طرق الوقاية من مرض الدرن

mainThumb
مرض الدرن

01-09-2024 06:31 PM

السوسنة- مرض الدرن، المعروف أيضًا باسم السل (Tuberculosis)، هو مرض معدٍ تسببه بكتيريا تُسمى المتفطرة السلية (Mycobacterium tuberculosis). يؤثر الدرن بشكل رئيسي على الرئتين، لكنه يمكن أن يصيب أجزاء أخرى من الجسم مثل الكلى، العمود الفقري، والدماغ. ينتقل المرض من شخص إلى آخر عبر الهواء عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب بالدرن الرئوي النشط، مما يؤدي إلى انتشار البكتيريا في الهواء واستنشاقها من قبل الآخرين.

طرق الوقاية من مرض الدرن

يُعدّ مرض الدرن من الأمراض القابلة للعلاج ويمكن الوقاية منه كذلك، وتُوجد عدة طرق مهمّة تساهم في تقليل انتشاره حول العالم؛ ومنها: التقليل من مشكلة الفقر، وتقديم تغذية ذات جودة مقبولة، واستخدام العلاج الفوري أو المُستعجل عند الإصابة بالمرض، إضافةً إلى تلقي المطاعيم المُخصّصة لذلك، وتعتمد إجراءات الوقاية من الإصابة به على استخدام الأدوية العلاجية كإجراء وقائي في الحالات عالية الخطورة والمحافظة على معايير جيدة للحياة بالإضافة لتجنّب التواصل مع الأشخاص المصابين بالسّل النّشط.

وبالرغم من تنوّع الإجراءات العلاجية والوقائية لهذا المرض إلّا أنّه ما زال ضمن قائمة الأمراض التي قد تودي بحياة الأشخاص حول العالم. ويُمكن تحقيق الوقاية منه بتلقي اللقاح واتباع السُّبل التي تُمكن من الوقاية من العدوى إضافةً إلى طرقٍ أخرى، ويُمكن بيان ذلك بشيءٍ من التفصيل فيما يأتي:

لقاح الدرن

يُقدّم لقاح السّل المعروف أيضًا بلُقاح عُصية كالميت غيران (بالإنجليزيّة: The bacillus Calmette-Guérin vaccine) واختصارًا (BCG) كجزء من برامج التطعيم الوطنية الموجهة للأطفال في العديد من البلدان بهدف الوقاية من الإصابة بالسّل. ولا يُعطى هذا اللُقاح بشكلٍ روتيني للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 35 عامًا نظرًا لعدم وجود أدلّة تدعم فعاليّته في هذه الفئة العمرية. وعليه يُمكن القول إنّ لقاح السّل موجّه بصورةٍ أساسية للرضّع، والأطفال، والبالغين الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا ممّن هم أكثر عُرضةً للإصابة بهذا المرض. وفيما يأتي ذِكر لأبرز الفئات الأكثر عُرضة للإصابة بالسّل:

- الأطفال الذين يعيشون في مناطق يرتفع بها خطر الإصابة بالسّل.
- الأشخاص الذين لديهم أقارب يقطنون المناطق التي تُعاني من ارتفاع معدلات انتشار السّل فيها.
- الأشخاص الرّاغبون بالعيش أو العمل في المناطق التي ترتفع بها معدلات انتشار المرض لفترةٍ زمنية تتجاوز الثلاثة أشهر.
- الأشخاص العاملون في القطاع الصحي والذين لديهم اتصال مع العينات السريرية أو المرضى. ويجدُر بهؤلاء الأشخاص تلقي اللّقاح بغضّ النّظر عن العمر على أن يتحقق شرطان؛ أولهما عدم الحصول على اللقاح مسبقًا والثاني أنّ نتيجة اختبار مانتو (بالإنجليزية: Mantoux test) كانت سلبية عند إجرائهم له. ويُمكن التأكد من حصولهم المُسبق على المطعوم أم لا من خلال مراجعة الوثائق المُتعلقة بالمطاعيم التي حصلوا عليها أو من خلال التحقّق من وجود ندبة المطعوم.

الوقاية من التعرض لمرض الدرن

تنتقل البكتيريا المُسبّبة للسّل عن طريق استنشاق أو التعرّض لرذاذ شخصٍ مُصاب بالسّل النّشط؛ وقد ينتج الرذاذ عن السّعال أو العُطاس أو البصق. وقد تحدث العدوى بغضّ النّظر عن الكمية التي يحتويها الرذاذ من هذه البكتيريا. ومن الجدير ذكره أنّ العدوى تحدث من شخصٍ مُصاب بعدوى سلّ نشِطة ولا تحدث في حالات العدوى الكامنة كما تمّت الإشارة سابقًا. وعليه يجدُر بالأشخاص تجنّب التواصل أو قضاء فترة طويلة من الزّمن مع الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم الحالية بمرض السّل، خاصّة في حال السّفر إلى البلدان التي ينتشر فيها هذا المرض، مع الأخذ بالاعتبار ضرورة تجنّب الأماكن المغلقة والمزدحمة في هذه البلدان؛ كملاجىء المشردين والسجون والمرافق الصحيّة كالمستشفيات والعيادات.

نصائح للمصابين بالسل لوقاية غيرهم ولضمان شفائهم

فيما يتعلّق بمريض الدّرن النّشط فيتطلّب الأمر حصوله على العلاج لمدّة أسابيع عدّة حتّى يُصبح غيرَ ناقلٍ للعدوى. ويجدُر اتّباع الإجراءات التي تُمكّن من تقليل نقل العدوى للآخرين إلى أن يتعافي المصاب منه. ويُمكن بيان أبرز هذه الإرشادات والنّصائح فيما يأتي:

- تجنّب الذّهاب للمدرسة أو العمل والبقاء في المنزل، والنّوم بغرفة منفصلة، خاصّة خلال الأسابيع الأولى من تلقّي العلاج.
- فتح النوافذ إذا كان الطقس جيداً بهدف تهوية الغرفة؛ حيث إنّ بكتيريا الدّرن تنتقل بسهولةٍ أكبر في الأماكن الصغيرة المغلقة نظرًا لعدم تحرّك الهواء فيها.
- استخدام مناديل ورقية لتغطية الفم أثناء الضحك، أو العطاس، أو السعال، ويجب التخلّص منها مُباشرةً عن طريق وضعها في سلّة المهملات داخل كيس مُحكم الإغلاق.
- ارتداء الكمامات عند حضور الأشخاص الآخرين لتقليل خطر انتقال العدوى؛ خاصّة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من تلقّي العلاج.
- تجنّب دعوة النّاس للزيارة أو زيارتهم.
- غسل اليدين بعد العطس أو السّعال.

ويُعدّ تلقّي العلاج الصحيح أكثر الخطوات أهميةً لحماية الآخرين من داء السّل النّشط ومنع حدوث المُضاعفات لدى الشخص المُصاب بالسّل. إذ يجب على المريض تلقّي العلاج فورًا عند تشخيصه بالسّل، كما يجب الالتزام بمواعيد الطبيب وتناول الأدوية العلاجية كما وصفها الطبيب تماماً؛ بنفس الجرعات والمدّة، حيثُ إنّ الانقطاع المُبكر عن العلاج أو تفويت بعض جرعاته قد يزيد من احتمالية تطوير هذه البكتيريا لطفراتٍ تجعلها قادرةً على البقاء على قيد الحياة ومقاومة العقاقير القوية المستخدمة لعلاج المرض. وتتميّز السلالات الناتجة بأنّها مميتة وعلاجها يكون أكثر صعوبة. لذلك لا بُد من الالتزام بالأدوية الموصوفة حتّى في حالة الشعور بالتحسّن، وغالبًا ما يستمر استخدامها لفترةٍ زمنيةٍ تتراوح بين 6 أشهر إلى سنةٍ كاملة.

وكما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ نقل العدوى للآخرين قد يكون أمرًا ممكنًا أو مُحتملًا خلال الفترة الأولى من العلاج؛ خاصّة الأسبوعين الأولين، وبالرغم من أنّ احتمالية نقل العدوى للآخرين تقلّ أو تنعدم بعد إتمام أسبوعين من العلاج إلّا أنّه يجدُر بالمريض المواظبة على أخذ علاجه كما وصفه الطبيب. وبالإضافة إلى أهمية الالتزام بالدواء فيجب أيضاً اتباع نظام حياة صحي؛ يتمثل بأخذ قسطٍ كافٍ من الراحة، وتناول نظام غذائي صحي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية.

الحد من تحوّل عدوى الدرن الكامنة إلى نشطة

في الحقيقة، لا يتطوّر السّل النّشط لدى العديد من الأشخاص المُصابين بالحالة الكامنة. ويُعتبر الأشخاص ذوي الجهاز المناعي الضعيف هم أكثر عُرضةً لحدوث ذلك وتطوّر العدوى الكامنة إلى نشِطة. وتتضمّن هذه الفئات ما يأتي:

- الأطفال الصغار والرضّع.
- المُصابين بفيروس العوز المناعيّ البشريّ (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) واختصارًا (HIV)، أو مرض الإيدز المعروف بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (بالإنجليزية: Acquired immunodeficiency syndrome) واختصاراً (AIDS).
- الخاضعون للعلاج الكيميائي من مرضى السرطان.
- الأشخاص الذين يتناولون علاجاتٍ معينة لاضطرابات المناعة الذاتية؛ كمرض كرونز (بالإنجليزية: Crohn's disease) أو التهاب المفاصل الروماتيدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis).
- الأشخاص الذين خضعوا لجراحة زراعة الأعضاء.
- المُصابين بالأمراض المزمنة كالسكري ومرض الكلى.
- الأشخاص الذين أُصيبوا سابقًا بمرض السّل ولم يتمّ علاجهم بنحوٍ صحيح.

تجدر الإشارة إلى أهمية اتباع العلاجات التي يصِفها الأطباء في حال إصابة الشخص بعدوى السّل الكامنة وامتلاكه أحد عوامل الخطر التي تجعله أكثر عُرضةً لتحوّل العدوى لديه إلى نشِطة. ومن الجدير ذكره أنّ علاج حالة السّل الكامنة تتميّز بكونها أكثر سهولةً مُقارنةً بعلاج الحالات النشِطة نظرًا لوجود كميةٍ أقلّ من البكتيريا.

آقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد