مسببات جفاف ماء الجنين

mainThumb
جنين

04-09-2024 08:46 PM

السوسنة- ماء الجنين، أو السائل الأمينوسي، هو السائل الذي يحيط بالجنين داخل رحم الأم ويلعب دورًا حيويًا في تطور الجنين وحمايته. يعمل هذا السائل كوسادة تحمي الجنين من الصدمات، ويساعد على تنظيم درجة حرارته، ويتيح له الحركة بحرية، مما يعزز نمو عضلاته ومفاصله. كما يوفر السائل الأمينوسي العناصر الغذائية الأساسية ويشارك في تنظيم البيئة الداخلية للرحم. إن الحفاظ على توازن مناسب للسائل الأمينوسي هو أمر ضروري لضمان صحة الجنين وسلامته طوال فترة الحمل.

عادةً ما يتمزق الكيس الأمينوسي عندما تدخل المرأة في مرحلة المخاض، ولكن في بعض الأحيان قد يتمزق الكيس أو يحدث بعض التسريبات للسائل الأمينوسي تؤدي إلى جفاف السائل الأمينوسي قبل دخول المرأة في مرحلة المخاض، ويحدث ذلك في العادة قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل. وتحدث هذه الحالة لدى ما يُقارب 3% من حالات الحمل، ويُطلق عليها الأطباء تمزق الأغشية المبكر (بالإنجليزية: Preterm premature rupture of membranes)، وهي سبب حدوث ثلث الولادات المبكرة تقريباً. ينبغي التنويه إلى أنّ جفاف السائل الأمينوسي حول الجنين يُمكن أن يؤدي لتعرّض الجنين للعديد من المشاكل، بما في ذلك متلازمة ضيق النفس، وتسمّم الجنين، بالإضافة إلى تدلّي الحبل السري، وانقطاع المشيمة، ووفاة الجنين.

وفيما يأتي بيان بعض الأسباب التي تؤدي إلى تمزق الأغشية المبكر، وبالتالي جفاف السائل الأمينوسي حول الجنين:

1. حدوث الانقباضات؛ حيث تُشكّل ضغطاً على الكيس الأمينوسي، مما يؤدي إلى تمزقه.
2. الإصابة بعدوى في المسالك البولية أو العدوى المنقولة جنسياً.
3. الإصابة ببعض الأمراض مثل أمراض الرئة، ومتلازمة إِهلرز-دانلوس (بالإنجليزية Ehlers Danlos Syndrome).
4. التعرض لبعض المواد الضارة، مثل: التبغ، والمخدرات، والكحول.
5. إجراء عملية بزل السائل الأمينوسي (بالإنجليزية: Amniocentesis)، وهي عبارة عن إجراء طبي يؤخذ فيه سائل سلوي من الرحم لغايات الفحص، والتشخيص، والعلاج؛ وذلك عن طريق إدخال إبرة عبر جدار البطن إلى الرحم، ثم سحب كمية صغيرة من السائل السلوي. وهنا نُشير إلى أنّ الثقب الحاصل نتيجة إدخال الإبرة يحتاج إلى وقت طويل لكي يلتئم.
6. إجراء عملية تطويق عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervical Cerclage)، وهي عملية يقوم فيها الأطباء بخياطة غرز في عنق الرحم لتجنب الولادة المبكرة، وعادة ما تُجرى هذه العملية لدى النساء اللواتي قد يتوسع لديهن عنق الرحم نتيجة الضغط الحاصل عن نمو الجنين.

حجم ماء الجنين الطبيعي

يمكن التنبؤ بحجم السائل الأمينوسي بكل سهولة في النصف الأول من الحمل، وذلك عندما يرتبط حجم السائل الأمينوسي بوزن الجنين؛ فعلى سبيل المثال يكون متوسط حجم السائل الأمينوسي في الأسبوع الثاني عشر من الحمل 60 مل تقريباً، وعند إجراء عملية بزل السائل الأمينوسي في الأسبوع السادس عشر من الحمل يكون متوسط حجم السائل الأمينوسي 175 مل تقريباً. ولكن يحدث تباين كبير في حجم السائل الأمينوسي بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وتُشير الدراسات إلى أنّ حجم السائل الأمينوسي يزداد بشكل ثابت خلال النصف الثاني من الحمل حيث يصل إلى حجم يتراوح بين 400 إلى 1200 مل كحدّ أقصى، في الفترة الواقعة بين الأسبوع الرابع والثلاثين والأسبوع الثامن والثلاثين. ومن الجدير بالذكر أنّ حجم السائل الأمينوسي يبدأ بالتناقص بعد الأسبوع الثامن والثلاثين بمعدل 125 مل في الأسبوع تقريباً.

أعراض جفاف ماء الجنين

قد يحدث نقصان السائل الأمينوسي على شكل اندفاع قوي للسائل، أو بشكل تدريجي نتيجة تسريب بطيء للسائل الأمينوسي، وهنا نُشير إلى صعوبة تحديد ما إذا كانت هذه التسريبات عبارة عن بول، أو إفرازات مهبلية، أو سائل أمينوسي، خصوصاً في الفترة الأخيرة من الحمل؛ إذ تمتلئ المثانة بشكل أسرع من الطبيعي، وقد يحدث نتيجة لذلك تسريب للبول، كما أنّ الإفرازات المهبلية في الفترة الأخيرة من الحمل تكثر بشكل ملحوظ لتسهيل خروج الجنين أثناء عملية الولادة. وينبغي التنويه إلى أنّ خصائص السائل الأمينوسي تختلف عن خصائص البول والإفرازات المهبلية، حيث يتميز البول بوجود رائحة، أمّا الإفرازات المهبلية تكون في العادة بيضاء أو صفراء اللون، في حين أنّ السائل الأمينوسي يتميز بالخصائص الآتية:

- يكون السائل الأمينوسي في العادة شفافاً، وقد يكون لونه أبيض، وقد يكون مشوباً ببعض المخاط أو الدم.
- يتميز السائل الأمينوسي بأنّه عديم الرائحة.
- تكون كمية السائل الأمينوسي المتسربة كافية للشعور بها في العادة.

المخاطر الناجمة عن جفاف ماء الجنين

يمكن أن يسبب تسرب السائل الأمينوسي حدوث بعض المخاطر والمضاعفات التي تؤثر في حياة الطفل والأم، وفيما يأتي بيان لمخاطر جفاف ماء الجنين وفقاً لمرحلة حدوثه من الحمل:

1.خلال الثلث الأول أو الثاني من الحمل: ومن المضاعفات الناجمة عن تسرب السائل الأمينوسي في هذه الأشهر من الحمل:
- عيوب خلقية.
- الإجهاض.
- ولادة مبكرة.
- ولادة جنين ميت.

2.خلال الثلث الأخير من الحمل: في حال حدث التسريب خلال الثلث الأخير من الحمل فمن الممكن أن يؤدي ذلك لحدوث بعض المضاعفات الآتية:
- صعوبات أثناء الولادة مثل الضغط على الحبل السري، مما يؤدي إلى نقص كمية الأكسجين الواصلة إلى الجنين.
- زيادة خطر الحاجة لولادة قيصرية.
- تأخر عام لنمو الجنين.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد