مرشح على المشرحة: من "نائب الأمس" إلى بائع الوهم الانتخابي

mainThumb
المرشح العزيز يتخيل أن أهل منطقته مصابون بنوع من فقدان الذاكرة

02-09-2024 09:27 PM

عمان - السوسنة - خالد الطوالبة - في كل أربع سنوات، يظهر لنا وجه مألوف، ليس في سوق الخضار أو في ميدان العمل التطوعي، بل في مكان لا يعرفه جيدًا إلا عندما يقترب موسم الانتخابات.

إنه ذلك المرشح الذي كان نائباً سابقًا، وتخيلوا، قرر العودة ليخوض المعركة من جديد، وكأنه البطل الذي أنقذ مدينتنا من الفقر والبطالة... في أحلامه على الأقل.

لكن دعونا لا نتسرع في الحكم! ربما قام ببناء مصانع عملاقة وشغل آلاف الأيدي العاطلة عن العمل، أو ربما جمع تبرعات لتسديد ديون الغارمات، أو كان الرجل الذي نجح في إطلاق سراح آلاف الشهادات الجامعية من قبضة الجامعات الخاصة.

أو ربما، فقط ربما، كان صوت العقل الوحيد الذي وقف بشجاعة وقال "لا" ولو لمرة واحدة في قاعة البرلمان... لكن على ما يبدو، كل هذا حدث في عالم موازٍ لا نعرف عنه شيئًا.

في الواقع، المرشح العزيز يتخيل أن أهل منطقته مصابون بنوع من فقدان الذاكرة، حيث يمكنه أن يأتي في كل موسم انتخابي ويوزع "العطايا" بحفنة من الأوراق النقدية، وكأن 50 دينارًا ستغير حياتهم للأبد.

في كل مرة، يخرج علينا مبتسمًا، يشعرك وكأنه على وشك توزيع مفاتيح الفردوس، لكن الحقيقة أنه لم ينجح سوى في توزيع الأوهام.

هل تعلمون ما هو الإنجاز الحقيقي لهذا النائب السابق؟ أنه استطاع في كل دورة انتخابية أن يقنع الناس بنفس الوعود القديمة، ويشتري الأصوات بفتات مما يجب أن يكون التزامًا تجاههم.

إنه فن "المراوغة السياسية"، حيث يمكنك أن تكون نائبًا دون أن تكون سياسيًا، وتكون مرشحًا دون أن تكون مخلصًا.

أيها النائب، عذراً، أيها المرشح، ربما حان الوقت لتتقاعد من دور البطل الخارق وتفكر في مهنة أخرى. ما رأيك في أن تصبح ممثلاً كوميديًا؟ فأنت بالفعل تجيد إضحاكنا كل أربع سنوات بنفس السيناريو المهترئ.

وأخيرًا، دعونا نسأل أنفسنا: هل سنبقى نبيع أصواتنا وكرامتنا بأقل من ثمن فنجان قهوة في فندق خمس نجوم؟ أم أننا سنختار أخيرًا من يمثلنا بصدق، بعيدًا عن تجارة الوهم والوعود الكاذبة؟






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد