تحليل CT على استخدام حُزَمٍ من الأشعة السينيّة (بالإنجليزية: X-ray) قصيرة الطولِ الموجيّ التي تلتفُ حلقة حول الجُزء المُراد تصويره في الجسم، ويستخدم الحاسوب هذه البيانات لإنشاءِ مقطعٍ عرضيٍ ثنائي الأبعاد، حيثُ يُعبّرُ هذا المقطع عن جزءٍ واحدٍ من الجسم؛ لذلكَ يتمُ تكرار العمليّة مراتٍ عدة؛ ليتمكنَ الحاسوب من إنشاء عدةِ مقاطع، ثمَّ يقومُ الحاسوب بتجميع المقاطع جميعها لإظهارِ صورةٍ مُفصّلةٍ ودقيقةٍ للعظام، أو الأوعية الدمويّة، أو أيِّ عضو من الأعضاء المُراد تصويرها، وفي بعض الحالات يتمُ استخدامُ مادّة التباين أو وسيط التباين (بالإنجليزية: Contrast medium)؛ حيثُ تُساعدُ مادة التباين على إظهار تراكيب وأنسجة الجسم بشكلٍ أوضح، وتختلفُ المادة المستخدمة باختلاف الجزء المراد تصويره.

1.عن طريقِ الفم: عند الحاجة لإجراء تحليل CT لأجزاءٍ في منطقة البطن مثل: المريء والمعدة، فإنَّ الشخص المعنيّ يتناول شرابًا يحتوي على مادة الباريوم، مما يؤدي إلى ظهور الباريوم في الصور المقطعيّة خلال مروره بهذه الأجزاء باللون الأبيض وبذلك يتم تمييزها عن غيرها.

2.عن طريقِ الحقنِ الوريديّ: يتم حقنُ مادّة التباين في أحد أوردة الذراع عند الحاجة لإجراء تحليل CT لكلٍ من: الأوعية الدموية، أو المرارة، أو الجهاز البولي، أو الكبد، علمًا أنّ الشخص الذي يُحقَن قد يشعرُ بالدفء أثناء عملية الحقن أو قد يشعرُ بوجود طعمٍ مرٍ في فمه.

3.عن طريق الحقن الشرجية: يتم إعطاء مادة الباريوم للشخص عبر حقنة شرجية عند الحاجة لإجراء تحليل CT للأمعاء، أو للأجزاء السفلية من الجسم كالمستقيم، علمًا أن الشخص الذي يُحقن قد يشعُر بعدها بانتفاخٍ أو انزعاج في البطن.

دواعي إجراء تحليل CT

يُلجَأُ إلى إجراء تحليل CT لتشخيص ومُتابعة بعض المشاكل الصحية، ومن أبرز دواعي إجرائه ما يأتي:

-يساعدُ على توجيه الإجراءات الطبية مثل: العمليّات الجراحيّة؛ إذ يساعدُ تحليل CT على تحديد ما إذا كانت العملية الجراحية خيارًا مناسبًا للعلاج أم لا، وتوجيه أخذ الخزعات، والعلاج الإشعاعيّ.

-مراقبة فعاليّة بعض التدخلات الطبية، كمراقبة علاج السرطان.

-تشخيصُ أمراض الدم، وأمراض العظام والعضلات مثل: الأورام العظمية والكسور.

-الكشف عن بعض الأمراض ومراقبتها، مثل: السرطان، وأمراض القلب، وأورام الكبد، والعُقيدات الرئوية.

-تحديد موضع الورم، أو العدوى، أو موضع التجلط الدمويّ أو موضع النزف الداخليَ.

-قد يكون تحليل CT بديلًا عن بعض العمليات الجراحية الاستطلاعية.

-تقييم الحالة التركيبيّة أو الشكليّة لأعضاء الجسم المُختلفة.

تحضيرات إجراء تحليل CT

توجدُ بعض التعليمات التي يجبُ الالتزام بها عند إجراء تحليل CT، وفيما يأتي توضيحٌ لأهمِّ الأمور التي يجب أن تُؤخذُ بعين الاعتبار:

-ارتداءُ الملابس المُريحة، وغير الضيّقة عند إجراء التحليل، وقد يُطلبُ من الشخص المعنيُّ ارتداء الزي الطبيَّ المُخصّص.

-تجنُّب ارتداء المواد المعدنية مثل: المُجوهرات، والنظارات، وأطقمِ الأسنان، ودبابيس الشعر، وكذلك قد يُطلبُ من الشخص المعنيّ بإجراء التحليل إزالة الأجهزة التي تساعدُ على السمع، وأيّ أدواتٍ طبيّةٍ مُؤقّتةٍ على الأسنان، والملابس الداخليّة التي تحتوي على جزءٍ معدنيّ.

-إعلام الطبيب بالحالة الصحيّة للشخص المعنيّ، إذ يجبُ اعلامُ الطبيب بكلٍ من:

1.الأمراض التي يُعاني منها الشخص في حالَ وجودها، مثل: أمراض القلب، أو أمراض الكلى، أو السكّري، أو الربو، أو أمراض الغدة الدرقية، حيث إنَّ وجود أيٍ من هذه الأمراض قد يرفع فرصة حدوث الآثار الجانبية الناتجة عن إجراء التحليل.

2.الحمل؛ إذ يجب على النساء في حال إجراء التحليل إعلام الطبيب في حال وجود حملٍ أو احتماليّة حدوثه.

3.وجود حساسيّة من موادّ التباين، وذلك من أجل أن يعطي الطبيب الشخص المعنيّ أدويةً تقلل من ردِ الفعل التحسسي الناتج عن استخدام مادة التباين، وينصحُ في هذه الحالة بإعلام الطبيب بوجود الحساسية قبل فترةٍ زمنية من إجراء التحليل.

4.الأجهزة المزروعة لدى الشخص المعنيّ، كمُنظِّم ضربات القلب، وغيره من الأجهزة المعدنيّة التي قد تُؤثّر في جودة الصور الناتجة.

-اتّباع إرشادات الطبيب المتعلقة بتحضير الرضع والأطفال لإجراء تحليل CT؛ فقد ينصحُ الطبيب بإعطاء الأطفال مُهدئًا؛ لضمان عدم التأثير على الصورة بسبب كثرة الحركة.

-قد لا يتمكن الأشخاص المصابون بالسمنة الشديدة من إجراء تحليل CT، لذلك قد يَنصحُ الطبيبُ في هذه الحالة باستخدام نوعٍ آخر من الفحوصات التشخيصية.

-الامتناع عن تناول الطعام لمدّة 4 إلى 6 ساعات قبل إجراء الفحص، وذلك في حال إعطاء مادّة التباين.

كيفية إجراء تحليل CT

يُمكن إجراء تحليل CT في المُستشفى أو في العيادات الخارجية، ويتميزُ التحليل بعدم الشعور بالألمِ أثناء إجرائهِ، ويستغرق إجراء التحليل كاملًا ما يقاربُ 30 دقيقة، إذ إنَّ الأجهزة الحديثة يُمكنها إتمام التصوير خلال عدةِ دقائق.

خلال إجراء تحليل CT

تُجرى عمليّة التصوير داخل جهاز الأشعةِ المقطعية، حيثُ يتكون الجهاز من حلقةٍ دائريةٍ كبيرة الحجم، ويحتوي السطح الداخليّ للحلقة على مصدرٍ للأشعة السينيّة، وتقعُ مستقبلات هذه الأشعة على الجهة المُقابلة لمصدر الأشعة، وفي منتصف الحلقةِ الدائرية يوجد طاولة صلبة متحركة، يستلقي عليها الشخص المعنيّ، وتبدأ بالتحرك إلى الداخل لحين دخول العضو المُراد تصويره إلى الجهاز بشكلٍ كامل، وعند ذلك تبدأ عمليّة التصوير؛ إذ تبدأ الحلقة الدائرية بالدوران، ويترافق دوران الحلقة الدائرية مع إطلاق حُزمٍ من الأشعة السينيّة التي تعبرُ خلال الجسم، وتُزوّد مستقبلات الأشعة السينية جهاز الحاسوب بجميع البيانات التي تمَّ الحصول عليها، ويترتب على ذلك ظهور صور الأنواع المختلفة من الأنسجة على جهاز الحاسوب بدرجاتٍ مختلفة من اللون الرمادي؛ لاختلاف كثافاتها، ومن الجديرُ بالذكر أنًّ الصورة التي يحصل عليها جهاز الحاسوب تمثل مقطعًا عرضيًا لجزءٍ صغير من الجسم، لذلك تتغير زاوية إطلاق الأشعة على الجسم بشكلٍ بطيء لتغيير الجزء الذي تمر فيه الأشعة، ويتم تكرار ذلك مراتٍ عدة للحصول على عدة مقاطعٍ عرضية للجزء المراد تصويره، وتُجمع المقاطع العرضية جميعها عن طريق جهاز الحاسوب للحصول على صورة مقطعية مُتكاملة للجزء المراد تصويره، ويُشار إلى أنًّ الأجهزة الحديثة الخاصة بتحليل CT قادرة على إظهار صورٍ ثلاثيّةِ الأبعاد للجزء المُراد تصويره، ويجب التنويه إلى أنَّ سماع الشخص لصوت الطنين أثناء تواجده داخل الجهاز هو أمرٌ طبيعيّ، وقد يشعرُ بعض الأشخاص بالقليل من الخوف أو القلق أثناء إجراء الفحص، ويُنبّه فنيُّ الأشعة المُشرف الشخص على أهمية الحفاظ على موقعه ثابتًا؛ لضمان جودة الصورة، ويُمكن أن يُطلَبَ من الشخص حبسُ أنفاسه لبعض الوقت.

بعد إجراء تحليل CT

إنَّ إجراءَ تحليل CT لا يترتب عليه ظهور تأثيراتٍ مقلقة، إذ يُمكن للشخص الذي أجرى التحليل العودة إلى المنزل في أقرب وقتٍ ممكن، ويستطيع ممارسة أنشطته اليوميّة المُعتادة من أكل وشرب وقيادة وغير ذلك، أمّا في حال أخذ الشخص للمُهدّئات، فقد يكون بحاجةٍ إلى الاستعانة بأحد المُقرّبين لمرافقته للمنزل وقيادة المركبة لحين زوال مفعول المُهدّئ، علمًا أنَّ الأشعة التي يتمُ استخدامها أثناء التصوير لا تبقى داخل الجسم، ولا يُمكن أن تنتقل من جسم لآخر في حال مُلامسة أحدهم للشخص الذي أجرى للتحليل، ومع ذلك يجب التنويه إلى ضرورة مُراجعة الطبيب في حال ظهور أيّ من الأعراض الآتية: ارتفاع درجة الحرارة، أو القشعريرة، أو حدوث ضيق في التنفُّس، أو تسارع نبضات القلب، أو التقيؤ.

ومن الجديرِ بالذكرِأنَّ مادّة التباين التي يتمُ استخدامها في بعض الحالات لا تسبب الضرر في اغلب الأحيان، ويتخلصُ الجسمُ منها عبر طرحها في البول، مع ذلك يُنصَح الأشخاص الذين تلقّوا هذه المادّة؛ بالبقاء داخل المستشفى ما يقارب الساعة قبل المغادرة؛ وذلكَ من أجل ضمان عدم حدوث رد فعلٍ تحسسيّ من الجسم تجاه هذه المادّة، وفيما يأتي بعض النصائح التي تؤخَذ بعينِ الاعتبار عند أخذ مادة التباين:

-مادة التباين الفمويّة: حيثُ يتم إعطاء الشخص كوبًا من الماء بعد تناوله لمادّة التباين، ويفضل الإكثار من شرب السوائل، وقد تُسبّب بعض أنواع موادّ التباين كالباريوم حدوث الإمساك بشكلٍ مُؤقّت ليومٍ أو يومين، علمًا أنَّه تجب مُراجعة الطبيب في حالَ استمر الإمساك لأكثر من يومين.

-مادة التباين الوريديّة: يُنصَحُ الأشخاص الذين تلقَّوا مادّة التباين عن طريق الوريد بالإكثار من شرب السوائل، وذلك لأن مادة التباين في هذه الحالة وهي اليود، يتخلص الجسم منها عبر طرحها في البول بشكلٍ كُليّ خلال يومين.

-مادة التباين الشرجيّة: يتمّ سحب مادّة التباين الشرجيّة من القولون باستخدام أنبوب الحقن الشرجيّ، ويحتاج الشخص فور سحب الأنبوب إلى إكمال عمليّة الإخراج في المرحاض، وقد يُعطى الشخص بعض المُليّنات التي تساعد على تنظيف الأمعاء، وتُجَنِبُ الشخص الإصابة بالإمساك؛ إذ تتسبّبُ بعض أنواع موادّ التباين الشرجيّة كمادة الباريوم في حدوث انسدادٍ في الأمعاء، الأمر الذي يتطلّب استخدام حُقن شرجيّة مُخصّصة للتخلُّص منه.

تفسير نتائج تحليل CT

بعد الانتهاء من إجراء التصوير المقطعيّ، يحتاج الحاسوب لعدّة أيّامٍ أو أسابيع لمعالجة البيانات التي تمّ الحصول عليها، حيثُ يُحلّل الفنيّ المُختصّ بالأشعة الصور، واعداد تقريرٍ يحتوي على النتائج الطبيعيّة وغير الطبيعيّة للصورة، ويضمُ التقرير كلًا من: الحالة الصحيّة للشخص، وسبب إجراء الصورة، والتفاصيل المُتعلّقة بأخذ مادّة التباين في حالِ إعطائها، ثمَّ يرسلُ التقرير إلى الطبيب المُشرف على الحالة لمتابعة الإجراءات الطبية ومناقشة النتائج مع الشخص المعنيّ.

الآثار الجانبية لتحليل CT

يترافق مع إجراء تحليل CT بعض الآثار الجانبية، وفيما يأتي بيانٌ لأبرز هذه الآثار:

-التعرض للإشعاع: يُعرّضُ الشخص لإشعاعٍ من الأشعة السينيّة خلال إجراء التحليل، ويُشار إلى أنَّ التعرض للإشعاع قد يُسهم في زيادة خطر الإصابة بالأورام، لذلك فإنَّ الفوائد التي يجنيها الشخص من إجراء تحليل CT تُقدَّر مقابل الأخطار الناتجة عن تعرضه للإشعاع، وفي حال كان الشخص معرّضًا للإشعاع بشكلٍ متكرر، يُوصى بعمل فحوصاتٍ دوريّة لمستوى الإشعاع.

-التأثير على الحمل: يُنصَحُ بعدم إجراء تحليل CT للأشخاص الحوامل أو اللاتي قد يُصبن بالحمل، خاصّةً في حال وجود تحليل يتضمن تصوير منطقة البطن أو الحوض.

-الحساسية لمادة التباين: قد يُصابُ الشخص بالحساسية من مادة التباين، حيث يظهر الطفح الجلدي كأحد الأعراض الشائعة لهذه الحساسية، كما قد يُصاب الشخص بردود فعل تحسسية قد تؤدي إلى مضاعفاتٍ خطيرةٍ، ويُشارُ إلى أنَّ الخطر يكون أكبر في حال كان الشخص يعاني من حالاتٍ طبيةٍ خاصة مثل مرضى الكلى، في حال تناولهم لمادة التباين، وقد تحدث بعض التغيرات في مستوى الكرياتينين في الدم نتيجة تناول مادة التباين.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد