تنظير الكبسولة

mainThumb
تنظير الكبسولة

08-09-2024 11:13 PM

السوسنة- تنظير الكبسولة هو إجراء طبي يستخدم لتصوير الأمعاء الدقيقة باستخدام جهاز صغير على شكل كبسولة تحتوي على كاميرا. يُبتلع المريض هذه الكبسولة، التي تلتقط الصور أثناء مرورها عبر الجهاز الهضمي، وتُرسل هذه الصور إلى جهاز استقبال خارجي. يُعتبر تنظير الكبسولة وسيلة غير جراحية ومفيدة لتشخيص ومراقبة حالات الأمعاء الدقيقة، مثل النزيف، الالتهابات، والزوائد اللحمية.

دوافع إجراء تنظير الكبسولة

ثمّة عدة أنواع أخرى لاختبارات التنظير، مثل التنظير العلوي (بالإنجليزية: Upper endoscopy)، وتنظير القولون (بالإنجليزية: Colonoscopy)، حيث يُستخدم التنظير العلوي عادةً لتصوير وأخذ خزعات من قناة تمرير الطعام التي تعرف بالمريء (بالإنجليزية: Esophagus)، أو من المعدة، أو من أول أجزاء الأمعاء الدقيقة الذي يُعرف بالاثني عشر (بالإنجليزية: Duodenum)، بينما يستخدم تنظير القولون لتصوير وأخذ خزعات من الأمعاء الغليظة، والجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة الذي يُعرف باللفائفيّ (بالإنجليزية: Terminal ileum). ولكن بالرغم من فعاليّتهما، إلا أنهما لا يستطيعان الوصول إلى جزءٍ كبير من الأمعاء الدقيقة. لذلك، يلجأ الأطباء إلى استخدام تنظير الكبسولة لتصوير هذه المناطق عند الحاجة لتشخيصها في حالة الشك بوجود نزيف أو مرض ما. لكن من الجدير بالذكر أن من غير الممكن استخدام تنظير الكبسولة لأخذ الخزعات كما في الطرق الأخرى. كما من الممكن أن يلجأ الأطباء إلى استخدام تنظير الكبسولة في حالات أخرى متعددة، نذكر منها:

- الحصول على المزيد من المعلومات بعد التصوير بالأشعة السينية (بالإنجليزية: X-rays) أو أيّ من اختبارات التصوير الأخرى في حالة عدم وضوح النتائج أو عدم التأكد منها.
- محاولة معرفة سبب النزيف غير المبرر في الأمعاء الدقيقة، حيث يعد هذا أكثر الدوافع شيوعًا لإجراء تنظير الكبسولة.
- المعاناة من بعض الأعراض، بما فيها: وجود ألم مزمن في البطن، انخفاض الوزن غير المبرر، فقر الدم، والإسهال.
- الشك بوجود أمراض أخرى في الأمعاء الدقيقة.

موانع استخدام تنظير الكبسولة

قد يُمنع استخدام تنظير الكبسولة للأشخاص الذين يعانون من الحالات أو الأمراض التالية:

- الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض تشير إلى انسداد الأمعاء الدقيقة أو عانوا سابقًا من ذلك.
- الأشخاص الذين يستخدمون جهاز إزالة رجفان القلب (بالإنجليزية: Defibrillator)، ومع ذلك فقد يُسمح باستخدامه لهم مع المراقبة الحثيثة.
- النساء الحوامل؛ إذ لا يُنصح باستخدامه لهنّ.
- الأشخاص الذين يعانون من فتحات أو وصلات غير طبيعية بين عضوين أو أجزاء من أعضاء الجسم، والذي يطلق عليها اسم النّاسور (بالإنجليزية: Fistulas).

الاستعداد لإجراء تنظير الكبسولة

يطلب الطبيب من الشخص تزويده بعدّة معلومات مهمّة قبل إجراء تنظير الكبسولة، مثل التاريخ الطبّي الكامل، والأدوية التي يتناولها حاليًّا، واستخدامه أي نوع من الأجهزة الطبيّة الكهربائية مثل جهاز تنظيم ضربات القلب، ووجود أي مشاكل قد تؤثر في عملية تنظير الكبسولة مثل مشاكل البلع أو الحساسية. وبعد تأكد الطبيب من أن جميع الظروف مناسبة وآمنة لإجراء تنظير الكبسولة، يُنصح الشخص باتّباع النصائح التالية للتحضير لإجراء العملية:

- اتّباع نظام غذائي يتكون من السوائل في وجبات الغداء والعشاء في اليوم السابق ليوم إجراء العملية.
- الصيام لمدة 12 ساعة تقريبًا قبل إجراء العملية للتأكد من خلوّ الأمعاء، كما يجب التأكد من إفراغ المعدة أيضًا، وذلك عن طريق إعطاء الشخص أدوية مُليّنة لإفراغهما وتطهيرهما، حيث يضمن هذا الحصول على أدقّ النتائج وأكثرها أمانًا.
- ارتداء ملابس مريحة وفضفاضة.
- اتّباع تعليمات الطبيب فيما يتعلق بالأدوية التي يجب إيقاف أخذها كليًّا قبل العملية إضافة إلى الأدوية التي من الممكن الاستمرار بتناولها؛ حيث يُجاز أخذ هذه الأدوية المسموحة مع رشفات قليلة من الماء حتى ساعتين من موعد إجراء العملية.
- التوقف عن التدخين لمدة 24 ساعة قبل إجراء العملية.

آلية إجراء تنظير الكبسولة

عند الوصول لعيادة الطبيب، يجد أغلب الأشخاص تنظير الكبسولة مريحًا بشكلٍ عام. وفي ما يأتي ذكرٌ لبعض مراحل وتفاصيل التنظير:

- يرتدي الشخص الحزام الذي يحتوي على مسجّل البيانات والبطاريّة، ثم يثبّت عدة ضمادات لاصقة ضمن توزيع مدروس على أنحاء البطن، تتصل بها أسلاك شبيهة بالأسلاك المستخدمة لجهاز رسم نبضات القلب، حيث تصل الأسلاك الضمادات المثبتة على البطن بمسجّل البيانات الموجود في الحزام. يُثبّت الحزام لمدة 8 إلى 12 ساعة تقريبًا، وذلك ليجمع قدرًا كافيًا من البيانات والمعلومات اللازمة للتشخيص، وقد يُلاحظ بعض الارتفاع في درجة حرارة البطارية ومسجّل البيانات مع مرور الوقت.
- يبتلع الشخص الكبسولة لبدء إجراء الفحص، ويجدر بالذكر أن الكبسولة تستخدم لمرة واحدة فقط، ويبلغ حجمها ما يعادل حجم حبة فيتامين كبيرة، حيث يبلغ طولها 2.5 سنتيميتر تقريبًا، وعرضها أقل من 1.3 سنتيميتر.
- يُطلب من الشخص أن يستلقي أو يجلس أثناء ابتلاع الكبسولة، وفي الحقيقة يكون ابتلاعها سهلًا نظرًا لتغطيتها بمادة تساعد على الانزلاق.
- يُنصح الشخص بإجراء بعض الأنشطة الحركيّة البسيطة أثناء ارتداء الحزام، حيث تساعد الحركة البدنية على حركة الكبسولة داخل الجهاز الهضمي، كما يُسمح بتناول كوب من الماء عند ابتلاع الكبسولة، يُضاف إليه غالبًا مادة تدعى سيميثيكون (بالإنجليزية: Simethicone) التي تساعد في منع تكوّن الفقاعات التي قد تتداخل مع الصورة التي تنقلها الكبسولة.
- يكون الشخص قادرًا على مواصلة يومه بشكلٍ طبيعي بعد ابتلاع الكبسولة في معظم الحالات، ومن الممكن العودة إلى ممارسة عمله بعد التأكد من الطبيب من إمكانيّة ذلك.
- بعد مغادرة عيادة الطبيب تنتهي عملية تنظير الكبسولة إمّا بعد ثمان ساعات أو حين تتم رؤية الكبسولة في البراز بعد انتهاء رحلتها في الأمعاء، أيّهما يسبق، يتخلص الفرد من الكبسولة بعد ذلك في المرحاض، ويستطيع بعدها الشخص أن يزيل جهاز تسجيل البيانات والضمادات المثبتة على بطنه أيضًا، ثم يتبع تعليمات الطبيب في كيفية تسليمها للعيادة. ويجدر بالذكر أنّ الجسم يتخلص من الكبسولة في مدة تتراوح بين عدة ساعات إلى عدة أيام؛ وذلك بسبب اختلاف الجهاز الهضمي بين الأشخاص، ولهذا يوصى الشخص بمراجعة طبيبه في حالة عدم رؤية الكبسولة في البراز لمدة أسبوعين، حيث من الممكن أن يوصي الطبيب بتصوير الشخص بالأشعة السينية للتأكد ما إذا كانت الكبسولة لا تزال في جسمه.
- يُوصى باتباع التعليمات التالية خلال ساعات الخضوع للفحص قبل خروج الكبسولة مع البراز: عدم الاقتراب من أي مصدر للطاقة الكهرومغناطيسية مثل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic resonance imaging)، أو أجهزة الراديو (HAM)، حيث قد يؤثر الاقتراب منها في نتائج التنظير.
- يُسمح للشخص عادةً بتناول بعض السوائل الصافية بعد ساعتين من ابتلاع الكبسولة، ويُسمح له بتناول وجبة خفيفة بعد أربع ساعات، وبعد ذلك يُمنع تناول أي شيء إلى حين انتهاء التنظير.
- عدم ممارسة الأنشطة البدنية المرهقة التي تؤدي إلى التعرق، كما يوصى بتجنب الانحناء أو تقوّس الجسم.
- عدم فصل الأدوات قبل انتهاء عملية التنظير إذ يؤدي هذا إلى فقدان الصور التي تمّ إرسالها إلى مسجّل البيانات.

الحصول على النتائج وتحليلها

تلتقط الكاميرا الآلاف من الصور الملونة للقناة الهضمية أثناء إجراء التنظير، حيث تُرسل هذه الصور إلى جهاز كمبيوتر ليتم تحويلها إلى فيديو باستخدام برمجية خاصة، من ثمّ يطّلع الطبيب على مقاطع الفيديو ويحاول تحديد المشكلة الصحية. قد يستغرق الأمر أسبوعًا لمعرفة ما إذا كانت هناك مشكلة صحية وسبب حصولها وكيفية علاجها، أما إذا لم يتم العثور على أي مشكلة فهذا يعني أن نتائج الشخص طبيعية.

مزايا وعيوب تنظير الكبسولة

مزايا تنظير الكبسولة:

- غير مؤلم، ولا يتطلب التخدير أو التدخل الجراحي.
- يتيح للطبيب تصوير كامل الأمعاء الدقيقة وليس فقط السنتيمترات الأولى منها.
- سهولة ابتلاع الكبسولة.
- إمكانية استلقاء الشخص والراحة والتجول بدون الحاجة للبقاء في المستشفى.
- عدم استخدام أي نوع من الإشعاعات الضارة في تنظير الكبسولة.
- عدم الحاجة في كثير من الأحيان إلى التقصي ومتابعة الشخص بإجراء فحوصات إضافية بعد إجراء التنظير.

عيوب تنظير الكبسولة:

- حصر استخدامه في التشخيص فقط: يُعتبَر تنظير الكبسولة، كما هو الحال في الأشعة السينية، إجراءً يستخدم للتشخيص فقط، إذ لا يمكن استخدامه لأخذ خزعة أو لإدخال العلاج أو لتحديد المنطقة المتضررة لتساعد الطبيب عند إجراء الجراحة.
- عدم القدرة على التحكم بالكبسولة بمجرد ابتلاعها: فمثلًا لا يمكن إبطاء حركتها للتصوير بشكل أفضل عند مرورها في المنطقة المتضررة.
- ارتفاع تكلفته: يعتبر اختبارًا باهظ الثمن، ويعود هذا بشكل أساسيّ بسبب ارتفاع تكلفة الكبسولة، كما أن تكلفة تكرار عملية التنظير للأشخاص الذين يعانون من النزيف المتكرر يشكّل عائقًا لدى بعضهم، بالإضافة إلى أن من المحتمل ألا يكون هذا التكرار مفيدًا لدى البعض.
- محدودية الفئات أو الحالات الممكن استخدامه لها: إذ إنّ تصميمه يخدم فئة معينة فقط من المرضى وحالات صحية معيّنة، حيث يناسب تصميمه الأمعاء الدقيقة فقط، ولا يمكن استخدامه بديلًا عن التنظير الداخلي للمناطق العليا في الجهاز الهضمي مثل المريء والمعدة والإثني عشر.

المخاطر والأعراض الجانبية لتنظير الكبسولة

يُعتبر تنظير الكبسولة اختبارًا آمنًا نسبيًّا ويندر ظهور أعراض جانبية عند إجرائه، إلا أنّ من الجدير ذكر بعضها:

- احتجاز الكبسولة أو التصاقها: يستطيع الطبيب إجراء اختبار أوليّ بسيط إذا شكّ في سلامة استخدام تنظير الكبسولة، حيث يستخدم في الاختبار الأولي كبسولة قابلة للتحلل الحيوي في الجسم إذا علقت فيه. وبالرغم من انخفاض نسبة الخطر في هذا التنظير، إلا أنها تكون مرتفعة أكثر عند بعض الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية خاصّة، مثل الأورام، ومرض كرون، أو في حالة تعرض الشخص إلى جراحة سابقة في نفس المنطقة المستهدفة في التنظير، حيث من الممكن أن تتسبب الجراحة بتضيّق في القناة الهضمية. ويجدر بالطبيب تصوير الشخص بالأشعة المقطعية قبل إجراء تنظير الكبسولة إذا كان يعاني من ألم في البطن أو إذا كان لديه احتمال تضيّق في الأمعاء، وحتى مع إظهار الفحص بالأشعة المقطعية عدم وجود تضيّق في الأمعاء، قد تلتصق الكبسولة في الجسم ولا تُطرح خارجه.
- النزيف: قد يؤدي هذا التنظير إلى النزيف، خاصّة في حال مرور الكبسولة في منطقة تعرّضت لتضيّق بسبب التهاب أو ضرر في بعض الأنسجة.
- انسداد الأمعاء: يعتبر انسداد الأمعاء أمرًا نادر الحدوث في تنظير الكبسولة، لكن قد يلزم أحيانًا استخدام بعض وسائل المساعدة في تمرير الكبسولة إذا لزم الأمر، مثل استخدام مادة مطرية، أو الاستعانة بطريقة أخرى أقل شيوعًا تُدعى التنظير المعوي مزدوج البالون تعتمد على استخدام بالونين يتم نفخهما وإفراغ الهواء منهما بالتناوب، مما يؤدي إلى دفع الكبسولة العالقة برفق لتحريرها من موقع الانسداد، كما من الممكن أن يلجأ الأطباء إلى استخدام الجراحة في بعض الحالات. ويجدر بالشخص الذي يُجري تنظير الكبسولة أن يكون على دراية بأعراض الانسداد المعوي، مثل: ألم في البطن، الشعور بالانتفاخ، الغثيان، التقيؤ، صعوبة في البلع، وألم في الصدر.


اقرأ المزيد عن: 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد