أمانة عمّان .. ريادة واستدامة مع الحفاظ على التراث

mainThumb

09-09-2024 08:17 PM

تُعتبر أمانة عمان الكبرى واحدة من أبرز الأمثلة على كيفية إدارة المدن الكبرى بطريقة تجمع بين الحداثة والتراث، حيث نجحت عمان في تحقيق توازن نادر بين النمو العصري والحفاظ على هويتها الثقافية. ولعل القيادة الحكيمة والتخطيط الاستراتيجي المتطور كان لهما دور كبير في هذه المسيرة الرائدة.
تتمثل رؤية أمانة عمان الكبرى في جعل العاصمة عمّان مدينة عصرية ومستدامة، مع الحفاظ على تراثها الثقافي والإنساني. في هذا السياق، طرحت الأمانة مجموعة من الخطط والاستراتيجيات التي تواكب تطورات العصر، وتدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي، بينما تظل وفية لجذورها التاريخية.
وتُعد أمانة عمان الكبرى من النماذج الرائدة في كيفية دمج المشاريع والمبادرات المجتمعية في خططها التنموية، مما يعكس التزامها العميق بتحسين جودة الحياة في العاصمة عمان، عبر تنفيذها لأكثر من 25 مشروعاً ومبادرة ذات أبعاد تنموية ومجتمعية وبيئية، تبرز الأمانة كمؤسسة تسعى لتحقيق توازن بين التحضر والاستدامة، مع التركيز على تعزيز دور المجتمع في هذه العملية. من بين المشاريع البارزة التي تنفذها أمانة عمان الكبرى، تبرز منصة المرصد الحضري لبيانات مدينة عمان (Urban Hub) كمثال على كيف يمكن للتكنولوجيا أن تساهم في تحسين التخطيط الحضري واتخاذ القرارات. هذه المنصة تجمع بيانات دقيقة حول مختلف جوانب المدينة، مما يساعد في تطوير استراتيجيات مدروسة لتحسين الحياة في عمان وتلبية احتياجات السكان بشكل أكثر فعالية.
في المجال البيئي، قامت الأمانة بتنفيذ مشروع فرز وتدوير ومعالجة النفايات الصلبة الذي يمثل خطوة كبيرة نحو إدارة النفايات بشكل مستدام. هذا المشروع لا يقتصر على معالجة النفايات بل يشمل أيضاً إعادة تدوير النفايات من القطاع التجاري، مما يساهم في تقليل التأثير البيئي للنفايات وزيادة الوعي حول أهمية إعادة التدوير. أما في مجال تحسين الوعي البيئي، فقد أطلقت الأمانة برنامج تحسين برامج التوعية وتعزيز الوعي العام للجمعيات والمتطوعين في نظام إدارة النفايات الصلبة. هذا البرنامج يهدف إلى إشراك المجتمع بشكل أكبر في جهود إدارة النفايات وتعزيز ثقافة الاستدامة. وفي مجال الثقافة والإبداع، أطلقت الأمانة برنامج تنمية ثقافة القراءة الذي يهدف إلى تعزيز حب القراءة بين الأطفال والشباب. كما تدعم الأمانة برنامج تنمية الإبداع والابتكار للأطفال والشباب، الذي يشجع على التفكير الإبداعي ويتيح للجيل الجديد فرصة لتطوير مهاراته وإمكاناته. ولم يقتصر دور الأمانة على المشاريع البيئية والثقافية فقط، بل قامت أيضاً بتطوير مشتل القادسية لزيادة إنتاج الشتلات، مما يعزز من جهود التشجير في المدينة. بالإضافة إلى ذلك، تُعنى الأمانة بالمحافظة على الأشجار التاريخية والمعمرة في عمان، وهو ما يعكس اهتمامها بالحفاظ على التراث الطبيعي للمدينة.
واحدة من المبادرات المجتمعية البارزة هي مشروع حارات عمان، الذي يستهدف طلاب المدارس وفئات الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة. هذا المشروع يهدف إلى تحسين جودة الحياة لهؤلاء الفئات ويعزز من مشاركتهم في المجتمع. علاوة على ذلك، تعمل أمانة عمان الكبرى على تطوير برنامج تأهيل ورعاية ذوي الإعاقات، مما يعكس التزامها بدعم الفئات الأكثر احتياجاً في المجتمع. كما أن الأمانة تقوم بتطوير آلية تسويق المنتج البستاني بالشراكة مع القطاع الخاص، مما يعزز من فرص تسويق المنتجات المحلية ويشجع على النمو الاقتصادي المحلي.
من الناحية الاستثمارية، أظهرت رؤية عمان للاستثمار والتطوير نجاحاً ملحوظاً من خلال تحقيق العديد من المشاريع الاستثمارية البارزة. فقد تمكنت الشركة من إنجاز 32 مشروعاً بحجم استثمار يبلغ 950 مليون دينار أردني، وتطوير مساحة أراضٍ تبلغ 342 ألف متر مربع. من أبرز المشاريع التي نفذتها الشركة مشروع المملكة للرعاية الصحية والتعليم الطبي بالشراكة مع الصندوق السعودي الأردني للاستثمار، والذي يُعتبر من المشاريع الرائدة في مجال الرعاية الصحية.
إن المشاريع والمبادرات التي تنفذها أمانة عمان الكبرى تعكس رؤية شاملة لتحسين المدينة وجعلها نموذجاً يحتذى به في التنمية المستدامة. من خلال التركيز على الأبعاد البيئية والاجتماعية والثقافية، تسعى الأمانة إلى خلق بيئة مستدامة ومجتمع نابض بالحياة في عمّان.
في الختام، لا يمكن التغافل عن الدور المحوري الذي يلعبه فريق ادارة امانة عمان وعلى راسهم، يوسف الشواربة، في تحقيق هذه الإنجازات. فبفضل الادارة الحصيفة والرؤية الثاقبة، تمكنت الأمانة من دمج النمو العصري مع الحفاظ على التراث الثقافي، مما يجعل عمان نموذجاً يُحتذى به في إدارة المدن الكبرى، كما يجعلها مثالاً حقيقياً لمدينة حديثة ومتجذرة في تاريخها. وسلاما على عمّان وأهلها وجبالها وكوادرها وفريق عمل امانتها..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد