صفار الأطفال

mainThumb
صفار الأطفال

06-09-2024 05:30 PM

السوسنة- صفار الأطفال، أو اليرقان الوليدي، هو حالة طبية شائعة بين حديثي الولادة، يتميز بظهور لون أصفر على جلد الطفل وبياض العينين. يحدث الصفار عندما يكون هناك تراكم لمادة تُسمى البيليروبين في الدم، والتي تنتج عن تحلل خلايا الدم الحمراء القديمة ، عادةً ما يكون صفار الأطفال ناتجاً عن نضوج غير كامل للكبد، الذي لا يكون بعدُ قادراً على معالجة البيليروبين بكفاءة ، يمكن أن يظهر الصفار في الأيام الأولى بعد الولادة ويختفي بشكل طبيعي مع تقدم الطفل ونضوج وظائف الكبد ، في بعض الحالات، قد يكون الصفار علامة على مشكلة صحية أكثر خطورة تتطلب تدخلاً طبياً.

- بشكلٍ عامّ هُناك ثلاثة أنواع لمرض اليرقان، والتي يُمكن بيانُها فيما يأتي:

1. قبل الكبدي (بالإنجليزية: Pre-Hepatic): يحدث تحطّم زائد لخلايا الدم الحمراء بما يتجاوز قدرة الكبد على تحقيق اقتران البيليروبين وربطه، بما يتسبّب بفرط البيليروبين غير المُقترن في الدم.

2. الخلوي الكبدي (بالإنجليزية: Hepatocellular): يتمثل هذا النوع بوجود اضطراب في الخلايا الكبدية بما يتسبّب بالإخلال بقدرة الكبد على تحقيق اقتران البيليروبين وربطه ، وفي بعض الحالات قد يرتبط هذا النّوع بانسداد في مجرى العصارة الصفراوية. بشكلٍ عامّ يتسبّب اليرقان الخلوي الكبدي بفرط كلٍّ من البيليروبين المقترن وغير المُقترن في الدم.

3. ما بعد الكبدي (بالإنجليزية: Post-hepatic): يتمثل هذا النّوع بوجود انسداد يحول دون تصريف العُصارة الصفراوية، بحيث يتمّ تحقيق اقتران وربط البيليروبين غير المطروح بواسطة الكبد، بما يتسبّب بفرط البيليروبين المُقترن في الدم.

 - أعراض الإصابة بصفار الأطفال

- الأطفال حديثو الولادة: تبدأ أعراض اليرقان بالظهور باصفرار وجه الطفل، ثم ينتشر الصفار إلى منطقة الصدر والبطن، ثمّ الساقين، وبياض العين، وقد يؤثر الاصفرار أيضاً في مناطق أخرى من الجسم؛ مثل داخل الفم، وباطن الأقدام، وراحتي اليدين ، قد يُصاحب ذلك تغيّر في طبيعة البول والبُراز؛ بحيث يظهر البول بلون أصفر داكن في حين يبدو البراز شاحباً ، وقد يُصاحب الارتفاع الشديد في مستوى البيليروبين ظهور أعراض أخرى؛ مثل النّعاس، وسرعة التهيّج، ومواجهة صعوبة في الرضاعة، أمّا بالنسبة للأطفال ذوي البشرة الداكنة فقد يصعب ملاحظة أعراض اليرقان عليهم، وعند الاشتباه بإصابتهم باليرقان فيُمكن الاستدلال على ذلك في بعض الحالات بالضغط برفق باستخدام إصبع اليد على أنف الطفل أو جبهته حيث ستظهر البشرة باللون الأصفر بعد رفع الإصبع إذا كان الطفل يُعاني من اليرقان ، وبشكلٍ عامّ تجدر مراجعة الطبيب عند إصابة الطفل باليرقان، ولكن توجد بعض الأعراض التي تستوجب مراجعة الطبيب فوراً، منها:

- تغيُر مظهر وتصرفات الطفل بحيث يبدو بصحّة غير جيدة.
- عدم حصول الطفل على حاجته من الحليب.
- شعور الطفل بالنّعاس بشكل يحول دون قدرته على الحصول على التغذية المناسبة.
- زيادة الأعراض سوءاً.

- الأطفال الأكبر سناً: تظهر أعراض اليرقان المبكّرة المتمثّلة باصفرار الجلد على الأطفال الأكبر سناً بشكل واضح على الوجه أولاً ثم تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل: بطانة الفم، والأغشية المخاطية في الأنف، وتليها العينين والأظافر. ومن الأعراض اليرقان الأخرى التي تظهر على الأطفال الأكبر سنًا:

- الشعور بحكة في الجلد.
- ظهور أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا مثل: ارتفاع درجة حرارة الجسم، والشعور بألم في المفاصل.
- حدوث تغيرات على لون البول والبراز؛ حيث يكون البراز شاحبًا أو ذا لونٍ أصفر، كما يكون لون البول داكنًا.
- الشعور بالقشعريرة، واضطرابات في البطن، وقد يشكو الطفل من ألم في المعدة.
- فقدان الشهية المفاجئ، والتقيؤ والشعور بالغثيان.
- الشعور بطعم مر في الفم.
- فقدان الوزن والتعب والخمول.

- أسباب الإصابة بصفار الأطفال

-الأطفال حديثو الولادة: السبب الرئيسي للإصابة باليرقان يتمثل بارتفاع مستوى البيليروبين في الدم ، البيليروبين هو جزء طبيعي من الصبغة الناتجة عن تكسّر خلايا الدم الحمراء ، تكون سرعة إنتاج وتكسر خلايا الدم الحمراء في الأيام القليلة الأولى من حياة الطفل عالية، ممّا يتسبّب بارتفاع مستويات البيليروبين لدى حديثي الولادة أكثر من البالغين ، تجدر الإشارة إلى أنّ الكبد يقوم بترشيح البيليروبين من مجرى الدم وإفرازه في القناة المعوية، ولكن في بعض الأحيان قد تتعذر عملية إزالة البيليروبين بسرعةٍ كافية نظراً لعدم نضج الكبد لدى حديثي الولادة ممّا يتسبّب بارتفاع مستويات البيليروبين عن الحد الطبيعي ، يُطلق مصطلح اليرقان الفسيولوجي (بالإنجليزية: Physiologic Jaundice) على اليرقان الناجم عن هذه الظروف الطبيعية لدى حديثي الولادة وعادةً ما يظهر ذلك في اليوم الثاني أو الثالث بعد ولادة الطفل ، ويُعاني البعض من يرقان حديثي الولادة الشديد (بالإنجليزية: Severe newborn jaundice)؛ وقد يُعزى ذلك للإصابة بحالات صحيّة مُعينة قد تزيد من عدد خلايا الدم الحمراء التي يجب استبدالها في الجسم، مثل:

- أشكال خلايا الدم الحمراء غير الطبيعية؛ وقد يُعزى ذلك إلى فقر الدم المنجلي (بالإنجليزية: Sickle cell anemia).
- عدم تطابق فصيلة دم الأم مع فصيلة دم الطفل؛ كما يحدث في حالات عدم توافق العامل الريزيسي (بالإنجليزية: Rh incompatibility).
- الورم الدموي في الرأس (بالإنجليزية: Cephalohematoma)؛ ويتمثل ذلك بحدوث نزيف تحت فروة الرأس، وقد ينجم ذلك عن صعوبة الولادة.
- الإصابة بعدوى.
- نقص بعض الإنزيمات المهمّة.

-الأطفال الأكبر سناً : قد يكون اليرقان عند الأطفال الأكبر سنّاً علامة على وجود انسداد في القنوات الصفراوية، أو وجود مشكلة في الكبد تحول دون معالجة البيليروبين بالشكل المناسب. من الحالات التي قد تسبب الإصابة باليرقان عند الأطفال الأكبر سناً:

- حصى المرارة (بالإنجليزية: Gallstones)؛ حيث يؤدي تراكم بعض المواد البلورية في المرارة إلى إعاقة عمل القناة الصفراوية.
- العدوى الفيروسية؛ فمن الممكن أن تتسبب بعض حالات الإصابة بعدوى فيروسية بتلف خلايا الكبد، كحالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي ب (بالإنجليزية: Hepatitis B) أو التهاب الكبد الوبائي ج (بالإنجليزية: Hepatitis C).
- التهاب الكبد المناعي الذاتي (بالإنجليزية: Autoimmune hepatitis)؛ وهو اضطراب في الجهاز المناعي حيث يؤدي إلى مهاجمة جهاز المناعة لخلايا الكبد السليمة.
- مرض ويلسون (بالإنجليزية: Wilson disease)؛ وهو اضطراب جينيّ يتمثل بتراكم النحاس الذي يتم الحصول عليه من الطعام في الكبد.
- تشمّع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis)؛ وهو مرحلة متأخرة من الإصابة بمرض الكبد المزمن الذي تحل فيه الأنسجة الليفية محل نسيج الكبد السليم.
- تلف خلايا الكبد؛ فقد يحدث تلف خلايا الكبد نتيجة عدة أسباب منها: الإصابة بعدوى فيروسية، أو استخدام بعض الأدوية، أو التعرض لبعض المواد الكيميائية.
- فقر الدم الانحلالي (بالإنجليزية: Hemolytic anemia)؛ الذي يتسبب بحدوث اليرقان الانحلالي.
- مرض هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin's disease) عند المراهقين.

- عوامل خطر الإصابة بصفار الأطفال

- العِرق: ترتفع نسبة الإصابة باليرقان لدى أطفال شرق آسيا والهنود الأمريكيين، بينما تكون منخفضة لدى الأفارقة أو الأميركيين الأفارقة.
- جغرافيا الموقع السكني: نسبة الإصابة باليرقان أعلى بين السكان الذين يقطنون الأماكن المرتفعة.
- العوامل الوراثية: وجود خلل في الجينات التي ترمز للإنزيمات والبروتينات التي تلعب دوراً في أيض البيليروبين.
- التغذية: تكون نسبة الإصابة باليرقان أعلى لدى الأطفال الذين يحصلون على غذائهم عن طريق الرضاعة الطبيعية أو أولئك الذين لا يتلقون تغذية كافية.
- العوامل المرتبطة بالأم: يزيد خطر الإصابة باليرقان إذا كانت الأم مصابة بداء السكري، وقد تتأثر احتمالية الإصابة باليرقان باستخدام الأمّ المرضعة أنواعًا مُعينة من الأدوية.
- الولادة المبكرة: يكون الأطفال الخدج أكثر عرضة للإصابة باليرقان بسبب عدم اكتمال نضج الكبد والوظائف الحيوية الأخرى.
- العوامل الأخرى: مثل: النزيف أثناء الولادة، أو الاضطرابات المناعية، أو عدم تطابق فصيلة الدم.

 - علاج صفار الأطفال

-الأطفال حديثو الولادة :
1. العلاج بالضوء: يُعتبر العلاج الضوئي (بالإنجليزية: Phototherapy) أكثر الأساليب استخداماً في علاج اليرقان. يتمتع الضوء بالقدرة على تحفيز البيليروبين ليتحول إلى شكل يمكن إخراجه بسهولة عن طريق البول والبراز. يشمل العلاج ضوءًا أزرقًا خاصًا يُوجه على بشرة الطفل، ويمكن أن يتم العلاج في المستشفى أو في المنزل، وذلك بناءً على مستوى البيليروبين وحالة الطفل الصحية.
2. نقل الدم: في بعض الحالات الشديدة التي لا يستجيب فيها الطفل للعلاج الضوئي، قد يلزم إجراء نقل دم للتخلص من البيليروبين الزائد في الدم.
3. الأدوية: قد تكون بعض الأدوية مفيدة في معالجة أسباب معينة لليرقان، مثل الأدوية المضادة للبكتيريا في حالات العدوى.
4. تغذية الطفل: يُعتبر توفير التغذية المناسبة أمراً أساسياً في علاج اليرقان، حيث يمكن أن تساعد الرضاعة الجيدة في تسريع إزالة البيليروبين من جسم الطفل.
5. المراقبة الطبية: من الضروري متابعة مستوى البيليروبين والتأكد من تحسن حالة الطفل بشكل دوري.

- الأطفال الأكبر سناً:
1. العلاج بالضوء: يُستخدم العلاج الضوئي في بعض الحالات للتخفيف من أعراض اليرقان.
2. علاج السبب الرئيسي: يتطلب علاج اليرقان لدى الأطفال الأكبر سناً التركيز على معالجة السبب الرئيسي الذي أدى إلى اليرقان. قد يتضمن ذلك علاج العدوى، أو إزالة حصى المرارة، أو معالجة الأمراض الكبدية.
3. الأدوية: في بعض الحالات، قد يُوصى باستخدام الأدوية لتقليل مستوى البيليروبين في الدم.
4. الاهتمام بالنظام الغذائي: تحسين التغذية لضمان الحصول على العناصر الغذائية الأساسية التي تساعد على تحسين صحة الكبد والأداء الوظيفي.
5. المراقبة الطبية: متابعة الحالة الطبية للأطفال الأكبر سناً للتأكد من استقرار مستوى البيليروبين ومعالجة الأعراض المصاحبة.

الاستشارة الطبية
من المهم استشارة طبيب الأطفال أو أخصائي الأمراض الكبدية في حال ظهور أي أعراض تشير إلى اليرقان، خاصةً في الحالات التي تترافق مع تغيّرات في سلوك الطفل أو صحته العامة.


اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد