نظرة عامة حول سمك بطانة الرحم

mainThumb
بطانة الرحم

05-09-2024 10:43 PM

السوسنة- سمك بطانة الرحم أو فرط تنسّج بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrial hyperplasia) هو حالة تصبح فيها بطانة الرحم الداخلية (بالإنجليزية: Endometrium) ثخينة وسميكة. لفهم هذا الموضوع بشكل أفضل، يجب التعرف على الرحم وتركيبه، إذ يعتبر الرحم أحد أعضاء الجهاز التناسلي الأنثوي، ويشبه في شكله ثمرة الإجاص، ويقع في منطقة الحوض لدى الأنثى، ويحده المثانة البولية من الأمام والمستقيم من الخلف. الرحم مسؤول عن العديد من الوظائف التناسلية التي تشمل الحيض (بالإنجليزية: Menses)، وانغراس الجنين (بالإنجليزية: Implantation)، والحمل، والمخاض (بالإنجليزية: Labor)، والولادة. يمكن تقسيم الرحم إلى ثلاثة أجزاء: قاع الرحم، وجسم الرحم، وعنق الرحم. كما يتكون الرحم من ثلاث طبقات:

- الطبقة الداخلية: وهي الطبقة الأكثر حيوية ولها تخصصية عالية في الوظائف التناسلية والدورة الشهرية، وتستجيب لتغيرات الهرمونات التي ينتجها المبيض.
- الطبقة المتوسطة: وهي الطبقة العضلية المكونة من خلايا العضلات الملساء وتُعرف باسم عضل الرحم (بالإنجليزية: Myometrium).
- الطبقة الخارجية: وهي طبقة رقيقة تتكون من خلايا النسيج الطلائي وتُعرف باسم الغِلالة المصلية للرحم (بالإنجليزية: Perimetrium) أو الغشاء المصلي (بالإنجليزية: Serous membrane).

تُعد الدورة الشهرية سلسلة من التغيرات الشهرية التي يمر بها جسم المرأة تحت تأثير التغيرات الهرمونية استعداداً للحمل؛ حيث يتحكم كل من هرمون الاستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) وهرمون البروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone) في هذه التغيرات. يُطلق أحد المبيضين بيضة واحدة شهرياً بتأثير ارتفاع هرمون الاستروجين بعملية تسمى الإباضة (بالإنجليزية: Ovulation). يبدأ سمك بطانة الرحم بالازدياد، ويُساهم هرمون البروجستيرون في تحضير الرحم لانغراس البويضة المخصبة. إذا لم يتم تخصيب البويضة، فإن مستويات هرموني الاستروجين والبروجستيرون تتناقص، مما يؤدي إلى امتصاص الجسم للبويضة وانسلاخ بطانة الرحم وخروجها عبر المهبل في ما يُعرف بالحيض (بالإنجليزية: Menstruation).

يختلف سمك بطانة الرحم الطبيعية خلال مراحل حياة النساء، كما يختلف خلال أطوار الدورة الشهرية نفسها. يكون سمكها أقل ما يمكن في فترة الحيض، حيث يتراوح بين 2-4 ملليمترات، ويزداد ليتراوح بين 5-7 ملليمترات في نهاية فترة الحيض بعد توقف النزيف وقبل حدوث الإباضة. خلال الإباضة، قد يصل السمك إلى 11 ملليمترًا تقريباً، ويصل إلى أقصى سمك له وهو 16 ملليمترًا في اليوم الرابع عشر وما بعده. بعد سن اليأس، يصل سمك بطانة الرحم إلى 5 ملليمترات أو أقل عادةً، ويزداد سمكها خلال فترة الحمل.

أنواع سمك بطانة الرحم:

- سمك بطانة الرحم النمطي (بالإنجليزية: Endometrial Hyperplasia without atypia): تتمثل هذه الحالة بزيادة سمك بطانة الرحم الناتج عن ازدياد إنتاج الخلايا المكونة للبطانة، وتكون الخلايا طبيعية وعادةً ما تتوقف عن النمو من تلقاء نفسها مع مرور الوقت.
- سمك بطانة الرحم اللانمطي (بالإنجليزية: Atypical Endometrial Hyperplasia): تكون خلايا بطانة الرحم غير طبيعية ويجب استخدام العلاج المناسب لتجنب تطور الحالة إلى مشاكل أشد خطورة.

أسباب سمك بطانة الرحم:

قد يكون ارتفاع مستوى هرمون الاستروجين أو عدم كفاية هرمون البروجستيرون هو السبب الكامن وراء زيادة سمك بطانة الرحم، وذلك نتيجة لمجموعة من العوامل مثل السمنة، استخدام الأدوية التي تشبه الاستروجين، أو عدم انتظام الدورة الشهرية، خاصةً المرتبطة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات أو قلة الخصوبة. تشمل عوامل الخطر الأخرى الانتماء للعرق الأبيض، بدء حدوث الدورة الشهرية في وقت مبكر، التدخين، وجود تاريخ شخصي للإصابة ببعض الحالات الصحية، وتجاوز الخامسة والثلاثين من العمر.

أعراض سمك بطانة الرحم:

تشمل الأعراض:
- نزيف الدورة الشهرية غير الطبيعي.
- غزارة الطمث أو استمرار نزيف الدورة الشهرية لفترة أطول من المعتاد.
- انقطاع الحيض قبل الوصول إلى سن اليأس.
- قصر المدة بين دورات الحيض.
- حدوث نزيف في الفترة التي تفصل بين دورات الحيض.
- النزيف الرحمي في فترة ما بعد سن اليأس.
- ظهور حب الشباب، ألم وجفاف المهبل، فرط نمو شعر الجسم، الهبات الساخنة، تقلب المزاج، والألم عند ممارسة العلاقة الجنسية.

شخيص سمك بطانة الرحم:

يتم تشخيص الحالة من خلال عدة اختبارات، مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل، أخذ خزعة من خلايا بطانة الرحم، تنظير الرحم، وتوسيع وكحت الرحم. لطاخة عنق الرحم قد تستخدم لاستبعاد اضطرابات أخرى.

علاج سمك بطانة الرحم:

- سمك بطانة الرحم النمطي: يُعالج عادةً باستخدام العلاج بالبروجستيرون، ويشمل العلاج إمّا باستخدام اللولب الهرموني أو أقراص البروجستيرون. في بعض الحالات قد يُكتفى بالمراقبة.
- سمك بطانة الرحم اللانمطي: يُوصى غالباً باستئصال الرحم لتجنب الإصابة بسرطان بطانة الرحم، وقد يُوصى أيضاً باستئصال المبايض وقنوات فالوب إذا وصلت المرأة إلى سن اليأس.


اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد