ما لا تعرفه عن السعال الديكي

mainThumb
السعال الديكي

01-09-2024 05:59 PM

السوسنة- السعال الديكي هو عدوى تنفسية حادة تسببها بكتيريا تدعى Bordetella pertussis. تُعرف هذه الحالة أيضًا باسم “السعال الديكي” بسبب السعال الحاد والمميز الذي يسببه، والذي يتسم بمرحلة متكررة وشديدة من السعال يليها صوت مميز يشبه “الديك” عند استنشاق الهواء بسرعة.

العلاج بالمضادات الحيوية

يعتمد اختيار نوع المُضاد الحيوي الأنسب لحالة المريض على عدّة عوامل أهمّها؛ الآثار الجانبية المُحتملة، والتفاعلات الدوائية، ومقدرة الجسم على التحمّل، وسهولة الالتزام بالجرعات الموصوفة، وكلفة الدواء، ويُمكن بيان أبرز المُضادات الحيوية التي توصف في حالات السّعال الديكي على النّحو الآتي:

- الماكروليدات: (بالإنجليزية: Macrolides)، والتي تتضمن الأزيثروميسين (بالإنجليزيّة: Azithromycin)، والإريثروميسين (بالإنجليزيّة: Erythromycin)، والكلاريثروميسين (بالإنجليزية: Clarithromycin)، وذلك لعلاج السعال الديكي لدى جميع الأفراد من عمر الشهر فأكثر، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّه يُفضّل استخدام الأزيثروميسين لدى الرضّع الصغار جدًا لعلاج السّعال الديكي وتجنّب حدوث مضاعفاته، فاستنادًا إلى التوصيات فإنّ الفائدة المرجوّة من استخدام هذا النّوع من المُضادات تتجاوز الآثار الجانبية التي يُتوقّع حدوثها نتيجة استخدامه، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة مراقبة الآثار الجانبية التي يمكن أن تنتج عنها ومراجعة الطبيب حيال ذلك.

- ترايميثوبريم-سلفاميثوكسازول: (بالإنجليزية: Trimethoprim-Sulfamethoxazole) واختصارًا (TMP-SMZ)، فقد تُوصف كبديل عن الماكروليدات في حالات مُعينة؛ تحديدًا في حالات وجود موانع لاستعمال الماكروليدات، أو في حال عدم القدرة على تحمّلها، أو الأشخاص المُصابين بسُلالات بكتيريا مُقاومة للماكروليدات، مع الأخذ بعين الاعتبار تجنّب وصف دواء ترايميثوبريم-سلفاميثوكسازول للأطفال دون الشهرين من العمر، أو النّساء الحوامل أو المُرضعات.

العلاج الوقائي بالمضادات الحيوية

قد يصِف الطبيب المُضادات الحيويّة كعلاج وقائي في بعض الحالات؛ تحديدًا عند وجود اتصال مباشر وحثيث مع المُصابين بالسّعال الديكي لا سيّما أفراد الأسرة الواحدة، مع ضرورة التّأكد من عدم وجود موانع استخدام، وبشكلٍ عامّ يعتمد وصف العلاج الوقائي على عدّة عوامل؛ أهمّها مدى القدرة على نقل العدوى والمرض للآخرين، ودرجة التعرّض للعدوى، والمُضاعفات المحتملة عند التعرّض للسعال الديكي الشديد، وتجدر الإشارة إلى أنّ مراكز مكافحة الأمراض واتقائها تُوصي بشكل عامّ بإعطاء العلاج الوقائي لمن هم على اتصال مباشر مع المصاب بالسعال الديكيّ إذا كانوا من الفئات الحرجة؛ أي التي تكون عرضة لفرصة تطوير المضاعفات بصورة أكبر من أقرانهم، ومن هذه الفئات: الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن سنة واحدة، والنّساء في الثلث الثالث من الحمل، والعاملون في مجال الرعاية الصحية ممن هم على اتصال مباشر مع المصابين بالسعال الديكيّ، وتجدر الإشارة إلى أنّ أدوية المُضادات الحيويّة وجرعاتها الموصى بها كعلاج وقائي هي نفسها المُستخدمة للعلاج.

علاجات أخرى

قد تتطلّب بعض حالات السّعال الديكي الشديدة إدخال المريض إلى المستشفى؛ ويُعتبر ذلك أكثر شيوعًا لدى الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن ستة أشهر، ويتضمّن العلاج في المستشفى التأكد من حصول المصاب على الأكسجين بكميةٍ كافية، وإجراء شفط للمُخاط والإفرازات، وإعطاء السّوائل بالتنقيط عن طريق وصل أنبوب في يد أو ذراع المريض بما يُساهم في الحدّ من حدوث الجفاف، مع الحرص على عزل الطفل عن الآخرين في سبيل منع انتشار المرض والأخذ بعين الاعتبار ضرورة مراقبة علامات المضاعفات، وقد يتطلّب الأمر إخضاعه للتغذية الأنفيّة المعويّة، والتي تتمثل بإعطاء الطفل الغذاء باستخدام أنبوب يعبر من الأنف أو الفم إلى المعدة، في حين تستلزم بعض الحالات الشديدة إخضاع المريض للتهوية الميكانيكية (بالإنجليزية: Mechanical ventilation)؛ تحديدًا الحالات التي يُعاني فيها المريض من مُضاعفات مُعينة، مثل: انقطاع النَّفَس (بالإنجليزية: Apnea)، أو الفشل التنفسي (بالإنجليزية: Respiratory failure)، أو الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia).

إرشادات ونصائح

في الحقيقة فإنّه لا يُوصى باستخدام أدوية أخرى لعلاج الأعراض المصاحبة للسعال الديكي مثل؛ الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids)، وموسّعات الشعب الهوائية (بالإنجليزية: Bronchodilators)، ومضادات السّعال (بالإنجليزية: Antitussives)، ومضادات الهيستامين (بالإنجليزية: Antihistamines)؛ حيث إنّه لم يتم تقييم فعالية هذه الأدوية بشكلٍ كافٍ في علاج السعال الديكيّ، ويُمكن اتباع مجموعة من الإرشادات والنّصائح التي تُساهم في تخفيف أعراض السُّعال الديكي وتُقلّل من احتمالية انتقال العدوى للآخرين، وفيما يأتي بيان لأبرز هذه النّصائح والإرشادات:

- الحصول على الراحة: يحتاج المريض لفترات إضافية من الراحة، وبالتالي يُنصح بتوفير غرفة نوم هادئة ومظلمة لمساعدته على الاسترخاء والنوم بشكلٍ أفضل.

- الإكثار من شرب السوائل: يُنصح بتشجيع المريض على شرب كمياتٍ كبيرةٍ من السوائل، بما فيها الماء، والعصائر، والشوربات، وتناول الفاكهه؛ وذلك لتفادي الإصابة بالجفاف، لا سيّما لدى الأطفال، ومن أهمّ علامات الجفاف لدى الأطفال جفاف الفم والشفاه، والبكاء بدون دموع أو بدموع قليلة، والنّعاس، والتعب، والعطش، وانخفاض عدد مرات التبول أو تدني عدد الحفاضات المبلّلة، وضعف العضلات، والصداع، والدوخة أو خفة الرأس.

- تناول الطعام على فترات: إذ يُنصح بتناول وجبات طعام صغيرة بشكلٍ متكرّر خلال ساعات اليوم الواحد مع ترك فترات منطقية بين الوجبات؛ حيث يساعد ذلك على التقليل من التقيؤ بعد نوبات السعال.

- الحفاظ على نظافة الهواء: إذ يُنصح بالمحافظة على المنزل خالياً من المهيّجات التي تؤدي إلى حدوث نوبات السعال مثل؛ دخان التبغ، وأبخرة المواقد، والغبار، والأبخرة الكيميائية، بما يُمكّن من الحفاظ على هواء المنزل نظيفًا، بالإضافة إلى إمكانية الاستعانة بأجهزة ترطيب التي تساعد على التخفيف من السّعال وكثافة المُخاط.

- تناول الدواء بشكل صحيح: يجب التقيّد بتعليمات الطبيب بدقّة فيما يخصّ تناول المضادات الحيوية وذلك حسب المواعيد المحدّدة.

- الحدّ من انتشار المرض: يجب التعامل مع مرض السعال الديكي بحذر للحدّ من نقل المرض للآخرين، ويُساعد على ذلك تغطية الفم عند السّعال، وغسل اليدين عدّة مرات خلال اليوم بشكل جيّد، والحفاظ على نظافة الأسطح، بالإضافة إلى ضرورة ارتداء الكمّامة أو قناع الوجه عند المكوث بجوار الآخرين.

دواعي زيارة الطبيب

بشكلٍ عامّ تُعتبر الإصابة بالسّعال الديكي إحدى الحالات التي تستوجب زيارة الطبيب، إذ يجب علاجها تحت إشراف الطبيب؛ باتباع توصياته والعلاجات التي يصِفُها، وعند بيان دواعي زيارة الطبيب في حالات السعال الديكي يجدُر توضيحها على النّحو الآتي:

1.الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب أو الاتصال به

ويُمكن بيانُها فيما يأتي:
- الاشتباه بإصابة الفرد أو أحد أفراد عائلته بالسعال الديكي.
- تعرّض الطفل لمريض مصاب بالسعال الديكي، بغضّ النّظر عمّا إذا كان الطّفل قد خَضَع للقاح الخاصّ بالسّعال الديكي أم لا.
- معاناة الطفل من ارتفاع درجة حرارة الجسم غير القابلة للانخفاض بالرغم من استخدام الأدوية الخافضة للحرارة التي لا تستلزم وصفة طبيّة لصرفها.
- تقيؤ الطفل بشكلٍ مستمر.

2.الحالات التي تستدعي طلب الرعاية الطبية الفورية

إذ يحتاج المريض في بعض الأحيان إلى الرعاية الطبيّة المتخصّصة بما يستوجب طلب المساعدة الطبيّة الطارئة والتوجه إلى قسم الطوارئ في المستشفى فورًا، ويُمكن بيان أبرز هذه الحالات فيما يأتي:

- توقف الطفل عن التنفس: ويجب الاتصال بالطوارئ على الفور بالإضافة إلى البدء بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي (بالإنجليزية: Cardiopulmonary resuscitation).

- تغيّر لون بشرة الطفل إلى الأزرق خلال نوبات السعال.

- ظهور علامات الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسيّة (بالإنجليزية: Acute Respiratory Distress Syndrome) وأهمّها؛ التنفس السريع إضافةً إلى تغيّر لون البشرة إلى الأزرق.

- ظهور علامات الإصابة بالجفاف لدى المريض؛ بما في ذلك فقدان الوزن، وجفاف الأغشية المُخاطية، وانخفاض كميات البول التي تخرج من الجسم.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد