ماهر وكرم إسماعيل: الأب والابن سفراء للكرة الأردنية في قطر

mainThumb

31-08-2024 04:51 PM

خالد طوالبة، لقاء خاص لــ"السّوسنة"


في قلب العاصمة الأردنية عمان، حيث الأزقة تحكي قصصاً عن البدايات البسيطة التي تفضي إلى العظمة، بدأت حكاية ملهمة بين أب وابنه. ماهر إسماعيل، المدافع الصلب الذي لم تنحنِ عزيمته، وابنه كرم، الشاب الطموح الساعي للسير على خطى أبيه، اجتمعا في طريق واحد يقودهما اليوم إلى نادي الشيحانية القطري. هناك، يقف ماهر مدربًا للفريق، بينما يثبت كرم نفسه كلاعب واعد، في قصة تجمع بين الماضي والحاضر في عالم كرة القدم.


من شوارع عمان إلى مجد الأندية الخليجية


بدأ ماهر إسماعيل مسيرته الكروية في نادي البقعة الأردني عام 1987، حيث تميز بقدراته الدفاعية الصلبة. بعد أن أمضى 17 عامًا مع النادي، أصبح ماهر أحد أساطير الفريق، حيث لم يكن خصماً سهلاً لأي مهاجم. يتذكر ماهر: "كرة القدم كانت كل شيء بالنسبة لي. كانت الطريقة التي أعبر بها عن نفسي، وكانت مصدر فخري وسعادتي."

لم تقتصر إنجازات ماهر على الملاعب الأردنية فقط، بل حمل حقائبه وانطلق إلى تجارب احترافية في الإمارات وسلطنة عمان واليمن، حيث تألق وأثبت جدارته. ولكن محطته الأبرز كانت في السعودية، حيث انضم إلى نادي الباطن. هناك، دخل التاريخ بإحرازه أسرع هدف في تاريخ الكرة السعودية، عندما سجل هدفًا بعد مرور 7 ثوانٍ فقط من بدء المباراة. يقول ماهر: "ذلك الهدف كان لحظة لا تُنسى في مسيرتي. شعرت وكأنني أثبت نفسي في عالم جديد."

عندما حان وقت تعليق الحذاء في عام 2011، لم يكن هذا القرار نهاية لعشقه لكرة القدم، بل بداية لفصل جديد، فقرر ماهر التوجه إلى التدريب، حيث قاد عدة فرق في الأردن واليمن. ولكنه لم يكتفِ بذلك، بل انطلق إلى قطر لتدريب الفئات السنية في نادي الشيحانية، حيث نجح في تطوير العديد من اللاعبين الشباب. "تدريب الفئات السنية كان تحديًا مختلفًا بالنسبة لي. كنت أرغب في أن أكون جزءًا من بناء المستقبل، وليس فقط الاستمتاع بإنجازات الماضي."

كرم إسماعيل: الابن الذي ورث العزيمة والسعي للنجاح

نشأ كرم إسماعيل في بيئة مليئة بالشغف لكرة القدم، مستلهمًا من والده المثابرة والالتزام. بدأ كرم مسيرته في نادي البقعة، ولكنه سرعان ما انتقل مع عائلته إلى قطر، حيث انضم إلى فرق الناشئين في النادي العربي ثم نادي السد، حيث أظهر مهارات عالية وإمكانات واعدة.

يقول كرم: "لقد تعلمت الكثير من والدي، ليس فقط في كيفية اللعب، ولكن في كيفية التفكير كلاعب محترف. كان دائمًا يقول لي إن النجاح يبدأ من العقل قبل القدم." اليوم، يلعب كرم في صفوف نادي الشيحانية، حيث يواصل سعيه لتحقيق أحلامه. 


الأب والابن: وحدة الهدف ورؤية المستقبل

ماهر وكرم إسماعيل ليسا مجرد أب وابن، بل هما فريق متكامل يسعى لتحقيق رؤية واحدة. في نادي الشيحانية القطري، حيث يجتمع الاثنان الآن، يعمل ماهر كمدرب للفئات السنية، بينما يسعى كرم لتقديم أفضل ما لديه كلاعب شاب. يقول ماهر: "أريد أن أرى كرم يحقق ما لم أتمكن من تحقيقه. هو يحمل الراية الآن، وأنا هنا لأدعمه."

أما كرم، فيقول: "أشعر بفخر كبير عندما أرى والدي يحقق النجاحات المتتالية. إنه أفضل مدرب، وأريد أن أجعل اسمه فخرًا لنا وللأردن."

بينما يواصلان مشوارهما في قطر، يبقى حلمهما حيًا: أن يرفع اسم الأردن عاليًا، وأن يثبتا أن العزيمة والإرادة يمكن أن تصنع المستحيل. قصة ماهر وكرم إسماعيل هي تجسيد لقوة الروابط الأسرية وكيف يمكن أن تكون حافزًا لتحقيق العظمة، إنها قصة عن التفاني، عن الحلم الذي لا يموت، وعن الطريق الذي لا يزال مفتوحًا أمامهما لتحقيق المزيد.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد