حساسية الارتكاريا

mainThumb
حساسية الأرتكاريا

05-09-2024 09:17 PM

السوسنة - حساسية الارتكاريا، والتي تُعرف أيضاً بالأرتكاريا، هي حالة جلدية تتميز بظهور بثور حمراء أو زهرية على سطح الجلد، وغالباً ما تكون مثيرة للحكة. تحدث هذه الحالة نتيجة رد فعل تحسسي في الجسم، حيث يفرز الهيستامين، وهو مادة كيميائية تتسبب في توسع الأوعية الدموية وزيادة نفاذيتها، مما يؤدي إلى ظهور البثور وتورم الجلد. يمكن أن تكون حساسية الارتكاريا ناتجة عن عدة عوامل مثل تناول بعض الأطعمة، استخدام أدوية معينة، التغيرات البيئية، أو حتى التغيرات النفسية. قد تكون الأرتكاريا حالة مؤقتة، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تستمر لأسابيع أو حتى أشهر، مما يتطلب استشارة طبية لتحديد السبب الدقيق وتلقي العلاج المناسب.
أعراض حساسية الارتكاريا

قد تتضمن أعراض الأرتكاريا إحدى التالية:
- الحكة.
- الانتبار (Wheal or Welt) وهو انتفاخ في سطح الجلد على شكل بقع حمراء أو بقع بلون الجلد، يتميز بحواف واضحة ومحددة، والتي من الممكن أن يزداد حجمها، أو أن تنتشر، أو حتى تتجمع معًا لتشكّل مساحات أكبر.
- تغيّر شكل البقع الجلدية، أو اختفائها، أو ظهورها مرة أخرى خلال دقائق إلى ساعات، وفي الواقع من غير المألوف أن تدوم النوبة أكثر من 48 ساعة.

- أسباب وأنواع حساسية الارتكاريا:

يُعزى سبب حدوث الأرتكاريا غالبًا إلى تفاعلات الجلد التحسسية؛ إذ يُظهر الجهاز المناعي لجسم الإنسان ردة فعل مناعية مبالغ بها عند تعرضه لمواد كيميائية محددة تعرف بمسببات التحسس، والتي قد تكون موجودة في البيئة المحيطة، أو في الطعام، أو في بعض أنواع الأدوية، أو الحشرات، أو حتى النباتات، أو مصادر أخرى، ويمكن أن تؤثر مسببات التحسس هذه في الإنسان عند استنشاقها، أو لمسها، أو حقنها في الجسم، أو استهلاكها، وعلى الرغم من أنّ غالبية الناس لا يتأثرون من هذه المواد، إلّا أنّ هناك بعض الأشخاص يظهرون رد فعل تحسسي عند التعرض لها. وتجدر الإشارة إلى أنّ سبب حساسية الأرتكاريا قد يُعزى أيضًا لأسباب أخرى غير رد الفعل التحسسي؛ فقد يعود سبب حدوثها إلى اضطرابات المناعة الذاتية التي تتمثل بوجود خلل في تمييز الجهاز المناعي لأنسجة الجسم، بحيث يتم تصنيفها على أنّها أنسجة غريبة ومن ثم مهاجمتها. من جانب آخر، يمكن القول إن تناول بعض الأدوية قد يسبب حدوث الأرتكاريا مباشرة دون إحداث رد فعل تحسسي. ومن الأسباب الأخرى التي لم يُعرَف حتى الآن كيفية تسببها بحدوث الأرتكاريا بدقة: الشعور بالإجهاد إضافة إلى بعض الحالات كالتعرض للحرارة أو الضوء.

يصنّف الأطباء الأرتكاريا أو الشرى عادةً إلى الأنواع التالية:
١. الشرى الحاد: الذي يستمر لأقل من 6 أسابيع، ويمكن بيان الأسباب الأكثر شيوعًا لهذا النوع فيما يأتي:
-الطعام؛ كالمكسرات والأسماك والطماطم والتوت الطازج.
-الأدوية؛ كالأسبيرين، وبعض مضادات الالتهاب اللاستيرويدية مثل الآيبوبروفين، وبعض أدوية علاج الضغط المرتفع من عائلة مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين، إضافة إلى مسكنات الآلام كالكوديين.
-أسباب أخرى؛ كالعدوى، ومادة اللاتكس، إضافة إلى لدغ الحشرات، والإصابة بأمراض أخرى في الجسم.
٢.الشرى المزمن: حيث يستمر لأكثر من 6 أسابيع، ويكون تحديد مسببات هذا النوع أكثر صعوبة من النوع الحاد، وفي الغالب يكون سبب حدوثه غير معروف.
٣.الشرى الفيزيائي: الذي يتمثل بالتحفيز البدني الفوري للجلد جراء التعرض لظروف معينة مثل البرودة، أو الحرارة، أو الشمس، أو الضغط، أو التمارين الرياضية، أو عند التعرق، أو أسباب أخرى، حيث تحدث معظم حالات هذا النوع خلال الساعة الأولى من التعرض لإحدى هذه المسببات، وعادة ما يظهر في نفس المكان الذي تم تحفيزه من الجلد ونادرًا ما يظهر في أماكن أخرى.

- عوامل خطر الإصابة بحساسية الارتكاريا :

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بحساسية الأرتكاريا عند التعرض لها، نذكر منها:
- الإصابة المسبقة بالأرتكاريا.
- المعاناة من أي تفاعل تحسسي آخر.
- وجود تاريخ عائلي للمعانة من حساسية الأرتكاريا.

-الوقاية من حساسية الارتكاريا :

توجد العديد من النصائح التي يوصى باتباعها للتقليل من احتمالية الإصابة بالأرتكاريا ويمكن بيان هذه النصائح فيما يأتي:
- تجنّب التعرض للمواد المسببة أو المحفزة للتحسس، خاصة في حال معرفة المسبب نتيجة التعرض له مسبقًا.
- الاستحمام وتغيير الملابس في حال التعامل مع الحيوانات أو التعرض لحبوب اللقاح، في حال كانت مسببة لحدوث الأرتكاريا مسبقًا.

تشخيص حساسية الارتكاريا

إنّ تحديد سبب الأرتكاريا قد يكون صعبًا خاصة تلك الموجودة منذ أكثر من ستة أسابيع، ويمكن لأخصائي الأمراض الجلدية تشخيص الأرتكاريا من خلال إجراء الفحص البدني وملاحظة جلد المصاب، ومراجعة التاريخ الطبي الخاص به، وقد يطرح الطبيب العديد من الأسئلة عليه، كما يمكن اللجوء إلى إجراء العديد من الاختبارات، بما فيها اختبارات الحساسية، واختبارات الدم، وخزعة الجلد المتضمنة إزالة قطعة صغيرة من الجلد المصاب بحيث يمكن فحصه تحت المجهر.

- علاج حساسية الارتكاريا :

في الحقيقة معظم حالات الأرتكاريا لا تحتاج للعلاج؛ نظرًا لأن الأعراض عادة ما تكون خفيفة وغالبًا ما تتحسن في غضون أيام قليلة، ويمكن اتّباع النصائح والإرشادات التالية للتخفيف من هذه الأعراض:
١.تجنب مسببات التحسس، من الأطعمة، وحبوب اللقاح، ووبر الحيوانات الأليفة، ولسعات الحشرات وغير ذلك ممّا تمت الإشارة إليه أعلاه، وفي حال تسبب أحد الأدوية بحدوث طفح جلدي فإنّه يجب إيقاف تناوله مع ضرورة إعلام الطبيب بذلك.
٢.تغطية المنطقة المصابة بمنشفة باردة أو الاستحمام بماء بارد، لتهدئة المنطقة ومنع الخدش.
٣.تجنب التعرض للشمس عند الخروج والجلوس في الظل لتخفيف الانزعاج.
٤.ارتداء ملابس ناعمة قطنية وواسعة، والابتعاد عن الملابس الصوفية والضيقة أو الخشنة، وذلك لتجنب تهيج الجلد.
٥. استخدام العديد من الأدوية لعلاج الحكّة والتي يمكن بيانها فيما يأتي:
-مضادات الحكّة التي تساعد على التخفيف من الحكة والانتفاخ، كمضادات الهستامين التي تؤخذ عبر الفم؛ مثل لوراتادين، وسيتريزين، وديفينهيدرامين، إضافة إلى ديسلوراتادين، وفيكسوفينادين، وهيدروكسيزين، وليفوسيتيريزين، حيث يوصى باستخدامها بشكل منتظم بدلاً من استخدامها عند الحاجة حتى تعطي نتائج أفضل، وهنا يجدر الأخذ بعين الاعتبار أن بعض الأنواع قد تسبب النعاس لذا يمكن التواصل مع الصيدلاني لاختيار النوع الأنسب، ويجدر التنبيه على عدم استخدام مضادات الهستامين الموضعية كالكريمات التي قد تسبب تحسس الجلد وتزيد الحكة.
- الستيرويدات القشرية التي تؤخذ عبر الفم كالبريدنيزون، والتي يتم وصفها في حال كانت الأعراض شديدة أو لم يستجب الجسم للأدوية السابقة، حيث يتم وصفها لأقل فترة ممكنة، نظرًا لأنّها قد تسبب أعراضًا جانبية عدة قد تكون خطِرة أحيانًا في حال تم وصفها لأكثر من 3 أو 4 أسابيع، ويجدر التنويه إلى أنّ الستيرويدات القشرية الموضعية كالكريمات غير مفيدة في هذه الحالات.
- الأدرينالين أو الإبينيفرين الذي يعطى للحالات الشديدة، ومن الجدير بالذكر أنه ينصح بحمل قلم الأدرينالين ذاتي الحقن لاستخدامه مباشرة في حالات التحسس الطارئة.
- مضادات الاكتئاب مثل الدوكسيبين والذي يعتبر من مضادات الهستامين الفعّالة وتستخدم أحياناً لعلاج الشرى المزمن عند بعض البالغين.
- استخدام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة مثل أوماليزوماب لعلاج الحالات المزمنة التي لم تستجب للعلاجات السابقة.
- استخدام المثبطات المناعية مثل دواء سايكلوسبورين ودواء تاكروليمس في حالات الشرى المزمن.


اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد