فوائد التلبينة النبوية

mainThumb
التلبينة النبوية

06-09-2024 06:11 PM

السوسنة- التلبينة هي وجبة غذائية تقليدية تُحضّر من دقيق الشعير الممزوج بالحليب أو الماء والمحلّى بالعسل أو التمر، وتُعرف بفوائدها الصحية العديدة التي دُعمت بالأدلة التقليدية والتراث الإسلامي. سميت التلبينة نسبةً إلى لونها الذي يشبه اللبن، وتُشتهر بدورها في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، تهدئة الأعصاب، وتحسين الحالة المزاجية.

التلبينة في الهدي النبوي

ورد ذكر التلبينة في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنْ أَهْلِهَا فَاجْتَمَعَ لِذَلِكَ النِّسَاءُ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إِلا أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا، أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ مِنْ تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ، ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ فَصُبَّتْ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَتْ: كُلْنَ مِنْهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: (التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ، تَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ). ومجمّة مأخوذة من الاستجمام أي الراحة. وفي حديث آخر للسيدة عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أخذ أهلَه الوَعْكُ، أمر بالحساءِ فصُنِعَ، ثم أمرهم فحسَوا منه، وكان يقول: إنه لَيرتُو فؤادَ الحزينِ، ويسرو عن فؤادِ السَّقيمِ، كما تَسرو إحداكنّ الوسخَ بالماءِ عن وجهِها) ومعنى يرتو أي يشُدّ ويقوى، ويسرو أي يكشف ويزيل.

فوائد الشعير

تعتمد التلبينة بشكل أساسي على الشعير، والذي يتميّز بفوائد جمة، منها:

-مصدر غني للألياف: أكثر ما يشتهر به الشعير هو احتواؤه على كمية كبيرة من الألياف، التي تؤثّر في الهضم الصحي، وأيض الجلوكوز، وصحة القلب. يزوّد الكوب الواحد منه الجسم بستة غرامات من الألياف، ويساعد تناول الأطعمة الغنيّة بالألياف على الشعور بالشبع، إذ إنها تتمدّد داخل الجهاز الهضمي وتشغل حيزاً كبيراً منه، مما يساعد على ضبط مستويات السكر في الدم، وتقليل الرغبة في تناول الطعام.

-تحسين الهضم: يساعد الشعير على مكافحة الإسهال والإمساك. وقد أُجريت دراسة عام 2003 لمعرفة مدى تأثير الشعير في النساء البالغات لمدة أربعة أسابيع، فأثبتت النتائج أثر الشعير المفيد في عملية الأيض وتحسين وظيفة الأمعاء. بالإضافة إلى ذلك، يحافظ الشعير على التوازن الصحي للبكتيريا داخل الجسم، وهو فعّال في تجنّب بعض أنواع السرطان مثل سرطان القولون.

-المساعدة على خسارة الوزن: لأنّ الألياف الموجودة في الشعير تُشعر بامتلاء المعدة لفترات طويلة دون إكساب الجسم مزيداً من السعرات الحرارية، مما يجعله مثالياً لمن يرغبون بإنقاص أوزانهم. ففي دراسة أُجريت عام 2008، وُجد أنّ إضافة الشعير المحتوي على بيتا جلوتين إلى غذاء البالغين ولمدة ستة أسابيع أدى إلى تناقص أوزانهم بشكل ملحوظ، وإطالة زمن شعورهم بالشبع.

-التحكم بمستويات السكر في الدم: يُعدّ الشعير خياراً جيداً لأولئك الذين يعانون من السكري أو أي شكل من أشكال المتلازمات الأيضية. إذ يساعد على التقليل من معدل إطلاق السكر في مجرى الدم. يحتوي الشعير على ثمانية أنواع من الحموض الأمينيّة الضرورية، وكمية كبيرة من الألياف القابلة للذوبان التي تتحكم بإطلاق الإنسولين الناتج كاستجابة لسكر الشعير الموجود على شكل كربوهيدرات.

-تخفيض الكولسترول: يرتبط انخفاض معدلات الإصابة بأمراض القلب بتناول الغذاء الغني بالألياف، وذلك لقدرة الألياف على تخفيض مستويات الكولسترول. يحتوي الشعير على كمية كبيرة من الألياف غير القابلة للذوبان، التي تمنع الأمعاء من امتصاص الكولسترول الضار.

-غني بالفيتامينات والمعادن: الشعير مصدر غني بالعديد من العناصر الغذائية مثل السيلينيوم، المغنيسيوم، النحاس، النياسين، الثيماين، وغيرها. لهذه المعادن دور كبير في العمليات الحيوية، مثل دعم صحة الجلد والشعر، تحسين صحة الدماغ، ودعم الجهاز العصبي.

طريقة صنع التلبينة

يمكن صنع التلبينة في المنزل باتباع الخطوات الآتية:

المكونات:
-ملعقتان كبيرتان من دقيق الشعير.
-كوب وثلاثة أرباع من الحليب.
-ملعقة صغيرة عسل نحل أو حسب الرغبة.
-رشة قرفة وزنجبيل للتزيين.

طريقة التحضير:
1. يُمزج الحليب ودقيق الشعير ويوضع على نار متوسطة مع التحريك المستمر حتى الغليان.
2. تُخفّف النار، ويستمرّ تقليب المزيج لمدة خمس دقائق.
3. يُقدّم ويُزيّن برشة قرفة وزنجبيل.


اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد