بطاقة الاقتراع: كيف تختار عندما تحتار!

mainThumb

03-09-2024 09:52 PM

عمّان- السّوسنة- خالد الطوالبة

تخيّل أنك في متاهة كبيرة، كل الجدران متشابهة، والمخارج غامضة، وأنت تحاول العثور على الطريق الصحيح. في يدك خريطة قديمة، لا تساعدك كثيرًا، ولكنها كل ما لديك. فجأة، يظهر أمامك مرشد غريب الأطوار، يرتدي قبعة ساحر متهالكة، يقول لك بابتسامة ساخرة: "اختر بابًا واحدًا، واحد فقط سيخرجك من هنا... والباقي؟ الباقي يقود إلى المزيد من المتاهة."

هذا، يا صديقي، ليس مشهدًا من رواية خيالية، بل هو واقعك وأنت تقف أمام صندوق الاقتراع، تحمل في يدك بطاقة صغيرة تحتوي على قائمة طويلة من الأسماء والوجوه والشعارات. نعم، هذه ورقة الاقتراع التي قد تبدو مجرد ورقة، لكنها في الحقيقة باب إلى المجهول.

في هذا العالم من الخيارات المربكة، كيف يمكنك أن تختار؟ هل تعتمد على الحظ؟ هل تختار بناءً على وجه مألوف، أو شعار سياسي استهلكته العيون؟ أم ربما تتبع نصيحة ذلك الجار الذي يخبرك دائمًا أن "هذا المرشح هو ابن حلال"؟

لكنك تعرف أن الوقت قد حان لتغيير قواعد اللعبة، للخروج من المتاهة بذكاء ووعي. إذًا، كيف تختار؟ إليك الوصفة السحرية:

1. ابحث عن الماضي لا الحاضر: قبل أن تقرر، ابحث في سجل كل مرشح. لا تلتفت للشعارات والوعود الزائفة، بل انظر إلى الأفعال. التاريخ هو أفضل مرشد.

2. اختبر الخطابات: الكلمات سهلة، لكن الأفعال أصعب. اسأل نفسك: هل هذا المرشح يتحدث بصدق أم أنه يقدم لك عرضًا مسرحيًا؟ تابع تصريحاته وأفعاله السابقة، وستعرف ما إذا كان يستحق ثقتك.

3. استشر العقلاء: بدلاً من الاعتماد على آراء عشوائية، تحدث مع أشخاص تثق بحكمتهم. ربما صديق مطلع أو جار يملك نظرة ثاقبة. لا تذهب للذي يروج لأحدهم لأجل مصلحة شخصية.

4. تأمل في الأولويات: ما الذي يهمك حقًا؟ هل هو التعليم؟ أم فرص العمل؟ أم الحقوق المدنية؟ اختَر المرشح الذي يتماشى برنامجه مع أولوياتك الخاصة، وليس فقط مع وعود فارغة.

5. تخيل المستقبل: قبل أن تضع ورقتك في الصندوق، اسأل نفسك: كيف سيبدو المستقبل إذا نجح هذا المرشح؟ هل ترى فيه أملًا أم خيبة أمل أخرى؟ تخيل، ثم اختر.

هذه هي الطريقة التي يمكن أن تحول بها بطاقة الاقتراع من ورقة مجهولة إلى مفتاح لفتح باب المستقبل. عندما تقف أمام صندوق الاقتراع في المرة القادمة، لا تكن مغامرًا عشوائيًا. كن مغامرًا ذكيًا يعرف كيف يخرج من المتاهة، وليس فقط كيف يدخلها.

تذكر، اختيارك ليس مجرد فعل عابر، بل هو قرار يمس حياتك وحياة من تحب. فأحسن الاختيار، لأن الخروج من المتاهة يعتمد على تلك الورقة الصغيرة التي تمسكها بين يديك.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد