رصاصة الكرامة التي أحيت معركة الكرامة
في صباحٍ بدت فيه الحياة عادية، نهض ماهر الجازي من سريره كأي يوم آخر، ولكنه في قلبه كان يحمل شيئًا مختلفًا، شيئًا يتجاوز الزمن ويمتد إلى جذور تاريخه وأرضه. كانت عيون ماهر تتطلع نحو لحظة استثنائية، لحظةٍ تلتقي فيها أحلامه بالثأر والكرامة.
لقد كان ينوي أن يكتب فصلًا جديدًا في كتاب طويل من المقاومة والتحدي. هذا الكتاب الذي بدأت صفحاته منذ عقود، وتحديدًا في معركة خالدة في ذاكرة الأردنيين والفلسطينيين، معركة الكرامة.
يوم معركة الكرامة في 1968 لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان انتصارًا رمزيًا لشعبٍ رفض الذل والانكسار. ففي تلك المعركة، وقف الفلسطينيون والأردنيون جنبًا إلى جنب، لصد أكبر قوة عسكرية في المنطقة آنذاك. كان الرد على العدوان الإسرائيلي ساحقًا، ومعه نهضت الروح العربية من جديد. كانت معركة الكرامة هي اللحظة التي أعادت للأمة إحساسها بالعزة بعد هزيمة النكسة. واليوم، وبعد أكثر من خمسة عقود، يُعاد تجسيد تلك الروح في قلب بطلنا ماهر.
بكل وعيه وإرادته، عرف ماهر أن يومه قد جاء ليحمل شرف اسمه "الكرامة"، ذلك الاسم الذي لطالما شكل رمزًا للمقاومة والبطولة في أرض الأردن. لم يكن عبوره إلى معبر الكرامة مجرد مصادفة، بل كان اختيارًا بعناية. هذا المعبر الذي حمل في اسمه معركة خالدة، سيحمل في تاريخه اليوم شهيدًا جديدًا يعيد للذاكرة صرخة الانتصار القديمة.
عندما تقدم بشاحنته نحو منطقة التفريغ، لم يكن الجنود الإسرائيليون يدركون أن أمامهم رجلًا عازمًا على استعادة لحظة الكرامة تلك. كانت خطواته تحمل عبء التاريخ وأمل المستقبل. وكما فعل الأبطال في معركة الكرامة، أخفى ماهر سلاحه ببراعة، تمامًا كما أخفت روح المقاومة في تلك الأرض جذورها على مر العقود. وعندما أخرج مسدسه وأطلق النار، لم تكن الرصاصات التي أطلقها مجرد طلقات في الهواء؛ كانت صرخات تعيد صدى معركة قديمة، صرخات تذكر العدو بأن الكرامة لا تُهزم.
ثلاثة جنود سقطوا على الأرض، وكل طلقة أطلقتها يده كانت بمثابة رصاصة أطلقتها ذاكرة الشعب من معركة الكرامة قبل سنوات. سقطوا كما سقطت عنهم أوهام القوة والتفوق في معركة 1968. لكن في هذه اللحظة، لم يكن ماهر يقاتل فقط من أجل اليوم، بل كان يقاتل من أجل كل شهيد سقط على تلك الأرض، ومن أجل كل لحظة عز وقف فيها المقاومون صامدين، من الكرامة إلى غزة، ومن الضفة إلى القدس.
وكما في معركة الكرامة، لم يهم إن كان ماهر سيسقط شهيدًا. فالقضية ليست قضية حياة أو موت، بل هي قضية شرف وكرامة. استشهد ماهر كما استشهد الأبطال من قبله، وترك خلفه قصة ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال. الجسر الذي أغلق بعد العملية لن يغلق الأثر الذي تركه في نفوس الأحرار. كان شهيدًا وقف بوجه الاحتلال وجهاً لوجه، كما وقف الفدائيون في معركة الكرامة أمام الدبابات، ليؤكد أن الكرامة ليست مجرد معركة في الماضي، بل هي روح تسري في دماء كل من يؤمن بحق هذا الشعب في الحرية.
ماهر الجازي هو الامتداد الحي لمعركة الكرامة، هو الحكاية التي تلتقي فيها رصاصات اليوم بأمجاد الأمس. وكما كانت الكرامة في 1968 نقطة تحول في تاريخ الصراع مع العدو، فإن تضحيته هي تذكير بأن روح المقاومة لا تموت، وأن الرصاصة التي أطلقها في معبر الكرامة هي جزء من سلسلة لا تنتهي من الكفاح من أجل الحرية.
مدير شباب إربد يتفقد مجمع الأمير هاشم الرياضي
الأونروا تؤكد التزامها بدعم اللاجئين الفلسطينيين رغم التحديات
سقوط طائرة مسيرة مفخخة شمالي العراق
محاضرة عن الإسراء والمعراج في منتدى الرصيفة الثقافي
فعاليات رسمية وشعبية تحتفل بعيد ميلاد الملك
حماس : دماء الشهداء ستبقى وقودًا لاستمرار المعركة
أحمد الشرع يعلن عن تشكيل حكومة انتقالية شاملة قريبًا
مبعوث ترمب: إعادة إعمار غزة قد تستغرق 15 عامًا
غوتيريش يحذر من انتشار الصراعات في العالم
شاهد .. صورة لهلال شعبان بالعين المجردة .. فيديو
مركز طبقة فحل للدراسات يهنئ الملك
مهم بخصوص نتائج قروض ومنح صندوق دعم الطالب الجامعي
الملكة رانيا:الاثنين غاليين على قلبي بس الجاي أغلى
الأردن يسمح للأجانب بالدخول دون موافقة مسبقة .. تفاصيل
رقم مهول .. أعلى وأدنى راتب تقاعدي في الأردن
لأول مرة في تاريخها .. بلدية أردنية تحقق إيرادات ضخمة
عشرات المواطنين ترتبت عليهم مبالغ مالية يجب تسديدها .. أسماء
ولي العهد ينشر صورة برفقة الأميرة رجوة والأمير عبدالمتين وزوجته
اليرموك تغرق في المديونية وحراك أكاديمي يتصاعد .. تفاصيل
بائع هواء السلط ليس وحده من فعل ذلك .. تفاصيل ستدهشك
نسرين طافش تتزوج للمرة الثالثة وهوية زوجها تفاجئ الجمهور
مهم بشأن مشروع استبدال عدادات الكهرباء القديمة بأخرى ذكية
مطلوبون لمراجعة جمرك عمان قبل الحجز .. أسماء
حقيقة العفو عن مخالفات السير بمناسبة الإسراء والمعراج
مدير الأمن العام: الأولوية دعم رفاق السلاح