خطوات العلاج السلوكيّ المعرفيّ

mainThumb
العلاج السلوكيّ المعرفيّ

01-09-2024 08:45 PM

السوسنة- يُعتبر العلاج السلوكيّ المعرفيّ من الأساليب الفعّالة في معالجة العديد من الاضطرابات النفسية والعقلية. يستند هذا العلاج إلى خطوات منظمة تهدف إلى تغيير الأنماط الفكرية والسلوكية غير الصحية. 

خطوات العلاج السلوكيّ المعرفيّ

عادةً ما يشمل العلاج المعرفيّ السلوكيّ الخطوات الآتية:
1. تحديد المواقف التي يعاني المريض من مشاكل خلالها:
من الممكن أن تكون المشكلة هي حالة طبيّة يعاني منها المريض، أو طلاق، أو حزن، أو غضب، أو أن تكون المشكلة هي الأعراض التي يعاني منها المريض جرّاء الإصابة بمرض عقليّ. وفي هذه الخطوة يقوم المعالج النفسيّ مع المريض بتحديد المشاكل والأهداف التي على المريض التركيز عليها خلال المعالجة المعرفيّة السلوكيّة.

2. اكتساب المريض وعياً تجاه مشاعره وأفكاره ومعتقداته حول هذه المشاكل:
عندما يقوم الشخص بتحديد المشكلة التي يعاني منها، يساعد المعالج النفسيّ الشخص على مشاركة أفكاره الخاصّة تجاه المشكلة، وهذا يتضمن مراقبة الكلام الشخصيّ الذي يسرده المريض عن تجربة معينة، بالإضافة إلى مراقبة تفسيره للموقف ومعتقداته الخاصّة والشخصيّة عن نفسه وعن الآخرين وعن الأحداث. كما يمكن أن يقترح المعالج النفسيّ على المريض البدء بتسجيل الأفكار الخاصّة به على كرّاسة أو دفتر خاصّ.

3. تحديد الأفكار السلبيّة وغير الصحيحة:
حيث تساعد هذه الخطوة الشخص على تحديد طريقة التفكير والسلوك التي ربما قد تكون ساهمت في المشكلة. وهنا يحثّ المعالج النفسيّ الشخص على الانتباه إلى ردّات الفعل الجسديّة والعاطفيّة والسلوكيّة التي يتخذها في المواقف المختلفة التي قد يتعرّض لها.

4. إعادة تشكيل الأفكار الخاطئة السلبيّة:
يشجّع المعالج النفسيّ الشخص على سؤال نفسه عن الأساس الذي يبني عليه وجهة نظره؛ هل يبنيها على حقائق، أم يبنيها على تصوّرات غير صحيحة وغير دقيقة لما يجري. وتعدّ هذه الخطوة صعبةً في العلاج لدى المريض، فربما اعتاد المريض على التفكير منذ زمن طويل بطريقة ما حيال حياته ونفسه، ولكن مع التدريب والممارسة يصبح نمط السلوك والتفكير المفيد عادةً عند الشخص لا تتطلّب الكثير من الجهد.

أسباب استخدام العلاج السلوكيّ المعرفيّ

يتم استخدام العلاج السلوكيّ المعرفيّ لعلاج شريحة واسعة من الأمراض، ويتم تفضيل هذه الطريقة في العلاج لأنها طريقة منظّمة ويحتاج المريض خلالها إلى جلسات علاج أقل مقارنةً بباقي العلاجات النفسيّة. بالإضافة إلى أنّ هذه الطريقة في العلاج تساعد على تحديد ومعالجة تحدّيات بعينها، فعلى سبيل المثال يمكن أن يُستعمل العلاج السلوكيّ المعرفيّ في علاج التحدّيات العاطفية. يمكن لهذا العلاج أن يساعد على علاج أعراض الأمراض العقليّة ومنع الانتكاسة في ظهور هذه الأعراض، كما يفيد هذا العلاج في بعض الحالات التي يكون فيها العلاج بالأدوية ليس خياراً علاجيّاً مناسباً، بالإضافة إلى كون العلاج السلوكيّ المعرفيّ يساعد المرضى على تخطّي إصابتهم بالأمراض الطبيّة الأخرى وتعليمهم كيفية السيطرة على أعراض الأمراض المزمنة، ويساعد أيضاً في حالات الحزن والخسارة.

من الأمراض العقلية التي يمكن استخدام العلاج السلوكيّ المعرفيّ في علاجها:
- اضطرابات النوم.
- الاضطرابات الجنسيّة.
- الاكتئاب.
- اضطراب ثنائيّ القطب.
- اضطرابات الأكل.
- اضطرابات القلق.
- الرّهاب.
- اضطراب الوسواس القهري (Obsessive-compulsive disorder (OCD)).
- الفصام.
- اضطرابات تعاطي المخدرات.

مع العلم أنّه يمكن الاستفادة من العلاج المعرفيّ السلوكيّ بشكل أكبر عند استخدامه مع العلاجات الأخرى، كالأدوية المضادة للاكتئاب.

مدة العلاج السلوكيّ المعرفيّ

يُعدّ العلاج السلوكيّ المعرفيّ علاجاً قصير المدى، ويتم مناقشة عدد الجلسات التي يحتاجها الشخص مع المعالج النفسيّ. لكن عادة ما يحتاج الشخص من عشر جلسات إلى عشرين جلسة، ويعتمد ذلك على عدّة عوامل منها نوع الاضطراب أو المشكلة التي يعاني منها الشخص، وشدّة الأعراض، إلى جانب المدّة التي يعاني منها المريض من الأعراض أو من المشكلة. كما يؤثّر مدى التقدّم الذي يحرزه المريض في مدّة العلاج، إلى جانب مدى التوتّر الذي يمرّ به الشخص، ومدى الدعم الذي يتلقّاه من أفراد عائلته والأشخاص الآخرين من حوله.

نصائح للاستفادة من جلسات العلاج السلوكيّ المعرفيّ

لا شكّ في أنّ نسبة الاستفادة من العلاج السلوكيّ المعرفيّ ليست متساويةً للجميع، ومن أجل تحقيق أكبر استفادة منه يمكن أن يتّبع الشخص النصائح الآتية:
- مشاركة المريض الفعّالة في العلاج وفي صنع القرارات مع المعالج النفسيّ.
- انفتاح المريض وصدقه، حيث إنّ نجاح العلاج يعتمد بشكل كبير على رغبة المريض في مشاركة أفكاره ومشاعره دون الشّعور بالحرج، وأن يكون المريض منفتحاً على تقبّل رؤى وطرق جديدة لصنع الأشياء.
- الالتزام بالخطّة العلاجيّة، فعدم الالتزام بها قد يؤدّي إلى عرقلة تقدّم العلاج.
- عدم توقّع نتائج فوريّة، فالعمل مع الأمور العاطفيّة مثلاً قد يكون مؤلماً للشخص، حتّى إن الشخص ربّما سيشعر بسوء أكبر خلال الجلسات العلاجيّة الأولى، وذلك بسبب بدء مواجهة الصراعات الماضية والحاضرة التي يعاني منها الشخص، وقد يحتاج الشخص لعدّة جلسات قبل أن يشعر بالتحسّن.
- القيام بالواجبات التي يوكلها المعالج النفسيّ للمريض بين الجلسات العلاجيّة، لأن هذه الواجبات تساعد المريض على ممارسة ما تعلّمه خلال الجلسات.
- إذا لم يشعر المريض بأيّ تحسن بعد عدّة جلسات، لا بدّ من إخبار المعالج النفسيّ بذلك، حيث يمكن اتخاذ قرار مشترك بين المريض والمعالج بإجراء بعض التغييرات أو تغيير الخطّة العلاجيّة.


اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد