الصوت أمانة

mainThumb

08-09-2024 05:20 PM

تبقى ساعات قليلة للذهاب إلى صندوق الاقتراع لانتخاب من سيمثلك في مجلس النواب القادم لمدة أربع سنوات عجاف، وستقوم بتفويضه لإقرار القوانين والتشريعات ومراقبة أداء الحكومة في كل خطوة تخطوها وكل قرار تتخذه. وعليه أيضًا، من يحالفه الحظ أن ينقل هموم المواطن بكل أمانة، أو أن يدافع عن الحق والحقوق والحريات العامة كواجب عليه أمام من أوصلوه إلى البرلمان.

الكرة الآن في مرماك، يا صديقي المواطن، لمدة ساعات. فما عليك، أيها الناخب الكريم، إلا أن تذهب إلى الصندوق مبكرًا وتختار الأفضل والأقدر على تمثيل الوطن والشعب بكفاءة واقتدار، وأن يكون اختيارك للنزيه والقوي الذي ينتظره الوزير أمام وزارته أو عند باب المصعد، لا أن ينتظره في المكتب ساعات لأنه لديه طلبات شخصية لا ترقى إلى مستوى النائب.

عليك اختيار من تثق بأنه سيعود إليك كل فترة ليسألك في الأمور العامة والقضايا المستجدة، لا أن يحضر ضيفًا لتناول المنسف بكبرياء ويتحدث "من رأس خشمه"، أو يغيب عنك السنوات الأربع وينسى اسمك وشكلك.

نريد النائب الذي يشارك الناس همومهم قبل أفراحهم، ويمشي أمامهم إلى حيث يطلبون من الحكومة، ويتحدث أمامهم مع المسؤولين، لا أن يختلي بالمسؤول ويحدثه عن ماركة بدلته وصورته الأنيقة في الصحف والمواقع الرقمية بنفاق مبتذل.

لأنك، أيها النائب، إذا كنت نزيهًا ونظيفًا فأنت أقوى من الوزير، وأنت من تراقبه وتحاسبه تحت قبة البرلمان بالحق.

أما الذين يقبضون ثمن أصواتهم، فعليهم الاختفاء مباشرة بعد التصويت لانتهاء صلاحيتهم لأربع سنوات.
وأما الذي ينتخب على أساس قبلي أو جهوي أو مناطقي، فلن ينفعك ذلك، لأن الذي ينجح على هذه القاعدة يعتقد أنه أفضل منك وأحق منك في الموقع، وأنت لا تمثل سوى رقم في سجلاته.
والذي يجلس في البيت ويقاطع، سيترك المقعد للمنافقين وسماسرة الأصوات.
ولا تنتخب "الحشوات"، لأنها رخيصة ومؤقتة، ومصيرها الحاويات ومكب النفايات.

لذلك، علينا جميعًا الذهاب للإدلاء بأصواتنا لمن يستحق، والله المستعان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد