مضاعفات الزكام

mainThumb
مضاعفات الزكام

02-09-2024 07:00 PM

السوسنة- الزكام، أو التهاب البلعوم الأنفي، هو عدوى فيروسية شائعة تؤثر على الجهاز التنفسي العلوي، بما في ذلك الأنف والحنجرة. يتميز الزكام بأعراض مثل سيلان الأنف، احتقان الأنف، العطس، والتهاب الحلق. قد يترافق أيضاً مع أعراض أخرى مثل السعال وارتفاع طفيف في درجة الحرارة وألم في الجسم. عادةً ما يُعالج الزكام باستخدام الأدوية البسيطة والتدابير المنزلية، ويستمر عادةً لفترة قصيرة، حيث يتعافى معظم المرضى خلال أسبوع إلى عشرة أيام. على الرغم من بساطة الزكام في كثير من الأحيان، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات تتطلب انتباهاً خاصاً.

مضاعفات الزكام

من الممكن أن يتسبب الزكام بالعديد من المضاعفات، وفيما يلي بيان لأهمها:

1. التهاب الأذن الوسطى
يُعتبر التهاب الأذن الوسطى (بالإنجليزية: Otitis Media) إحدى المضاعفات التي قد تحدث نتيجة الإصابة بالزكام خاصة لدى الأطفال. يُعزى حدوث هذا الالتهاب إلى الاحتقان وتراكم السوائل بما تحتويه من بكتيريا وفيروسات في المنطقة خلف طبلة الأذن، مما يؤدي إلى الشعور بألم شديد في الأذن، وقد يصاحب حدوث هذا الالتهاب خروج إفرازات أنفية خضراء أو صفراء والإصابة بالحمّى. يمكن السيطرة على هذه الحالة عن طريق عدة إجراءات، مثل عمل كمادات دافئة للمصاب، استخدام قطرات الأذن التي تُصرف بوصفة طبية، تناول المسكنات مثل الباراسيتامول أو الآيبوبروفين، وأحياناً تناول المضادات الحيوية إذا وصفها الطبيب.

2. التهاب الجيوب الأنفية
قد تُهاجم فيروسات الزكام منطقة الجيوب الأنفية وتُسبب تضخمها، مما يؤدي لإنتاج المزيد من المخاط الذي يُعزّز نمو البكتيريا، وهو ما يعرف بالتهاب الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Sinusitis). تشمل أعراض هذا الالتهاب الصداع، الحمى، ألم في الأسنان، انسداد الأنف الشديد، السعال (خاصة في الليل)، انبعاث رائحة كريهة من الفم، ضعف حاستي التذوق والشم، ظهور مخاط سميك باللون الأصفر أو الأخضر، والشعور بألم أو ضغط في منطقة الجيوب الأنفية يزيد مع الانحناء.

3. التهاب الشعب الهوائية الحاد
يُعرف التهاب الشعب الهوائية الحاد (بالإنجليزية: Acute Bronchitis) بأنه التهاب وتهيج في الشعب الهوائية نتيجة عدوى بكتيرية أو فيروسية. تظهر الأعراض على هيئة سعال مصحوب بمخاط أصفر اللون، وقد تختفي الحالة من تلقاء نفسها، ولكن يجب مراجعة الطبيب إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوع أو إذا كان هناك ضيق في التنفس.

4. الالتهاب الرئوي
يُعد الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia) أحد المضاعفات الخطيرة للزكام، حيث تلتهب الحويصلات الهوائية في الرئتين وتُملأ بالسوائل. يحدث هذا الالتهاب غالباً نتيجة عدوى بكتيرية تتبع الإصابة بالزكام، وليس بسبب الفيروس نفسه. أعراض الالتهاب الرئوي تشمل الحمى، ألم الصدر، صعوبة التنفس، السعال، وفقدان الوزن غير المبرر. يتطلب ظهور هذه الأعراض مراجعة الطبيب فوراً.

5. نوبات الربو
يُعد الزكام محفزاً شائعاً لنوبات الربو، خاصة عند الأطفال. يعاني المصابون بالربو من استمرار أعراض الزكام لفترة أطول، وتظهر نوبات الربو على شكل أزيز أو ضيق في الصدر. بعض الحالات تتطلب مراجعة الطبيب فوراً، خاصة إذا كانت هناك صعوبة شديدة في التنفس أو أعراض تشير إلى التهاب رئوي.

6. تفاقم أعراض داء الانسداد الرئوي المزمن
يمكن أن يُفاقم الزكام أعراض داء الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Obstructive Pulmonary Disease)، بما في ذلك النفاخ الرئوي والتهاب الشعب الهوائية المزمن. قد يتطلب ذلك وصف المضادات الحيوية لعلاج العدوى البكتيرية المصاحبة.

7. التهاب القصيبات
التهاب القصيبات (بالإنجليزية: Bronchiolitis) هو عدوى شائعة، خاصة لدى الأطفال الصغار، وغالباً ما يكون السبب هو الفيروس التنفسي المخلوي. قد يتطلب الأمر التوجه إلى الطبيب فوراً إذا ظهرت أعراض خطيرة مثل التنفس الضحل، ازرقاق الجلد حول الشفاه والأظافر، وصعوبة في الأكل أو الشرب.

8. التهاب الحلق واللوزتين
يُعد التهاب الحلق واللوزتين من المضاعفات الشائعة للزكام، حيث يحدث التهاب في الحلق يجعل من عملية البلع مؤلمة وصعبة. غالباً ما يكون هذا الالتهاب ناتجاً عن عدوى فيروسية مرتبطة بالزكام، ولكن في بعض الحالات، يمكن أن يكون نتيجة لعدوى بكتيرية. قد يتطلب الأمر علاجاً باستخدام مسكنات الألم أو مضادات الالتهاب، وفي بعض الأحيان مضادات حيوية إذا كان السبب بكتيري.

9. الخانوق
يُعرف الخانوق (بالإنجليزية: Croup) بأنه حالة تصيب الأطفال بشكل أساسي، وقد تحدث كمضاعفة للإصابة بالزكام. تتميز هذه الحالة بسعال حاد يشبه النباح، بالإضافة إلى ظهور أعراض مثل الحمّى وبحة الصوت. في معظم الحالات، يمكن علاج الخانوق في المنزل باستخدام مسكنات الألم المتاحة بدون وصفة طبية. ومع ذلك، تتطلب بعض الحالات العناية الطبية الفورية إذا ظهرت أعراض خطيرة مثل صعوبة البلع، صعوبة التنفس، تهيج شديد، أو إذا وصلت درجة حرارة الجسم إلى 39.7 درجة مئوية أو أكثر. من العلامات المقلقة الأخرى التي تتطلب الانتباه، تغيّر لون الجلد حول الفم أو الأظافر إلى اللون الرمادي أو الأزرق، وارتفاع أصوات التنفس وزيادة شدتها عند الاستنشاق، وكذلك فرط سيلان اللعاب.


اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد