أعراض ومضاعفات حمى البحر الأبيض المتوسط

mainThumb
حمى البحر الأبيض المتوسط

30-08-2024 09:53 PM

السوسنة- حمى البحر الأبيض المتوسط هي حالة التهابية ذاتية تحدث نتيجة طفرات جينية وتؤدي إلى نوبات من الألم والالتهاب. تظهر أعراض هذه الحالة غالبًا في مرحلة الطفولة وتستمر طوال حياة الشخص المصاب. وفيما يلي استعراض للأعراض المرتبطة بهذه الحالة، بالإضافة إلى أسبابها، والمضاعفات المحتملة، وأبرز العلاجات المتاحة.

أعراض حمى البحر المتوسط

عادة ما تبدأ أعراض وعلامات حمى البحر المتوسط بالظهور خلال مرحلة الطفولة على شكل نوبات تتراوح مدتها ما بين يوم إلى ثلاثة أيام، وقد تستمر بعض الأعراض مثل أعراض التهاب المفاصل لفترات أطول تتراوح ما بين عدة أسابيع وبضعة أشهر. وغالبًا ما يمر المصاب بفترات من الراحة تكون خالية من الأعراض بين كل نوبة وأخرى، وتختلف مدة فترات الراحة بين الحالات؛ فمن الممكن أن تكون عدة أيام، أو عدة سنوات في حالات أخرى. وفيما يلي بيان لأهم الأعراض والعلامات المصاحبة لحمى البحر المتوسط:
- الحمى.
- الشعور بألم في البطن.
- ألم الصدر.
- ألم وانتفاخ في المفاصل.
- ظهور طفح جلدي أحمر اللون على الساقين، خصوصاً أسفل الركب.
- المعاناة من آلام عضلية.
- انتفاخ وألم في كيس الصفن.

أسباب حمى البحر المتوسط

بعكس الاضطرابات المناعية الذاتية التي تتمثل بمهاجمة جهاز المناعة خلايا الجسم، فإنّ حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية تُعدّ اضطرابًا التهابيًا ذاتيًا؛ أي أنّ جهاز المناعة الداخلي لا يستطيع القيام بوظائفه كما يجب. وعادة ما تُسبب هذه الاضطرابات الالتهابية الذاتية ردات فعل التهابية في الجسم دون مبرر أو سبب، وذلك نتيجة وجود طفرات جينية في الغالب. ويُسمّى الجين المسؤول عن الإصابة بحمى البحر الأبيض المتوسط العائلية بجين MEFV؛ يكون الأب والأم حاملين لنسخ غير طبيعية من الجين ويورّثانها إلى الطفل المصاب كما بيّنا.

بشكل عام، تؤثّر الطفرة الجينية MEFV في الكروموسوم رقم 16 الموجود في المادة الوراثية أو الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين، والمسؤولة عن إنتاج بروتين البايرين الذي يُوجد في بعض أنواع خلايا الدم البيضاء المناعية. تكمن أهميته في السيطرة على استجابة جهاز المناعة والتحكم بالالتهاب. وتجدر الإشارة إلى أنّ العديد من العوامل قد تُسبب تحفيز ظهور نوبات حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية، مثل: الإصابة بالعدوى، والإصابات الجسدية، والتمارين الشاقة، والدورة الشهرية، والتوتر النفسي.

مضاعفات حمى البحر المتوسط

من الممكن أن تؤدي حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية إلى حدوث العديد من المضاعفات في حال عدم تقديم العلاج المناسب للمصاب، وفيما يأتي بيان أهم هذه المضاعفات:
- المتلازمة الكلوية: تحدث المتلازمة الكلوية نتيجة حدوث اضطرابات في الكبيبات الكلوية المسؤولة عن عملية الفلترة في الكليتين، مما قد يُسبب بعض الحالات الصحية، مثل فقدان البروتين عن طريق البول، وتخثّر الوريد الكلوي، والفشل الكلوي.
- العقم: قد تؤدي حمى البحر الأبيض المتوسط إلى العقم عند النساء نتيجة تأثير الالتهاب المصاحب لها في الأعضاء التناسلية.
- التهاب المفاصل: عادة ما تظهر آلام المفاصل بشكل شائع نتيجة التهاب المفاصل المصاحب لحمى البحر الأبيض المتوسط العائلية في مفاصل الركبتين، والكاحلين، والوركين، والمرفقين.
- الداء النشواني: يحدث هذا الداء نتيجة إفراز نخاع العظم نوعًا من البروتينات غير الطبيعية، يُعرف ببروتين أميلويد أ، وذلك بسبب التعرض لنوبات حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية. وقد يُسبب هذا الفرط في إفراز بروتين الأميلويد إلى تراكمه في مختلف أعضاء وأنسجة الجسم، مثل الكلى، والقلب، والكبد، والطحال، والجهاز العصبي، والقناة الهضمية، مما يؤدي إلى احتمالية تعرض هذه الأعضاء للفشل.

علاج حمى البحر المتوسط

في الحقيقة، لا يوجد علاج محدد للشفاء التام من حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية، إلا أنّ العلاجات الدوائية المتوفرة تُساعد على الوقاية من والسيطرة على الأعراض والعلامات المصاحبة لحمى البحر الأبيض المتوسط العائلية. وفيما يلي بيان لبعض العلاجات المستخدمة:
- الكولشيسين: عادة ما يقوم علاج حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية على تناول دواء الكولشيسين مرة أو مرتين يوميًا عن طريق الفم؛ للتخفيف من الالتهاب ونوبات الحمى. وتجدر الإشارة إلى أنّ ظهور النوبات لا يستدعي زيادة الجرعة؛ إذ إنّ الكولشيسين يقي من حدوث النوبات، إلا أنّ تأثيره لا يشمل التخفيف من حدة النوبة عند بدئها. وقد يؤدي تناول الكولشيسين إلى ظهور بعض الأعراض الجانبية، مثل الانتفاخ، وألم البطن، والإسهال. وفي حال ظهورها يمكن خفض جرعة الدواء، ثم زيادتها تدريجيًا تبعًا لتحمل المصاب للأعراض. كما وقد يُساعد الحد من تناول منتجات الألبان والحليب على التخفيف من الآثار الجانبية للكولشيسين.

-أدوية للوقاية من الالتهاب: وهي أدوية تُثبط عمل بروتين الإنترلوكين-1 الذي يلعب دورًا أساسيًا في عملية الالتهاب. ومن الأمثلة على هذه الأدوية: كاناكينوماب، ورينولاسيبت، والأناكينرا. وعادة ما يُنصح بأخذ هذه الأدوية عند عدم استجابة المصاب للكولشيسين أو في حال عدم تحمل تأثيراته.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد