صحيفة السوسنة الأردنية

عمان - السوسنة - خالد الطوالبة - في قلب التاريخ الأردني، حيث تتداخل أحداث الماضي مع الحاضر، يبرز اسم الشيخ هشال الطوالبة كرمز نادر من الرموز الوطنية. أثناء زيارتي إلى بلدة ذيبان، حيث نشأ الشيخ هشال، التقيت بالحاج شوفان الطوالبة، نجل الشيخ هشال، الذي سرد لي تفاصيل هامة حول دور والده في تاريخ الأردن.

في فترة إدارة منطقة بلاد الشام، تحديدًا خلال المرحلة الفيصلية، استعان الهاشميون بثلاثة شخصيات بارزة من شرق الأردن للإشراف على أهم مفاصل المنطقة. في الكرك، تم تعيين الشيخ أرفيفان المجالي مديرًا للأمن الخارجي، والشيخ حسين الطراونة مديرًا للأمن الداخلي. وفي ذيبان، تم اختيار الشيخ هشال الطوالبة ليقود إدارة الناحية، نظراً لأهمية هذه المنطقة الجيوسياسية في تلك الحقبة.

وُلد الشيخ هشال الطوالبة في عام 1889 في ذيبان، وبدأت رحلته العلمية والدينية من مدارس القدس، قبل أن يكمل دراسته في إسطنبول، حيث تخصص في علوم القرآن والتفسير وأصول الدين. تمتع بذكاء حاد وفراسة نادرة، مما أهله لتولي منصب قائم مقام ذيبان في عام 1910، في سنٍ مبكرة. يتذكر شوفان: "كان والدي شخصية محورية، وقد أظهر قدرة على قيادة الأمور بفعالية كبيرة حتى في أصعب الظروف."

عندما انتهت الحقبة العثمانية، ظل الشيخ هشال في موقعه خلال المرحلة الفيصلية، حيث استمر مديرًا لناحية ذيبان في عام 1919 وتم تجديد الثقة به في عام 1921. خلال هذه الفترة، لعب دورًا رئيسيًا في تطوير ذيبان وتحسين أوضاعها. شوفان يصف الفترة قائلاً: "كان والدي مصدر إلهام لعديد من الأهالي، وكان عمله يعكس التزامه العميق بخدمة الوطن."

توفي الشيخ هشال الطوالبة في عام 1939، ولكن رغم تأثيره الكبير، فقد غاب ذكره عن الساحة السياسية الأردنية لسنوات عديدة. شوفان يعبر عن أسفه قائلاً: "الشيخ هشال لم يحصل على التقدير الكافي في الكتب التاريخية والمراجع الرسمية، ولذلك نطالب الدولة بإخراج أي قيود أو معلومات قد تسهم في توضيح دوره الكبير."

تسعى عائلة الطوالبة حالياً لإعادة إحياء ذكرى الشيخ هشال وتوثيق إنجازاته في السجلات الرسمية. "نأمل أن يتم الاعتراف بمساهمة والدي وتقدير دوره بشكل يتناسب مع حجم تأثيره في تاريخ الأردن"، يضيف شوفان.

قصة الشيخ هشال الطوالبة تذكرنا بأهمية تسليط الضوء على القادة الذين خدموا وطنهم بصدق وتفانٍ. إن إعادة اكتشاف وتوثيق إنجازات هؤلاء الأبطال هو جزء أساسي من إحياء تاريخ الوطن وتقدير تضحيات رجاله.