الكورتيزون الموضعي

mainThumb
الكورتيزون الموضعي

08-09-2024 06:11 PM

السوسنة- الكورتيزون الموضعي هو نوع من أدوية الستيرويدات التي تُستخدم مباشرة على الجلد لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات الجلدية. يعمل الكورتيزون الموضعي عن طريق تقليل الالتهاب والتورم والحكة، مما يساهم في تخفيف الأعراض وتحسين مظهر الجلد. يُستخدم بشكل شائع لعلاج حالات مثل الإكزيما، والصدفية، والطفح الجلدي، ويُعتبر خيارًا فعالًا عند استخدامه وفقًا للتوجيهات الطبية.

مضاعفات استخدام الكورتيزون الموضعي وآثاره الجانبيّة
قد يؤدّي الاستخدام المستمر للكورتيزون الموضعيّ ولفترات طويلة إلى حدوثِ العديد من الآثار الجانبيّة والمضاعفات. من أشهرها ضمور الجلد؛ فعلى الرُّغم من أنّ جميع الكورتيزونات الموضعيّة قد تتسبّب في ضمور الجلد، إلّا أنّ استخدام الكورتيزونات ذات الفعاليّة العلاجيّة العالية، وانسداد الجلد، والجلد الرّقيق، وزيادة عمر المريض تزيد من فرصة حدوث ضمور الجلد. تجدر الإشارة إلى أنّ المَناطق الأكثر عُرضةً لحُدوث ضمور الجلد هي الوجه، وظهر اليدين، ومناطق الثنيات في الجلد. من الممكن إزالة هذا الضمور من خلال إيقاف العلاج، لكنّه قد يَحتاج إلى مدّةٍ زمنيّةٍ تصل إلى عدّة أشهر. إنّ استخدام مادّة التريتينوين الموضعيّ بشكل مُتزامن مع استخدام الكورتيزون الموضعي من الممكن أن يقلّل احتماليّة حدوث ضمور الجلد، والتريتينوين هو أحد أنواع الأدوية المُستخدمة لعلاج حبّ الشباب، حيث يؤثّر على نموّ خلايا البشرة ويقلّل من حدة البثور ويسرّع من شفائها والتآمها.

قد يتسبّب استخدام الكورتيزون الموضعي في حدوث توسّع في الشعيرات الدمويّة، وحدوث خطوط وتشقّقات في الجلد، وقد يُسهم في حدوث حالةٍ جلديّة تُسمّى العد الورديّ أو الورديّة، وهي حالة مُزمنة تُصيب في المقام الأوّل بشرة الوجه وتؤدّي إلى حدوث احمرارٍ على الأنف، والوجنتين، والذقن، والجبهة، قد تتوهّج أحياناً وتَذهب أحياناً أُخرى. قد يؤثر الاستخدام غير الصّحيح للكورتيزونات الموضعيّة عند علاج حالات العدوى الناتجة عن البكتيريا والفطريّات على العدوى السّطحّية؛ حيث إنّ الكورتيزون يتضارب مع السير الطبيعيّ للالتهاب مما يؤدّي إلى زيادة انتشار العدوى البكتيريّة والفطريّة. إنّ استخدام الكورتيزونات ذات الفعاليّة العلاجيّة العالية قد يتسبّب في حدوث السعفة، وهي التهابٌ فطريّ جلديّ يبدأ بظهور احمرارٍ في الجلد، وقد يؤدي إلى حدوث تقشّر وتكوّن وفقاعاتٍ في الجلد، وغيرها من الأعراض التي قد تصل إلى الأنسجة العميقة وتسمّى حينها باسم ورم ماجوشي الحبيبيّ، وهو التهابٌ يحدث في بصيلات الشعر أو أدمة الجلد المُحيط بالشعرة ويكون غالباً بسبب الفطريّات الجلديّة. من الآثار الجانبيّة أيضاً لاستخدام الكورتيزونات الموضعيّة حدوث زيادة في تصبّغ الجلد أو حدوث نقصان في التصبّغ، وزيادة في نموّ الشعر، وحبّ الشباب، وحساسيّة الضوء، والمقصود بحساسية الضوء ظهور الطفح الجلدي الذي ينشأ عن طريق حدوثِ تفاعلٍ غير طبيعيّ بين أشعّة الشمس وحامل اللون في الجلد.

الاستخدام الصّحيح للكورتيزون الموضعيّ
يجب معرفة أنواع الكورتيزونات الموضعيّة من خلال سُؤال الطبيب المختص والمعالِج، وذلك بهدفِ اختيارِ الوصفة العلاجيّة المُناسبة لزيادة الفعاليّة وتقليل الآثار الجانبيّة، ومن أهمّ العَوامل التي تساعد على الاختيار السّليم هو التّشخيص الدقيق والصّحيح للحالة، ومَعرفة الفعاليّة والقُدرة العلاجيّة للدواء، وتَركيبة الدواء، وعدد مرّات الاستخدام، ومُدّة الاستخدام، ومَعرفة الآثار الجانبيّة، والتاريخ المَرضي للمريض، بالإضافة إلى المَنطقة المُراد استِخدام الكورتيزون عليها. تُستخدَم وحدة قياس طرف الإصبع لمعرفة كميّة الكورتيزون الموضعي الذي يتمّ استخدامه؛ حيث تُمثّل الوحدة الواحدة كميّة الكريم الذي يتمّ إخراجه من أنبوب الدواء على الجانب الداخلي للسلامى الطرفيّة لأصبع السبّابة، وتختلف الكميّة باختلاف العمر، واختلاف الجزء من الجسم المُراد وضع الدواء عليه. يُمكن استخدام المرطبّات قبل أو بعد استخدام الكورتيزونات الموضعيّة وذلك كمادّةٍ عازلةٍ أو بهدف تقليل التهيّج والجفاف.

من المُهم الأخذ بعين الاعتبار أنّ الأطفال يَحتاجون عادةً لفترة علاجيّة أقصر، ويجب استخدام الكورتيزونات الأقل فعاليّة بالنسبة لهم، كما يُوصَى بالذهاب إلى اختصاصي جلديّة في الحالات التي يكون التّشخيص فيها غير واضح، أو عند فشل العلاجات الأساسيّة والمعياريّة، أو في الحالات التي يكون فيها فحص الرقعة للحساسيّة غير متاح في عيادة الطبيب.

أنواع الكورتيزونات الموضعيّة
تقسم أنواع الكورتيزونات الموضعية بحسب قدرتها الدوائيّة والعلاجيّة إلى أربعة أقسام، وهي كالآتي:
- كورتيزونات ذات فعاليّة علاجيّة عالية جداً: مثل البيتاميثازون ثنائي البروبيونات ثنائي البرولين، وثنائي الفلورازون ثنائي الأسيتات، والفلوسينونيد، وغيرها.
- كورتيزونات ذات فعاليّة علاجيّة عالية: مثل الأمسينونيد، وديوكسي ميتازون، وهالسينونيد، وغيرها.
- كورتيزونات ذات فعالية علاجيّة متوسّطة: مثل البيتاميثازون فاليرات، وكلوكورتولون بيفالات، وفلوراندرينوليد، وغيرها.
- كورتيزونات ذات فعاليّة علاجيّة قليلة: مثل الديزونيد، والهيدروكورتيزون، وغيرها.

إنّ المادّة الحاملة للدواء بالإضافة إلى نوع الكورتزون المُستخدَم يُؤثّر على قوّة الدواء أكثر من تأثير نسبة الدواء الموجودة في المادة الحاملة له، وبشكل عام فإنّ استخدام الدّواء بالنسبة نفسها يكون أكثر فاعليّة في المراهم، وتليها الكريمات، ثم الغسولات، ومن الجدير ذكره أنّ المراهم ذات تركيبة دهنيّة، ونسبة تسبّبها بحدوث حرق أو لذع عند استخدامها قليلة، وبالإضافة إلى المراهم توجد تَحضيرات دوائيّة حديثة يُمكن استخدامها أيضاً مثل البخاخات، والمحاليل، والجل وهي أكثر تَعقيدًا في تركيبتها، بعضها أقلّ فاعليّة، وبعضها أكثر فاعليّة من الكريمات والغسولات.


اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد