لو أن المدن تختار نوابها لا سكانها، ذيبان مثالًا

mainThumb

04-09-2024 11:15 PM

عمّان- السّوسنة- خالد الطوالبة

تخيّل لو أن المدن كانت هي من تختار نوابها، بدلاً من سكانها. كيف سيكون شكل الوطن إذا كانت المدن هي من تقرر من يمثلها؟ دعنا نغوص في عالم افتراضي ونأخذ مدينة ذيبان الأردنية، ذات التاريخ العريق والقديم، كمثال. كيف يمكن أن تتغير الأمور إذا كانت ذيبان، المدينة التي كانت مهد الحضارات، تمتلك القدرة على اختيار مرشحها بطريقة تتماشى مع مكانتها التاريخية؟

البحث عن بطل أسطوري في ذيبان

تخيل أن ذيبان، التي شهدت تطور أقدم الحضارات، تقيم مهرجاناً لاختيار نائبها. لا يكون هذا المهرجان مجرد حدث تقليدي، بل احتفالية تجسد تاريخ المدينة وتفتح أبواب المستقبل على مصراعيها. المدينة، التي تعيش بين أنقاض الماضي وتطلعات الحاضر، تحلم بإعادة إحياء روحها وتوسيع آفاقها عبر اختيار مرشح يليق بعراقتها.

الاحتفالية الكبرى

تبدأ الحكاية عندما تُعلن ذيبان عن مهرجانها الفريد لاختيار نائبها. يكتسب هذا المهرجان طابعاً أسطورياً، حيث يضم فعاليات تتماشى مع قيم المدينة وتاريخها العريق. يتضمن المهرجان عرضاً مميزاً للمرشحين، يتم تقديمهم في مواكب احتفالية تُبرز جوانب مختلفة من تاريخ المدينة. الشوارع تُزين بالألوان الزاهية، وتُقام عروض تروي قصص ذيبان وتستعرض خطط المرشحين المستقبلية.

معايير الاختيار الأسطورية

في هذا المهرجان، لا يُقاس النائب بالخطابات الفارغة، بل يُقيّم بناءً على معايير مستمدة من التراث والأساطير القديمة:

1.⁠ ⁠إحياء التراث: يتعين على كل مرشح تقديم خطة لإعادة إحياء جوانب من تاريخ ذيبان. تشمل هذه الخطط مشاريع مثل إنشاء جامعة تجمع بين العلم والحضارة، وتطوير حديقة تاريخية تُكرّم الأجداد وتُعزز التواصل المجتمعي.

2.⁠ ⁠إبداع الحلول: يُطلب من المرشحين تقديم مشاريع مبتكرة تعالج المشاكل القائمة، مثل إنشاء سوق حديث يُنعش الاقتصاد المحلي ويوفر فرص عمل للشباب، بالإضافة إلى حلول تعزز من الحياة اليومية في المدينة.

3.التواصل مع الأجيال: يجب أن يكون كل مرشح على اتصال وثيق بسكان المدينة، يستمع إلى أحلامهم وتطلعاتهم، ويقدم حلولاً تتماشى مع روح ذيبان وتاريخها.

الاقتراع النهائي والاختيار

بعد انتهاء المهرجان، تبدأ مرحلة الاقتراع النهائي. يُجرى التصويت بطريقة غير تقليدية، حيث يتم أخذ آراء المدينة نفسها، عبر رموز تاريخية وأساطير تحضر إلى الحياة. يتم اختيار النائب الذي يتمتع برؤية تتماشى مع تطلعات المدينة ويعيد إليها مجدها.

نهاية الأسطورة وبداية جديدة

في النهاية، تُعيد ذيبان كتابة تاريخها بأسلوب يتماشى مع عراقتها، وتختار نائبا يُعتبر رمزاً للأمل والتجديد. النائب الجديد ليس مجرد موظف سياسي، بل هو قائد يحمل على عاتقه مسؤولية إحياء عراقة المدينة وتحقيق أحلامها.

تظل قصة ذيبان نموذجاً لعملية اختيار مميزة وفريدة، تعكس الأصالة والتجديد. تُروى هذه القصة للأجيال القادمة كرمز للأمل والتقدم، وتبقى علامة فارقة في رحلة المدينة نحو الإحياء والتقدم.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد