آلية انتاج الأجسام المضادة

mainThumb
الأجسام المضادة

05-09-2024 10:53 PM

السوسنة- المناعة الخلطية هي جزء من الجهاز المناعي المسؤول عن مكافحة العدوى من خلال إنتاج الأجسام المضادة. تقوم الخلايا البائية بإنتاج هذه الأجسام التي تنتشر في سوائل الجسم مثل الدم والليمف، وتعمل على التعرف على مسببات الأمراض مثل البكتيريا والفيروسات وتحييدها أو تدميرها. هذا النوع من المناعة يلعب دورًا حيويًا في الدفاع عن الجسم ضد الأمراض التي تنتقل عبر السوائل البيولوجية.

إنتاج الأجسام المضادة

يتمّ إنتاج الأجسام المضادّة من نوعٍ من الخلايا المناعيّة التي تُسمّى الخلايا البائيّة (B Cells)؛ إذ يتمّ تفعيل هذه الخلايا وتميُّزها إلى الخلايا البلازميّة المُنتِجة للأجسام المضادّة (Antibody-Secreting Plasma Cells) نتيجةً لارتباط مولّد الضد (Antigen) بالمُستقبِلات الموجودة على الخلايا البائيّة، وقد يحتاج إتمام هذه العمليّة إلى وجود نوعٍ آخرٍ من الخلايا المناعيّة التي تُسمّى الخلايا التائيّة المُساعِدة (Helper T Cell).

مولدات الضد

تُعرَّف مولّدات الضد (Antigens) -وتُسمّى أيضاً المُستضدّات- بشكلٍ عام على أنّها أيُّ مادّةٍ غريبةٍ تُحفِّز حدوث استجابةٍ مناعيّةٍ، ويحتوي مولّد الضد على جزءٍ مُعيّنٍ يتمّ تمييزه من قِبَل الجسم المُضادّ للارتباط به ويُسمّى هذا الجزء الحاتمة (Epitope) أو مُحدِّد مولّد الضد (Antigenic Determinant)، وتتكوّن هذه الحاتمة من سلسلة من الأحماض الأمينيّة (Amino Acid) ثلاثيّة الأبعاد وتتكوّن من خمسة إلى ثمانية أحماض أمينيّة.

آلية عمل الأجسام المضادة

تتكوّن الأجسام المضادّة من بروتينات كبيرة لها ثلاثة محاور ترتبط بنقطة مركزيّة، وترتبط هذه الأجسام المضادّة مع مولّدات الضد الموجودة على سطح الكائنات الحية الدقيقة التي تغزو الجسم، إذ إنّ ارتباطها بمولّدات الضد يؤدّي إلى منع الكائن الحيّ الدقيق من التكاثر أو دخوله إلى خلايا الجسم، ويُحفّز ذلك أحد أنواع الخلايا المناعيّة كبيرة الحجم وتُسمّى خلايا البلعمة الكبيرة (Macrophages) إلى البحث عن هذه الكائنات الدقيقة المُرتبطة بالأجسام المضادّة ثم ابتلاعها.

قد يختلف نوع الجسم المضادّ الذي تُنتجه الخلايا البائيّة اعتماداً على نوع مولّد الضدّ الموجود، وعلى وجود الخلايا التائيّة المُساعدة أو عدم وجودها، ويُعتبَر ذلك أمراً مفيداً في الاستجابة المناعيّة؛ إذ إنّ وجود أنواع مختلفة من الأجسام المضادّة يُسهم في مكافحة أنواع معيّنة من مولّدات الضد بشكلٍ أفضل. وتُعتبَر الآتية من أهمّ أنواع الأجسام المضادّة:

- الأجسام المضادّة من نوع IgG: ومن أهمّ وظائفها إبطال مفعول الموادّ السامّة (Toxins) والجراثيم، بالإضافة إلى تهيئة مولّدات الضد لتتم بلعمتها من قِبل خلايا البلعمة والخلايا المناعيّة المُتعادلة (Neutrophils)، كما أنّها مسؤولةٌ عن تكوين المناعة عند حديثي الولادة (Neonatal Immunity)؛ وذلك لأنّ لهذه الأجسام المضادّة القدرة على اختراق المشيمة (Placenta)، وهي مسؤولةٌ أيضاً عن تفعيل النظام المناعيّ المُتمّم (Complement System).

- الأجسام المضادّة من نوع IgA: يتمّ إنتاجها على شكل ثنائيّاتٍ من الأجسام المضادّة، وهي مسؤولةٌ عن الحفاظ على مناعة الأغشية المُخاطيّة مثل تجويف القناة الهضميّة (Gastrointestinal Tract) والجهاز التنفسيّ (Respiratory Tract)، حيث إنّها تُبطِل تأثير الموادّ السامّة والجراثيم الموجودة هناك.

- الأجسام المضادّة من نوع IgE: بالإضافة إلى دورها في مكافحة الديدان الطفيليّة التي تغزو الجسم (Helminths)، فإنّها مسؤولةٌ أيضاً عن الارتباط بالمُستقبلات الموجودة على الخلايا المناعيّة البدينة (Mast Cell) مما يؤدّي إلى إفراز موادّ وسيطة من هذه الخلايا، مما يتسبّب في حدوث التفاعل التحسّسيّ في الجسم.

- الأجسام المضادّة من نوع IgM: تُعتبر هذه الأجسام المضادّة مُستقبلات لمولّدات الضدّ الموجودة على الخلايا اللمفاويّة البائيّة غير البالغة (Naive B Lymphocytes)، كما أنّها مسؤولةٌ عن تفعيل النظام المناعيّ المُتمّم، ويتمّ إنتاجها على شكل خماسيّاتٍ من الأجسام المضادّة.

- الأجسام المضادّة من نوع IgD: تُعتبر هذه الأجسام المضادّة مُستقبلات لمولّدات الضدّ الموجودةٌ على الخلايا اللمفاويّة البائيّة غير البالغة.

تفاعلات فرط التحسس من النوع الثاني

تُعتبَر النوع الثاني من حالات فرط التحسّس (Type II Hypersensitivity) أحد أنواع التفاعلات المناعيّة التي تعتمد بشكلٍ رئيسيٍّ على إنتاج الأجسام المضادّة من نوعَيّ IgG وIgM بشكلٍ غير صحيح، بالإضافة إلى دور كلٍّ من النظام المناعيّ المُتمّم، وخلايا البلعمة، وغيرها من الخلايا المناعيّة في هذا النوع من فرط التحسس. وقد تُصيب هذه الحالة عدّة أنواع من أنسجة الجسم وأعضائه، إذ تكون مولّدات الضدّ في حالات النوع الثاني من فرط التحسّس موادّ ذاتيّة أي من الجسم نفسه، أو تكون في بعض الأحيان موادّ خارجية لها القدرة على الارتباط بسطح خلايا الجسم. ولتفاعلات فرط التحسّس من النوع الثاني عدّة آليّاتٍ، منها ما يُسمّى بالسُميّة الخلويّة المُعتمدة على الأجسام المضادّة (Antibody-Dependent Cell-Mediated Cytotoxicity)، إذ يتطلّب حدوث هذا النوع تغطية الخلايا المُستهدفة بالأجسام المضادّة من نوع IgG ليتمّ بعدها ارتباط الخلايا اللمفاويّة (Lymphocytes) أو خلايا البلعمة الكبيرة (Macrophages) بالمُستقبلات الموجودة على سطحها، ليتمّ تحلُّل الخلايا. ومن المهمّ معرفة أنّ علاج هذه الحالات من فرط التحسّس يتمّ باستخدام الأدوية المُضادّة للالتهاب (Anti-Inflammatory Drugs)، أو الأدوية المُثبّطة للمناعة (Immunosuppressive Agents). ومن الأمثلة على هذا النوع من حالات فرط التحسّس ما يأتي:
-فقر الدم الانحلاليّ الناجم عن الأدوية (Drug-Induced Hemolytic Anemia).
-نقص الخلايا المحبّبة (Granulocytopenia).
-نقص الصفائح الدمويّة (Thrombocytopenia).


اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد