بلينكن يتناسى مأساة غزة

mainThumb

01-09-2024 03:42 PM

"وتحث الولايات المتحدة الحكومات في كل مكان على وضع حد لهذه الممارسة، ومحاسبة مرتكبيها، واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع" .
هذا ما انتهى اليه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيانه الصحفي، بمناسبة اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري؛ ذلك انه خاطب المجتمع الدولي، مؤكدا باسم الولايات المتحدة الأمريكية(..)

تقف، إلى جانب جميع ضحايا جريمة الاختفاء القسري، وندعو أولئك الذين يرتكبون هذه الجريمة إلى التوقف فوراً عن ممارستها وإعادة الضحايا إلى أسرهم.
*كيف أراد نسيان مأساة غزة بين الاختفاء القسري وحرب الإبادة الجماعية؟
في الرد على هذا السؤال، نعود للتذكير، أن الحرب العدوانية الإسرائيلية الإرهابية على قطاع غزة وكل فلسطين المحتلة، لم تبدأ مع معركة طوفان الأقصى أو مع تاريخ السابع من أكتوبر، تشرين الأول الماضي، بل تعود قضايا الاختفاء القسري للفلسطينيين من الضفة الغربية او قطاع غزة ورفح، والقدس، إلى بدايات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهناك عديد الملفات والوثائق الأممية والدولية والعربية الفلسطينية، التي وثقت حالات الاختفاء القسري التي ما زالت آثارها مأساوية وقاتلة، ودون تحقيقات أو متابعات أممية أو دولية، وحتى في المستويات الفلسطينية التي عانت من تسويف هذه القضايا والحالات الإنسانية الخطيرة.

*بيان بلينكين ركز حرفيا:
*اولا:
إن الاختفاء القسري يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان يلحق صدمة الاحتجاز أو الاختفاء غير المحدد بضحاياه، الذين كثيراً ما يتم استهدافهم بسبب معارضتهم أو دفاعهم عن حقوق الإنسان والديمقراطية.
*ثانيا:
كما تعاني أسر المختفين قسراً بشكل كبير، حيث لا تعرف مكان أحبائها، أو ما إذا كانوا على قيد الحياة أم أمواتاً. إن الألم الذي يلحقه الاختفاء القسري بالضحايا وأسرهم لا يمكن تصوره.
*ثالثا:

إننا نتذكر اليوم ضحايا هذه الممارسة في مختلف أنحاء العالم ــ بما في ذلك في:
1.: جمهورية الصين الشعبية، حيث يتم استهداف أعضاء الأقليات الدينية والعرقية والمحامين والناشطين وغيرهم.
2.:
في الأجزاء التي تحتلها روسيا من أوكرانيا، حيث اختفى الآلاف من المدنيين أو احتجزتهم السلطات الروسية بمعزل عن العالم الخارجي، في ظل عدم معرفة مكان وجودهم وسلامتهم.
3.:
في سوريا، حيث لا يزال أكثر من 110 آلاف شخص مختفين قسراً أو محتجزين تعسفياً، بما في ذلك آلاف الأطفال والنساء.
.. إلى هنا ينتهي بيان بلينكن، الذي يمثل الادارة الأميركية، متجاهل، اهم حالات الاختفاء القسري في عديد الدول، لعل أبرزها ما يتم بشكل متواصل في غزة، والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل.

*سرقة وخطف أطفال غزة !

وصلني، تحقيق خاص، حصلت "الدستور " على نسخة منه :
يسرد هذا التحقيق، سرقة وخطف أطفال غزة !

ويضع العمل، سردية إنسانية من سرديات الحرب على غزة:
‏أين هي الطفلة "ضحى" ابنة طلعت، البالغة من العمر 8 سنوات، والتي تم خطفها من قبل الجيش الإسرائيلي بالقرب من معبر رفح في أواخر شهر يوليو الماضي؟

في 30/8،
وتبدأ التفاصيل بالقول:
اكتشفنا منشورًا على إنستغرام من قبل جندي تابع لكتيبة 432 للواء جيفعاتي يدعى إيدو زاهار. إحدى صوره كانت تحتوي على صورة له مع فتاة صغيرة في غزة دون ظهور أي من أفراد عائلتها. بعد فترة قصيرة حذف المنشور و جعل حسابه خاص، قمنا بالتحقيق في تفاصيل الحادث.
*شهادة الجندي ايدو..!

‏لم نتمكن من التحقق بشكل مستقل من هوية الفتاة في منشور الجندي، ونعتمد على شهادة الجندي والتفاصيل التي قدمها لتحديد هويتها. الاسم: ضحى و اسم اباها طلعت، فتاة تبلغ من العمر 8 سنوات أخذها الجيش الإسرائيلي بالقرب من معبر رفح في أواخر يوليو. قام بعض الزملاء الطلب من جيش الاحتلال التعليق عن الحادثة وللسؤال عن ما حدث لضحى. صرح الجيش أنهم سينظرون الى ما حدث.

وفي السردية المؤلمة:
‏تواصلنا مع الجندي ايدو بطلب إجراء مقابلة لكنه لم يرغب في نشر القصة. قال لنا: "لا قصة. لا وجه. لا شيء. يرجى حذف هذا تمامًا من كل مكان."

ولعل وصف الحال، يعود إلى حالة الاختفاء القسري، فيلفت التحقيق:
‏ذكرت التقارير من غزة أن مئات الأطفال مفقودون منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر. في 31 ديسمبر، بثت إذاعة الجيش الإسرائيلي مقابلة مع شهار مندلسون، صديق النقيب الإسرائيلي هاريل إيتاه الذي قتل في المعارك في غزة. ذكر مندلسون أن إيتاه "كان لديه قلب طيب" وأنه أنقذ ذات مرة طفلة تبكي في غزة أخذها إلى إسرائيل. تم حذف التغريدة لاحقًا من قبل إذاعة الجيش الإسرائيلي.

عمليا :‏تمت تغطية القصة في أكبر صحيفة في إسرائيل، يديعوت أحرونوت. في ذلك الوقت، و دعت وزارة الخارجية الفلسطينية على اثرها إلى تحقيق فوري، مشيرة إلى أن الحادثة قد تشكل جريمة حرب خطيرة.

‏بعد يومين، رفض المتحدث العسكري الادعاءات، قائلاً إن المزاعم حول جندي إسرائيلي اختطف فتاة صغيرة لا أساس لها دون ابداء المزيد من التفاصيل. ومع ذلك، أفاد تقرير صادر عن منظمة "أنقذوا الأطفال"، بعنوان "الأطفال المفقودون في غزة"، بأن آلاف الأطفال مفقودون في غزة، بما في ذلك ما تصفه المنظمة بـ"المحتجزين، المفقودين، أو المختطفين". في بيان صحفي من شهر مايو المنصرم ، أفاد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بوجود حالات عديدة لنساء وفتيات من غزة تم اختفاؤهن قسريًا على يد الجيش الإسرائيلي في القطاع

‏حصلنا على شهادة من جندي من الكتيبة 432، الذي كان متورطًا بشكل مباشر عن الحادثة، وطلب عدم الكشف عن هويته. روى الجندي "ع" أنه شارك في عملية بالقرب من معبر رفح في أواخر يوليو.

‏كان الجيش يقوم بمداهمات للمنازل عندما ظهر رجل مسن وفتاة صغيرة، عرفت عن نفسها أنها دوحة ابنة طلعت البالغة من العمر 8 سنوات، من أحد المنازل و هم مستسلمين و رافعين أيديهم الى الجيش.

‏ادعى الجندي أن الرجل المسن من تلقاء نفسه عرض على الجنود إظهار مداخل الأنفاق في المنطقة بالقرب من المعبر. صرح "ع" بأنه فصل الفتاة عن قريبها المسن لأسباب "أمنية"، قائلًا إنه كان هناك قلق من أن تكون الأنفاق مفخخة. ومع ذلك، يبدو التبرير ملفقاً، نظرًا لأنه قال إن الرجل المسن نفسه عرض عليهم إظهار مداخل الأنفاق مما كان سيعرضه للخطر.

*تناقضات مثيرة.

‏كشفت الشهادة عن تناقضات مثيرة للاهتمام. وفقًا للجنود المشاركين، الرجل المسن الذي كان من المفترض أن يعرض من تلقاء نفسه إظهار مداخل الأنفاق، أظهر لهم فتحات الصرف الصحي في المنطقة. وادعى الجندي أن الشاباك اتهمه لاحقًا بالانتماء إلى حماس ونقل معلومات عن مواقع و عمليات الجيش. وهو اتهام مثير للجدل يبدو غير مبرر ومتعارض، خاصةً بالنظر إلى أن الرجل قال وفقاً لمزاعم الجندي في البداية إنه تطوع لذلك

‏"لم أكن هناك بعد الآن، لأنني كنت أراقب الفتاة، ولكن مما فهمته، تبين أنه كان مدخلًا لمجاري الصرف الصحي الذي أخذهم إليه. بعد التحقق من قبل الشاباك، تم الكشف عن أن الرجل كان مرتبطًا بحماس وكان يراقبنا لنقل المعلومات عن أماكن عملياتنا حتى يتمكنوا من مهاجمتنا." قال الجندي.

‏يثير هذا الادعاء الشكوك حول ما إذا كان الرجل فعلاً يعرض المساعدة، وهو ما يبدو غير معقول ليتم اتهامه بأنه حماس واعتقاله، و الأغلب أنه كان يُستخدم كدرع بشري، كما وثقت حالات مشابهة في تقارير صحيفة لهآرتس ولقناة الجزيرة.

‏وقع الحادث في أواخر يوليو بالقرب من معبر رفح، وهي منطقة لا يزال الجيش الإسرائيلي يعمل فيها حتى اليوم.

‏قال الجندي إنه بعد قضائه وقتًا مع ضحى، البالغة من العمر 8 سنوات، سلم هو وزملاؤه الفتاة إلى جنود آخرين. "لا أعرف ماذا حدث لها، تركتهم في مرحلة ما. هي تبلغ من العمر 8 سنوات من رفح". تُركت دون أي أفراد من عائلتها، ولا يعرف أين أخذها الجنود الآخرون.

يثير هذا التحقيق، ضرورة أممية، إذ يقول:‏نعتقد أنه من المصلحة العامة معرفة مكان وأمن هذه الفتاة الفلسطينية. ندعو أي جهات ذات صلة لتقديم مزيد من المعلومات حول الفتاة المفقودة بناءً على التفاصيل المتاحة.
بيانات الإدارة الأميركية، ليست مجرد تذكير عالمي بالمعاناة المستمرة التي تواجهها العديد من العائلات والأفراد في مختلف أنحاء العالم، بقدر ما فيها من ابتعاد عن خصوصية الحرب العدوانية الإسرائيلية المستعرة على غزة ورفح، وحاليا اقتحام جبهة حرب مدمرة في الضفة الغربية والقدس.

ورغم محدودية البيان مقيمة سياسية، إلا أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تعند تهنيش الوضع في فلسطين المحتلة، وهذا من الدبلوماسية الدولية، فلتسليط الضوء على المسؤوليات الملقاة على عاتق المجتمع الدولي لحماية حقوق الأفراد وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات وبينما تعاني شعوب مختلفة في جميع القارات، يبرز المصير المأساوي للمعتقلين الفلسطينيين، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الأردنية، قال ان الشعب الفلسطيني : يواجه عدد منهم نهايات غامضة، تاركين خلفهم عائلات تبحث عن الحقيقة والأمل.

ونشرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان تقريراً الشهر الماضي يتناول موضوع الاحتجاز التعسفي والمطول، حيث يعاني آلاف الفلسطينيين من منع الاتصال من قبل السلطات الإسرائيلية منذ تشرين الأول الماضي ويغطي التقرير الادعاءات بممارسة التعذيب وأشكال المعاملة القاسية وغير الإنسانية والمهينة.

وأفاد التقرير بأنه منذ 7 تشرين الأول الماضي، تم نقل آلاف الفلسطينيين من غزة إلى إسرائيل، بما في ذلك أفراد من الطواقم الطبية ومرضى وسكان فارون من النزاع ومقاتلين معتقلين، وكانوا مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين في معظم الحالات. كما تم اعتقال آلاف آخرين في الضفة الغربية وإسرائيل، وعادة ما تم احتجازهم سراً دون إطلاعهم على أسباب احتجازهم أو السماح لهم بالاتصال بمحامٍ أو الحصول على مراجعة قضائية فعالة.

وفي هذا السياق، كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، ركزت إلى أن الاختفاء القسري أصبح مشكلة عالمية، وليس محصورًا في منطقة معينة، حيث اختفى مئات الآلاف أثناء النزاعات أو فترات الاضطهاد في ما لا يقل عن 85 بلداً.

*أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس.

عبدالله كنعان، أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس، قال، ضمن تقرير "بترا" إن "الاختفاء القسري هو وسيلة احتلالية مروعة تستخدمها إسرائيل للضغط النفسي على الفلسطينيين، وهي جريمة إنسانية مروعة ترتبط بمجموعة واسعة من الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي."

كنعان، ذكر المجتمع الدولي بالقول:"تعتبر الجمعية العامة 30 آب يومًا دوليًا لضحايا الاختفاء القسري، ورغم توقيع الدول على الاتفاقية الدولية لحماية الأشخاص من الاختفاء القسري، إلا أن هناك انتهاكات مستمرة، خاصة في سياق الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين."

وأشار إلى أنه وفقاً لأرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، هناك أكثر من 15 ألف معتقل فلسطيني في الضفة الغربية وغزة منذ 7 تشرين الأول فقط، مع وجود آلاف آخرين لا يُعرف مصيرهم، مما يرتبط بقوانين الابرتهايد المطبقة في المعتقلات.

*حالات اختطاف قسري، تتم يوميا.

ما بين بيان الخارجية الأمريكية، وصورة العالم من الحرب على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، هناك بون شاسع له أهدافه، التي لا يمكن تجاوزه، هنا ل يقول د. عايض الشنون أستاذ القانون، أن : ارتباط قضايا الاختفاء القسري في الضفة الغربية وغزة بانتهاكات حقوق الإنسان الأوسع في المناطق المحتلة، مما يعمق من أزمة حقوق الإنسان.

ووفقاً لما نقل عنه في تقرير "يؤدي الاختفاء القسري إلى تمزق النسيج الاجتماعي ويترك آثار نفسية عميقة على الأسر والمجتمعات، مما يزيد من التوترات والعنف."

ونحن ما زلنا، نشهد، في قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، حالات اختطاف قسري، تتم يوميا، وهي تتشارك في مأساة الأوضاع الأمنية والإنسانية، التي سجلت حالات إبادة جماعية يقودها السفاح نتنياهو وحكومة التطرف التوراتية الإسرائيلية النازية، وهي واقع يشهد عليه المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، بصمت مريب.

"الدستور المصرية"

 

 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد