عنا بالأردن: إذا مش بالهوا .. بالهوبرة

mainThumb

08-09-2024 05:29 PM

بالأردن، كل شيء عندنا له طابع خاص، أصيل من العراقة والتقاليد، حتى الفوضى والهوبرة! صحيح إننا بنعرف نعيش، بس بنفس الوقت بنعرف كيف نضيع الدنيا حوالينا. وبالذات لما نتكلم عن ثلاث مناسبات وطنية عظيمة: الانتخابات، التوجيهي، وزيارة المسؤولين.

الانتخابات: من باب لباب.. وصوتك كنز

أولاً، خلينا نبلش بالانتخابات، حيث تتحول الشوارع إلى مسرحيات مفتوحة، ملوّنة بأكبر عدد ممكن من اللافتات اللي بتغطي واجهات البيوت والمحلات، حتى إذا طلعنا من الشباك بنحس إننا عايشين جوه إعلان كبير! الكل بيحلف الأيمان إنه راح يعمل ويحقق، مع إنه غالباً بيمر اليوم الأول من فوزه وهو بحاول يتذكر شو كان شعاره الانتخابي.

بيجي يوم الاقتراع والناس ما بتعرف ليش بتصوت. واحد لأنه ابن العم، واحد لأنه صاحب القرايب، وواحد لأنه "بيشوف" فيه شخص مناسب رغم إنه ناسي وين شافه آخر مرة. بس الأهم من كل هذا، هو "العشا" اللي بيجي مع صوتك. "صوتك أمانة.. والعشاء عليك!"

التوجيهي: موسم التوتر الوطني

أما التوجيهي، فهو الحدث الأضخم اللي كل سنة بنعيشه كأنه نهاية العالم! ما في بيت ما بترتفع فيه حالة التأهب القصوى. وأحلى إشي إن الشعب كله بيدرس، سواء عنده طالب توجيهي أو لا! فجأة، الكل بيصير خبير في الفيزياء والكيمياء، وكل واحد بنصحك بطريقته الخاصة.

وما إن يجي يوم النتائج، بتبدأ حفلة الزوامير والزغاريد في كل شارع وزاوية، حتى لو ما حد عرف يجيب 60%! وكمان إذا فشلت، ما عليك، في قصة جاهزة؛ "التوجيهي صعب السنة، راح يعيد السنة الجاي ويجيب أعلى المعدلات.. والوزارة ضده أصلاً!"

زيارة المسؤول: يوم العرض الوطني الكبير

أما إذا زار مسؤول منطقتنا، بتتحول الدنيا لحالة طوارئ! البلد بتنظف بطريقة ما شفناها من سنوات، الشوارع بتتلمع، والأشجار بتتشذب. حتى الموظفين اللي ما شفناهم بالسنة بيوصلوا المكتب قبل الفجر.. بس عشان المسؤول جاي!

وطبعاً، وقت ما يجي، بنلاقيه بيمر مرور الكرام، بيعمل كم حركة تصوير، بيسأل عن الأوضاع وكله تمام! الناس بتصفق وبتحكي مع حالها: "إحنا بخير، المسؤول زارنا!" والأحلام بتطير بالسما عن المشاريع العظيمة اللي رح نعيشها، ومع إنه ما بتتغير الأمور، بنظل نعيش في حالة رضا.

الهوبرة.. أسلوب حياة!

المشترك بين كل هاي الأحداث هو الهوبرة؛ إذا مش بالدعاية والصوت العالي، فهي بالوعود الكبيرة اللي ما إلها أساس. بنعيش بموجة كبيرة من الكلام الفارغ، وبس تنتهي، نرجع نعيش حياتنا ونضحك على حالنا. بنحب "نهوبر" لأن الهوبرة هي وسيلة رسمية للتعامل مع كل شيء، من امتحانات التوجيهي لحد الانتخابات وزيارات المسؤولين.

في النهاية، عنا بالأردن الهوبرة مش مجرد كلام.. هي أسلوب حياة!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد