علاج تليف الرئة

mainThumb
تليف الرئة

05-09-2024 08:46 PM

السوسنة- بعد تأكيد تشخيص الإصابة بتليف الرئة أو تليّف الرئتين، أو التليّف الرئويّ، أو تندّب الرئتين (بالإنجليزية: Pulmonary fibrosis) سيقوم الطبيب بتقييم حالة المريض وشدّتها في سبيل وضع الخطّة العلاجية واختيار العلاجات الأنسب للحالة، وينبغي التنويه إلى أنّ التندّب الناتج عن تليف الرئتين لا يُمكن إرجاعه إلى الوضع الطبيعي، وحتّى الآن لم يُثبت أيّ علاج فعاليته في وقف تقدم تليف الرئتين، أمّا العلاجات المتوفرة لتليف الرئتين، فإنّ بعضها يساهم في تحسين الأعراض بشكلٍ مؤقت أو يبطئ من تقدم المرض، والبعض الآخر قد يُساعد على تحسين نوعية الحياة.

العلاجات الدوائية
هناك العديد من الأدوية المستخدمة لعلاج الأنواع المختلفة من التليف الرئوي، ولذا تجدُر مناقشة العلاجات مع الطبيب حتى يحدد العلاج الأنسب منها لكلّ حالة، إذ إنّ الدواء المناسب لمريض معين قد يكون غيرُ مناسب لمريضٍ آخر، وبشكلٍ عامّ تضمّ الأدوية المستخدمة لعلاج التليف الرئوي ما يأتي:

النينتيدانيب: (بالإنجليزية: Nintedanib)، والذي يؤخذ عن طريق الفم لعلاج التليف الرئوي مجهول السبب، حيثُ أثبتت التجارب السريرية أنّ هذا الدواء يبطئ من انخفاض وظائف الرئة لدى مرضى التليف الرئوي ذو الشدّة الخفيفة إلى المعتدلة.

البرفنيدون: (بالإنجليزية: Pirfenidone)، وهو مضاد حيوي ومضاد للالتهابات يؤخذ عن طريق الفم، ويستخدم لعلاج التليف الرئوي مجهول السبب، وقد أثبتت التجارب السريرية أنّ البيرفنيدون يبطئ تطور التليف الرئوي الخفيف إلى المعتدل.

الكورتيكوستيرويدات: (بالإنجليزية: Corticosteroids)، مثل بريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone)، وخِلافًا للدوائين السابقين، فإنّ البريدنيزون لا يُستخدم عادةً لعلاج التليف الرئوي مجهول السبب، وإنما لعلاج ومنع الالتهاب المُصاحب للأنواع الأخرى من التليف الرئوي في بعض الحالات، ويقوم مبدأها على إضعاف جهاز المناعة، لذلك فإنّها قد تزيد من فرصة تكرار الإصابة بالعدوى وزيادة شدّتها أثناء فترة استخدام الدواء.

الميكوفينولات موفيتيل: (بالإنجليزية: Mycophenolate mofetil)، والمعروف كذلك بحمض الميكوفينوليك (بالإنجليزية: Mycophenolic acid)، والذي يستخدم كذلك لعلاج الالتهابات ومنعها عن طريق قمع جهاز المناعة وذلك لعلاج حالات التليف الرئوي المختلفة عدا التليف الرئوي مجهول السبب، ومن الجدير بالذكر أنّ خطة علاج مرضى التليف الرئوي قد تتضمّن مزيجًا من دواء الميكوفينولات موفيتيل إضافةً إلى البريدنيزون، أو قد يُستخدم وحده دون البريدنيزون، وتضمّ الآثار الجانبية المُحتملة لهذا الدواء: العدوى، والإسهال، وانخفاض تعداد خلايا الدم.

الآزوثيوبرين: (بالإنجليزية: Azathioprine)، ويُستخدم لقمع جهاز المناعة بشكلٍ مماثل لدواء الميكوفينولات موفيتيل، وقد يتسبّب ببعض الآثار الجانبية المُصاحبة لدواء الميكوفينولات موفيتيل؛ كالعدوى وانخفاض عدد خلايا الدم، كما أنّه قد يُسبّب أيضًا مشاكل الكبد والبنكرياس.

مُضادات الالتهابات الأخرى: والمُستخدمة لعلاج أشكال مختلفة من أمراض الرئة الخلالية (بالإنجليزية: Interstitial lung disease) والتليف الرئوي، ومن هذه الأدوية: الميثوتريكسيت (بالإنجليزية: Methotrexate)، والسيكلوفوسفاميد (بالإنجليزية: Cyclophosphamide)، والسيكلوسبورين (بالإنجليزية: Cyclosporine)، والراباميسين (بالإنجليزية: Rapamycin)، والتاكروليموس (بالإنجليزية: Tacrolimus).

- العلاج بالأكسجين : 
يُسبّب مرض التليف الرئوي انخفاض مستويات الأكسجين في الدم بسبب عدم قدرة الأنسجة المُتليفة في الرئتين على نقل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون من الجسم وإليه، ونظراً لتطور مرض التليف الرئوي وانخفاض كفاءة وظائف الرئة، فإنّ معظم المرضى يحتاجون إلى الأكسجين في مرحلة ما أثناء العلاج، ومن الجدير ذكره أنّ العلاج بالأكسجين لا يُعالج السبب الأساسي للتليف الرئوي بشكلٍ مُباشر كما أنّه لا يُوقف تطور المرض، بل يُستخدم لتحسين الأعراض؛ مثل: ضيق التنفس، والتنفس الضحل، واضطرابات النوم، والتعب، وفقدان الوزن، إضافةً إلى تحسين وظائف الأعضاء الأخرى وتحسين نوعية الحياة، وبشكلٍ عامّ، تختلف احتياجات الأكسجين لكلّ مريض من مرضى التليف الرئوي؛ إذ تعتمد بشكلٍ أساسي على شدة المرض ونمط الحياة، ويتمّ الكشف عن مدى حاجة المريض إلى الأكسجين الإضافي من خلال اختبار بسيط للمشي، إذ قد يحتاج بعض المرضى إلى الأكسجين طوال اليوم، أو في الليل فقط، أو عند ممارسة الرياضة، ومن الجدير بالذكر أنه ينبغي على المريض مراقبة مستويات الأكسجين في المنزل باستخدام أجهزة قياس التأكسج النبضي (بالإنجليزية: Pulse oximetry)‏ المحمولة باليد، إذ ينبغي الحفاظ على مستوى تشبّع الأكسجين في الدم بنسبةٍ أعلى من 90% طوال النهار والليل. يتمّ العلاج بالاكسجين من خلال التدفق الثابت للأكسجين النقي الذي يعمل على زيادة تركيز الأكسجين في الرئتين ورفع مستويات الأكسجين في مجرى الدم، وذلك من خلال تقنياتٍ عدّة، نُبينها فيما يأتي:
خزانات الأكسجين: إذ يتمّ تزويد الشخص بالأكسجين من خلال أنبوب تنفس رقيق يلتف حول الأذنين ويوضع في فتحتي الأنف، بحيث يتمّ توصيل الأنبوب بخزان يتدفق الأكسجين النقي من خلاله إلى فتحات الأنف حيث يستنشقه المريض أثناء التنفس، ويجدر القول أنّ خزانات الأكسجين تختلف في حجمها تبعاً لاحتياجات المريض من الأكسجين، فعلى سبيل المثال، ينبغي استخدام خزان كبير للمرضى الذين يحتاجون إلى علاج بالأكسجين لمدة 15 ساعة أو أكثر، إضافةً إلى الحاجة إلى خزان صغير الحجم يُستخدم عند الخروج من المنزل لقضاء الحاجات أو السفر.
أسطوانات الأكسجين: وتُعد من طرق العلاج بالأكسجين الحديثة، وتتميّز بقدرتها على الاحتفاظ بكميةٍ أكبر من الأكسجين وبالتالي قدرتها على إمداد المريض بالأكسجين لفترةٍ اطول، ويرجع ذلك إلى أنّ هذه الاسطوانات تعمل عن طريق إعطاء الأكسجين على شكل جرعة نبضية عندما يتنفس المريض فقط وليس طوال الوقت، وتأتي اسطوانات الأكسجين عادةً بحجم أكبر من خزان الأكسجين إلا أنها خفيفة الوزن ويمكن حملها في حقيبة ظهر أو حقيبة سفر.
مكثفات الأكسجين: والتي تُعدّ بديل آخر لخزانات الأكسجين الكبيرة المستخدمة في المنزل.

- إعادة التأهيل الرئوي :
يعرف برنامج إعادة التأهيل الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary rehabilitation) بأنّه برنامج خاضع للإشراف من قِبل مقدمي الرعاية الصحية، وذلك بهدف تسهيل عملية التنفس، والتحكّم بالأعراض، وتعزيز أداء المريض اليومي، وتحسين جودة حياته، وقد يُوصى به قبل زراعة الرئة وبعدها، ويجدر القول أنّه ينبغي تصميم خطة إعادة تأهيل رئوية لكل مريض بناءً على احتياجاته من قِبل مقدمي الرعاية الصحية، وتُركّز برامج إعادة التأهيل الرئوي على التمارين الرياضية لتحسين القدرة على التحمل، وتقنيات التنفس التي قد تُحسّن كفاءة الرئة، إضافةً إلى أنّ برامجها تتضمّن أيضًا الدعم، والتثقيف الصحي حول حالة المريض، والاستشارات بما في ذلك الغذائية، ويُجرى التاهيل الرئوي في المستشفى أو العيادات، أو قد يتعلم المريض تمارين التنفس لممارستها في المنزل، كما يستطيع المريض استخدام مراقبي الأنشطة أو تطبيقات الهواتف الذكية التي تُساعد على ذلك، ومن النادر أن تُسبّب تمارين إعادة التاهيل الرئوي أيّ مشاكل أثناء القيام بها؛ فالمخاطر المرتبطة بها مثل إصابة العضلات والعظام تعد قليلة جدًا، وبشكلٍ عامّ يجدُر التوقف عن الخضوع لهذه البرنامج عند حدوث أيّ أضرار واستشارة الطبيب بهذا الشأن.

السيطرة على الأعراض
يعد ضيق التنفس والسعال من الأعراض الرئيسية التي يعاني منها مرضى التليف الرئوي، وقد يعاني المرضى أيضًا من التعب والقلق والاكتئاب، ويجدُر الاتصال بالطبيب على الفور إذا كان المريض يُعاني من أيٍّ من هذه الأعراض، ومن الجدير بالذكر أنّ الأدوية قد تُخفف من بعض هذه الأعراض، ومن التغييرات التي قد تُساعد على التخفيف منها:
- ضيق التنفس: قد يُوصي الطبيب بتركيب أجهزة الأكسجين وممارسة التمارين التنفسية.
- السعال: يُعالج السعال باستخدام أدوية السعال أو من خلال العلاجات المنزلية مثل المكوّنات الطبيعية.
- التعب: يمكن التخفيف من التعب باستخدام العلاجات الدوائية أو من خلال العلاج الفيزيائي.
- الارتجاع الحمضي: قد يصف الطبيب الأدوية لعلاج الارتجاع الحمضي، ويُنصح بتناول الطعام بكميات صغيرة وتجنب الأطعمة التي قد تزيد من الأعراض مثل الطعام الحار والدهني.

- العلاج الداعم
يركز على تخفيف الأعراض بدلاً من علاج السبب الأساسي، ويحسن جودة حياة المريض وعائلته، ويشمل أدوية ومسكنات للآلام، وعلاج الأعراض مثل السعال وضيق التنفس، ووسائل لتحسين الراحة النفسية والنوم.

زراعة الرئتين
قد تكون زراعة الرئة خياراً لتحسين جودة حياة المريض، حيث يمكنها أن تساعد في علاج التليف الرئوي بشكلٍ فعّال، وعلى الرغم من ذلك، فإنها تتطلب الالتزام بالأدوية ومتابعة طبية مكثفة، وتظل زراعة الرئة خياراً غير مناسب لجميع المرضى، إذ يتمّ اللجوء إليها بناءً على عوامل عديدة مثل صحة المريض العامة، ومدى تقدم المرض، ومدى نجاح العلاجات الأخرى، وقد يحتاج المرضى إلى تناول أدوية مثبطة للمناعة لتقليل فرصة رفض الجسم للرئة الجديدة.


اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد