كيفية تنشيط المبايض

mainThumb
مبايض

05-09-2024 10:34 PM

السوسنة- يهدف إجراء تنشيط المبايض إلى تحفيز عملية الإباضة وتحسين بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrium). قبل استخدام أي إجراء طبي لتنشيط المبايض، يسعى الطبيب لمعرفة السبب الكامن وراء الحالة، إذ إنّ علاج الحالة يكون بالعادة كفيلًا بتحفيز الإباضة واستعادتها. في حال فشل ذلك أو عدم القدرة على تحديد المُسبب، يُلجأ لاستخدام بعض الأدوية الهرمونية التي تساعد على تنظيم الهرمونات التناسلية لدى المرأة وبالتالي زيادة فرصة الإباضة. يصف الطبيب هذه الأدوية على هيئة حبوب تُؤخذ مع بداية الدورة الشهرية لتحفيز إنتاج البويضة، وإن لم تنجح الحبوب في تحفيز التبويض، قد يلجأ لحُقَن ذات فعالية أقوى.

تقييم الحالة قبل تنشيط المبايض

يسعى الطبيب لمعرفة سبب تأخر الإباضة أو انعدامها قبل وصف الأدوية. فعلى الرغم من غياب المسبب في بعض الحالات، إلا أنّ مسببات مشاكل الإباضة عديدة، وتشمل ما يأتي:

1. فرط برولاكتين الدم (بالإنجليزية: Hyperprolactinemia) وهو زيادة غير طبيعية في مستوى هرمون البرولاكتين الذي يُعرف أيضًا بهرمون الحليب.
2. متلازمة تكيّس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic Ovary Syndrome).
3. خمول المبايض وعدم تجاوبها للمستويات الطبيعية من الهرمونات التناسلية.
4. نقص إفراز الهرمون النمشّط للحوصلة (بالإنجليزية: Follicle Stimulating Hormone) والهرمون المنشّط للجسم الأصفر (بالإنجليزية: Luteinizing Hormone).
5. أمراض الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Disease).
6. السمنة.
7. فقدان الوزن بشكل ملحوظ سواءً كان ذلك بسبب النشاط الحركي أم لا.
8. الاضطرابات المتعلّقة بتناول الطعام.

تنشيط المبايض بالأدوية الفموية

تعد الأدوية التي تُعطى عن طريق الفم الخيار الأول بين العلاجات الطبية لعدم الإباضة أو ضعفها. تبدأ دورة العلاج بإجراء فحص الدم خلال اليوم الثالث من دورة الحيض، إضافة إلى التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل (بالإنجليزية: Transvaginal Ultrasound) مع حلول اليوم العاشر أو الحادي عشر. المبايض تحتوي على العديد من الجُريبات الكيسية (بالإنجليزية: Follicles) تُحيط كل واحدة منها ببويضة يمكن الكشف عنها بالموجات فوق الصوتية. رغم نضوج العديد من الجُريبات، إلا أنّه عادةً ما تنطلق بويضة واحدة من أحد هذه الجُريبات الكيسية وقت الإباضة. فحوصات الدم والتصوير بالموجات فوق الصوتية تساعد الطبيب على متابعة مراحل تطوّر الجُريبات الكيسية والبويضة، وبالتالي تحديد الفترة الأنسب لمحاولة حدوث الحمل بشكل طبيعي أو التلقيح داخل الرحم في حال التخطيط لحمل الأنابيب. وفيما يأتي بيان هذه الأدوية بشيء من التفصيل:

1. سترات الكلوميفين: يعمل دواء سترات الكلوميفين (بالإنجليزية: Clomiphene Citrate) الفموي كمضاد لهرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) حيث يسدّ مستقبلاته؛ مما يُشعر الجسم أنّ مستوى هرمون الإستروجين منخفض، فيستجيب الجسم بإفراز المزيد من الهرمون المنشط للحوصلة، والذي بدوره يُحفّز إطلاق عدد من البويضات بدلًا من بويضة ناضجة واحدة. يُوصَف هذا الدواء في المراحل المبكرة من دورة الطمث؛ فعادةً ما يُعطى خلال الأيام 3-7 أو 5-9 من الدورة، وبعد قُرابة أسبوع سيفرز المبيض بويضة ناضجة أو مجموعة بويضات. يُحدد الطبيب الوقت واليوم المناسبين للقيام بعملية التلقيح سواء بالجماع أو بالتلقيح داخل الرحم لضمان نجاح الحمل. في حال عدم حدوث الحمل بالرغم من حدوث الإباضة لثلاث دورات متتالية عند استخدام هذا الدواء، يجدر تقييم حالة العقم بإجراء المزيد من الفحوصات بحثًا عن المسبب؛ فقد يكون السبب وجود التصاقات أو إصابة بانتباذ بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometriosis) أو أسباب متعلقة بالزوج. من العلاجات الموصى بها إن لم تُجدِ سترات الكلوميفين نفعًا: العلاج الجراحي للتخلص من الأنسجة الندبية أو الأورام الليفية (بالإنجليزية: Fibroids)، أو حقن موجهات الغدد التناسلية (بالإنجليزية: Gonadotropins) لتنشيط الإباضة مع إجراء طفل الأنابيب أو دونه.

2. ليتروزول: ليتروزول (بالإنجليزية: Letrozole) هو أحد أدوية الخصوبة التي تُعطى أيضًا عن طريق الفم ويُستخدم إما لزيادة عدد البويضات المُنتَجة لدى النساء سليمات الإباضة أو لتحفيز إنتاج بويضة في حالات انعدام الإباضة. يُستخدم هذا الدواء كذلك كبديل لسترات الكلوميفين إذا ظهرت أعراض جانبية شديدة له؛ كتقلّبات المزاج، والهبّات الساخنة، وترقّق بطانة الرحم. فيما يتعلق بجرعة الليتروزول، فإنه يُؤخذ يوميًا بدءًا من اليوم الثالث لدورة الطمث وانتهاءً باليوم السابع. لا يُشترط أخذه في وقت مُحدد من اليوم لكن يجب الالتزام به خمسة أيام متتابعة.

3. أدوية أخرى:
- بروموكريبتين: (بالإنجليزية: Bromocriptine) هو دواء مُحفّز للدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine Agonist) يُستخدم عندما تكون مشاكل الإباضة ناتجة عن فرط إفراز هرمون البرولاكتين من الغدة النخامية.
- ميتفورمين: (بالإنجليزية: Metformin) هو أحد الأدوية التي تُوصف في حالات الإصابة بالسكري للسيطرة على مستوى السكر في الدم، ويُساعد الميتفورمين على الإباضة إذا كانت المرأة تُعاني من مقاومة الإنسولين أو متلازمة تكيّس المبايض.

تنشيط المبايض عن طريق الحقن

تُعطى حقن تنشيط الإباضة في اليوم الثالث من الدورة الشهرية، وذلك في حالة عدم نجاح أدوية التنشيط الفموية. يستمر إعطاء الحقن حتى 6-10 أيام حسب الاستجابة. يُجرى خلالها فحوصات الدم وتصوير الرحم بالموجات فوق الصوتية 3-4 مرات لمراقبة مراحل تطوّر الجُريبات الكيسية ومعدل نموها. يبقى الطاقم الطبي على تواصل مع الأم بعد كل فحص، وعندما يصل قطر الجُريب الكيسي إلى 16-18 ميليمتر، يصف الطبيب حقنة هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية (بالإنجليزية: Human Chorionic Gonadotropin) لتحفيز الإباضة، يتبعها إجراء التلقيح طبيعيًا أو صناعيًا.

1. هرمون موجهة الغدد التناسلية البشرية: يتكون دواء هرمون موجهة الغدد التناسلية البشرية (بالإنجليزية: Human Menopausal Gonadotropin) من الهرمون المنشط للحوصلة والهرمون المنشط للجسم الأصفر، وهو حقنة منشّطة للإباضة يُعتقد أنّها أقوى من الأدوية الفموية. يُوصَف للحالات الشديدة من عدم انتظام الإباضة أو لزيادة عدد البويضات المُنتجة خلال دورة الإباضة الواحدة. يمكن استخدامه مع التلقيح الاصطناعي وإجراء طفل الأنابيب. يُشار إلى عدم وجود جرعة محددة تتماشى مع كافّة الحالات، نظرًا لاختلاف المفعول والاستجابة من جسم لآخر؛ لذلك تجب معاينة كل حالة على حدا لتحديد جرعة العلاج الأنسب.

2. الهرمون المنشط للحوصلة: تعمل الأدوية القائمة في تركيبها على الهرمون المنشط للحوصلة على تحفيز تكوين أكثر من بويضة لدى النساء أثناء الإباضة الواحدة. تُستخدم هذه الأدوية إما وحدها مع هرمون موجهة الغدد التناسلية البشرية لزيادة الإباضة، وكسابقتها تُحدد الجرعة المناسبة من أدوية الهرمون المنشط للحوصلة تبعًا للحالة.

3. هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية: هو حقنة هرمون طبيعي يُساعد في مراحل النضج الأخيرة للبويضات ويدفع المبايض لطرح البويضات الناضجة. كما أنّه يُحفّز إفراز البروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone) من الجسم الأصفر (بالإنجليزية: Corpus luteum) لتحضير بطانة الرحم لاستقبال البويضة المُخصّبة. غالبًا ما تحدث الإباضة بعد 36 ساعة تقريبًا من أخذ الحقنة.

4. الليوبرولايد ومثبطات هرمونات مطلقة لموجهة الغدد التناسلية

- الليوبرولايد: تثبط حقنة ليوبرولايد (بالإنجليزية: Leuprolide) إفراز الهرمون المنشط للحوصلة والهرمون المنشط للجسم الأصفر، وعليه فإنها تُستخدم للتحضير لبدء تنشيط المبايض مع أدوية الإباضة الأخرى كحقنة هرمون موجهة الغدد التناسلية البشرية أو حقنة الهرمون المنشط للحوصلة. يُلاحظ أن استخدام دواء لوبرون/ليوبرولايد مبكرًا خلال دورة الحيض سيُحفّز إفراز الهرمون المنشط للحوصلة، وهذه خاصية تجعل منه أكثر فائدة في الحالات ذات الاستجابة البطيئة للأدوية الأخرى.

حالات تستدعي تنشيط المبايض

تُستخدم الأدوية لتحفيز الإباضة في عدة حالات، نذكر منها ما يأتي:

1. علاج النساء اللواتي يعانين من انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Amenorrhea).
2. تحفيز الإباضة لدى النساء اللواتي يُعانين من انخفاض أو انقطاع الإباضة (بالإنجليزية: Anovulation).
3. زيادة معدل الإباضة لدى النساء ذوات معدل الإباضة المنخفض.
4. رفع فرص نجاح عمليات الإخصاب في المختبر (بالإنجليزية: In vitro fertilisation) وتعرف اختصارًا IVF من خلال تحفيز تكوين أكثر من بويضة واحدة.

الآثار الجانبية لتنشيط المبايض

قد يظهر مع تنشيط المبايض الأعراض الجانبية الآتية:

1. الحمل المتعدد: تزيد فرصة الحمل المتعدد أو الحمل بأكثر من جنين كالتوائم الثلاثية أو أكثر، بالأخص عند استخدام الحقن لتنشيط المبايض، مقارنةً بالأدوية الفموية والتي يصاحبها زيادة فرصة الحمل بتوأم ثنائي بالغالب.

2. متلازمة فرط تنبيه المبايض: (بالإنجليزية: Ovarian Hyperstimulation Syndrome) وهي متلازمة نادرة الحدوث بمضاعفات قد تكون خطيرة، وتحدث عندما يُفرط المبيض بإنتاج الجُريبات الكيسية، وهي أكثر شيوعًا مع حقنة الهرمون المنشط للحوصلة مقارنة بسترات الكلوميفين. تتراوح الأعراض بين الانزعاج، والغثيان، والانتفاخ في البطن، وضيق النفس. لذلك يجب دراسة الحالة جيدًا للتحقق مما إذا كانت المُصابة تملك عوامل خطر تزيد من فرصة إصابتها بمتلازمة فرط تنبيه المبايض قبل البدء بخطة علاج التنشيط؛ فالحالات الشديدة من هذه المتلازمة قد تستدعي دخول المستشفى.



اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد