علاج مرض شاركوت

mainThumb
مرض شاركوت

06-09-2024 07:22 PM

السوسنة- يهدف العلاج في حالات الإصابة بمرض شاركوت المعروف أيضاً باسم قدم شاركوت، أو مفصل شاركوت، أو اعتلال شاركوت المفصلي العظمي العصبي، أو اعتلال شاركوت المفصلي، أو اعتلال شاركوت المفصلي العظمي، أو قدم شاركوت السكري إلى منع حدوث كسور جديدة في القدم، وتخفيف الوزن على القدم المصابة، وعلاج مرض العظام، وغالباً ما تُستخدم ضمادة الجبس، ودواء بيسفوسفونات (بالإنجليزية: Bisphosphonates) لتحقيق ذلك، وفي بعض الأحيان تُستخدم أيضاً أنواع أخرى من المكملات، وهنا تكمن أهمية التشخيص والعلاج المبكر في منع حدوث المزيد من التلف والضرر، والمساعدة على تجنب التشوهات وغيرها من المضاعفات الأخرى المحتملة.

العلاج غير الجراحي

يعدُّ العلاج غير الجراحي الدعامة الأساسية التي يستند عليها العلاج الأولي لمرض شاركوت، وعليه يجب التنبيه إلى ضرورة اتباع الخطة العلاجية التي يضعها الطبيب لعلاج مرض شاركوت، فالفشل في ذلك قد يؤدي إلى حدوث عواقب وخيمة، كفقدان إصبع القدم، أو فقدان الساق، ومن الطرق العلاجية غير الجراحية المستخدمة لعلاج قدم شاركوت ما يأتي:

- التثبيت: إنَّ المرحلة الأولى من الإصابة بمرض شاركوت تكون فيها القدم والكاحل المصابة بالمرض هشة، وهو ما يستدعي التركيز على حماية القدم، وتوفير ما يكفي من الوقت الذي يسمح بتعافي وترميم العظام اللينة، ولذلك من الممكن أن يستغرق تعافي العظام عدَّة شهور، بينما قد يأخذ وقتاً أطول عند بعض المرضى، لذا يُطلب من المصاب خلال فترة التعافي تجنب حمل الأوزان الثقيلة، بالإضافة إلى تجنب السير على القدم المصابة إلى أن يأذن الطبيب بغير ذلك، وقد تستخدم بعض الوسائل الطبية كالجبيرة، أو الحمَّالة، أو حذاء السلامة، أو الركيزة، أو الكرسي المتحرك لدعم تعافي القدم المصابة والمساعدة في شفاء العظم.

- الأحذية الخاصة والدعامة: قد يصف الطبيب أنواعًا معينة من الأحذية الخاصة للمصابين بمرض شاركوت، إذ تكون هذه الأحذية ملائمة جداً لقدم المصاب، بحيث يتم ارتداؤها بعد إزالة الجبيرة عن القدم والتأكد من تعافي العظام فيها. تُمكِّن هذه الأحذية المصاب من ممارسة أنشطته اليومية، كما تساهم في تخفيف بعض نقاط الضغط التي قد تسبب ظهور التقرحات وتعرض القدم للإصابات. إلى جانب ذلك، يمنع ارتداء هذه الأحذية الخاصة تكرار الإصابة بقدم شاركوت، ويقي من احتمالية البتر. وقد يحتاج المصاب أيضاً إلى استخدام الحمَّالة أو الدعامة في بعض الحالات التي يرافقها حدوث تشوهات كبيرة في القدم.

- تعديل النشاط: تزيد إصابة إحدى القدمين بمرض شاركوت من فرصة تعرض القدم الأخرى للإصابة بالمرض نفسه، لذا توجد العديد من التدابير التي يجب أخذها بعين الاعتبار لحماية كلتا القدمين من الأذى في حالات الإصابة بمرض شاركوت، وقد يتضمَّن ذلك تعديل مستوى النشاط الذي يمارسه المصاب.

التدبير العلاجي الجراحي

في بعض الحالات، تكون التشوهات الناجمة عن مرض شاركوت شديدة بما يكفي لجعل الخيار الجراحي ضروريّاً لعلاج المصاب. من الخصائص التي تجعل الخيار الجراحي ضروريّاً لعلاج مرض شاركوت المفصلي ظهور البروز العظمي، والذي يصعب السيطرة عليه بالعلاج غير الجراحي، أو التعرض لخلع حاد في المفصل، أو الإصابة بتشوهات شديدة تجعل من المستحيل ملاءمة القدم للدعامة أو الأحذية.

- استئصال البروز العظمي: قد يرافق الإصابة بمرض شاركوت مع مرور الوقت حدوث بعض التغيرات في تركيبة عظم القدم، فمن الممكن أن تتحرك العظام من مكانها نتيجة التعرض للكسور المتكررة أو الخلع، ويبدأ الجسم بتكوين مادة عظمية جديدة تظهر على شكل نتوءات عظمية تُعرف بالبروزات، التي يزيلها الطبيب جراحياً في عملية تُعرف باستئصال البروز العظمي.

- إطالة وتر الأخيل: في بعض حالات الإصابة بقدم شاركوت، قد يكون وتر الأخيل مشدوداً جداً، مما يمنع المصاب من وضع الكعب على الأرض أثناء المشي. في مثل هذه الحالة، قد تكون جراحة إطالة وتر الأخيل هي الحل. تساعد هذه العملية على تمكين المصاب من توجيه قدمه للأعلى وتحريك الكاحل بحرية، كما تمكنه من المشي بينما تكون القدم مبسوطة على الأرض.

- الدمج أو الصهر: يوصي الطبيب بإجراء جراحة دمج أو صهر عظمتين أو أكثر في القدم بهدف تثبيت المفصل ومنع حدوث المزيد من التلف، خصوصاً في الحالات التي يسبب فيها تلف المفصل في القدم أو الكاحل عدم استقرار مزمن في القدم.

التعافي من مرض شاركوت

تتأثر إحدى القدمين بمرض شاركوت دون الأخرى في معظم الحالات، بينما يعاني بعض المصابين في حالات نادرة من تأثر كلتا القدمين بالمرض. وسواءً كان الضرر في إحدى القدمين أو كلتيهما، فإنَّ إهمال العلاج المبكر لمرض شاركوت مع الاستمرار في استخدام القدم المصابة قد يؤدي إلى ظهور تشوهات في القدم. بالمقابل، يمكن أن يساهم اتباع الخطة العلاجية المناسبة واستخدام الأحذية الواقية وتركيبات تقويم العظم ومراجعة الطبيب باستمرار في تحسن حالة المصاب.

يجب أيضاً الحفاظ على مستوى الجلوكوز ضمن المعدل الطبيعي، والحد من الوقوف والمشي على القدم المصابة حتى تتحسن. قد يستغرق ذلك وقتاً طويلاً قبل استقرار الحالة، فقد يبدأ التحسن بعد عدة أشهر وقد يستمر لسنة أو أكثر.

المتابعة المستمرة

بينما تتعافى القدم المصابة، يجدر بالمصاب فحص القدم الأخرى باستمرار للكشف عن أي علامات للتلف أو الإجهاد، حيث إن استخدام القدم غير المصابة يزيد الضغط عليها أثناء تعافي القدم الأخرى. عند استقرار حالة القدم المصابة، يُستبدل الجبيرة بأخرى يمكن إزالتها، ويعود المريض تدريجياً إلى ارتداء الأحذية اليومية.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد