التغيرات الجسدية والنفسية بعد الولادة

mainThumb
ولادة

05-09-2024 10:58 PM

السوسنة- تجتاز المرأة مرحلة الحمل التي تستمرّ فترة 40 أسبوع تقريباً، ثم يليها مرحلة الولادة بكل تفاصيلها لتصل في النهاية إلى عالم الأمومة المليء بالمستجدّات، والتساؤلات، والأعراض المختلفة. في الحقيقة تمثّل الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة فترة النقاهة أو التعافي بغضّ النظر عن طريقة الولادة، وذلك لأنّ الجسم قد مرّ بفترة تحمل في طيّاتها أقصى درجات الإجهاد والشدّ. وتجدر الإشارة إلى أنّ كل أم تختلف عن باقي الأمهات في نوعية الأعراض التي تلاحظها، وسرعة التعافي منها.

نصائح للتعامل مع التغيّرات الجسدية
تلاحظ المرأة العديد من التغيّرات البدنية بعد الولادة الطبيعية، وفيما يلي نبيّن أهم النصائح للتعامل مع التغيّرات والظروف الصحية التي تظهر خلال فترة ما بعد الولادة:

1. آلام منطقة العجان
تشعر المرأة في كثير من الأحيان بالألم وعدم الراحة في المنطقة الواقعة بين المهبل وفتحة الشرج، والتي تُعرف بالعجان. يعود السبب في ذلك إلى تمزّق المهبل بشكل طبيعي أثناء الولادة، أو قيام الطبيب بفتح وتوسيع منطقة المهبل بعمل جرح صغير لتسهيل الولادة. تستمرّ هذه الآلام لبضعة أسابيع، وللتخفيف منها يُنصح بالجلوس على وسادة على شكل حلقة، والعمل على سكب الماء الدافئ على العجان خلال التبوّل، والجلوس على كيس من الثلج لمدّة عشر دقائق عدة مرات يومياً، مع إمكانية تناول مسكّنات لا تحتاج لوصفة طبية.

2. النزيف والإفرازات المهبلية
يخرج من مهبل المرأة بعد الولادة ما يُعرف بالسائل النفاسي، الذي يُعدّ طريقة الجسم الطبيعية للتخلّص من كميات الدم والخلايا الفائضة التي استخدمها الجسم لنموّ وتغذية الطفل خلال الحمل. يكون النزيف شديداً في بدايته لمدة عشرة أيام تقريباً، ثم يقلّ تدريجياً، وقد يستمر إلى ستة أسابيع. يُنصح باستخدام الفوط الصحية والابتعاد عن السدادات القطنية خلال الأسبوع الأول تفادياً للإصابة بالعدوى البكتيرية.

3. تقلّصات وآلام البطن
تشعر المرأة بانقباضات في منطقة البطن تُعرف بالطلق التَلَويّ، التي تساعد الرحم على العودة لحجمه الطبيعي ومنع فقدان الدم بكميات كبيرة. تبرز هذه الآلام أثناء الرضاعة الطبيعية بسبب إنتاج الجسم لمادة الأوكسيتوسين. يُنصح بوضع وسادة حرارية أو قربة ماء ساخنة على المنطقة للتقليل من الألم.

4. سلس البول
يمكن أن يؤثر الحمل والولادة المهبلية في عضلات قاع الحوض، مما يؤدي إلى تسريب بعض قطرات البول أثناء العطاس، أو الضحك، أو السعال. تتحسّن هذه المشكلة خلال أسابيع قليلة، ويُنصح بارتداء الفوط الصحية وعمل تمارين كيجيل الداعمة لعضلات الحوض.

5. الإمساك والبواسير
يعتبر الإمساك من المشاكل الشائعة بعد الولادة، وقد يكون ذلك بسبب الأدوية المسكنة أو المخدرة التي تم تناولها خلال الولادة، أو بسبب الخوف من الألم أثناء التبرز بسبب الغرز أو البواسير. تظهر مشكلة البواسير نتيجة الضغط والدفع أثناء الولادة، حيث تنتفخ الأوردة في فتحة الشرج أو أسفل المستقيم، مما يؤدي إلى الشعور بالألم، والحكة، والنزيف الدموي بعد التبرز.

لتجنب الإمساك والبواسير، يُنصح بشرب كميات كبيرة من الماء، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة. يمكن أيضاً تناول الأدوية الملينة للبراز بعد استشارة الطبيب. وللتخفيف من آلام البواسير، يُنصح بعمل مغاطس ماء دافئة لمدة 10-15 دقيقة عدة مرات في اليوم، واستخدام كريمات البواسير التي لا تحتاج إلى وصفة طبية.

6. الوزن الزائد
يتم فقدان حوالي ستة كيلوغرامات أثناء الولادة، والتي تشمل وزن الطفل، والمشيمة، والسائل الأمينوسي. ما تبقى من الوزن الزائد يتم فقدانه بشكل تدريجي خلال الأشهر التالية، ويعتمد ذلك على مقدار الوزن الذي تم اكتسابه خلال الحمل. قد يستغرق فقدان الوزن عدة شهور، لذا من المهم اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية. بعض النساء يفقدن المزيد من الوزن من خلال الرضاعة الطبيعية.

نصائح للتعامل مع التغيّرات النفسية

1. الكآبة النفاسية
من الطبيعي أن تشعر الأمهات بالتقلبات المزاجية والمشاعر السلبية خلال فترة ما بعد الولادة لفترة قصيرة لا تتجاوز الأسبوعين. حوالي 70-80% من النساء يعانين من هذه الحالة المعروفة باسم "الكآبة النفاسية". تشمل الأعراض البكاء دون سبب، التهيج، الأرق، الحزن، والضجر. هذه الحالة ناتجة عن التغيرات الهرمونية والإرهاق الجسدي.

2. اكتئاب ما بعد الولادة
حوالي 10-15% من النساء يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، وهو حالة أكثر خطورة من الكآبة النفاسية وتستمر لفترات طويلة قد تصل إلى سنة. تتضمن الأعراض الحزن المستمر، القلق، الشعور بالذنب، فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، وأحياناً أفكار لإيذاء الطفل. في هذه الحالات يُنصح بمراجعة الطبيب للحصول على الدعم والعلاج المناسب.

نصائح للبدء في الرضاعة الطبيعية
تبدأ الرضاعة الطبيعية خلال ساعة من الولادة، وتكون كمية الحليب المنتجة في البداية قليلة لكنها كافية بسبب حجم معدة الرضيع الصغير. خلال الأيام الأولى يتم إنتاج حليب اللبأ الغني بالمواد المغذية الداعمة لمناعة الطفل. بعد ذلك، يبدأ الصدر بالامتلاء بالحليب. يُنصح بالاستمرار في الرضاعة أو شفط الحليب لتجنب انتفاخ وألم الصدر، ووضع كمادات باردة بين جلسات الإرضاع لتخفيف الألم.


اقرا المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد