طرق إعطاء العلاج الكيماوي الأكثر شيوعاً

mainThumb
العلاج الكيماوي

30-08-2024 09:48 PM

السوسنة- يُعدُّ إعطاء العلاج الكيماوي مباشرة إلى مجرى الدم عبر الوريد عن طريق الحقن أو فمويّاً على شكل حبوب أو كبسولات من أكثر طرق إعطاء العلاج الكيماوي شيوعاً.

العلاج الكيماوي عن طريق الوريد

تُعطى معظم أدوية العلاج الكيماوي عن طريق الوريد باستخدام إبرة رفيعة أو أنبوب صغير يُحقن في اليد أو أسفل الذراع في بداية كلِّ جلسة علاج، وبالتالي يسمح ذلك للدواء بالدخول مباشرة إلى الدورة الدمويَّة لينتقل إلى مكان الورم أو إلى أيَّة خلايا سرطانيَّة انتشرت من الورم إلى أماكن أخرى من الجسم. ومن الجدير بالذكر أنَّه توجد عدَّة أنواع لتلك الإبر أو الأنابيب المستخدمة في حقن العلاج الكيماوي. يمكن إعطاؤه من خلال القسطر العادي أو القسطر البوابي، ويجدر التنبيه إلى أهميَّة مراقبة علامات العدوى حول مكان حقن القسطر، بغضِّ النظر عن نوع القسطر المستخدم.

فيما يأتي توضيح لأنواع القسطر المستخدمة بالتفصيل:

القسطر العادي: (بالإنجليزية: Catheter) وهو أنبوب ناعم ورفيع له العديد من الاستخدامات، مثل سحب الدم أو إعطاء أدوية أخرى بالإضافة إلى إعطاء العلاج الكيماوي. يوضع أحد طرفيه في وريد كبير غالباً في منطقة الصدر مع بقاء الطرف الآخر خارج الجسم، ويبقى القسطر في مكانه إلى حين انتهاء جلسة العلاج.

القسطر البوابي: (بالإنجليزية: Port) وهو عبارة عن قرص دائري صغير يوضع تحت الجلد أثناء إجراء عمليَّات جراحيَّة بسيطة، ويوصل بوريد كبير وغالباً ما يكون أيضاً في منطقة الصدر. يمكن وضع إبرة لحقن العلاج الكيماوي أو سحب الدم من خلاله. يبقى هذا القرص في مكانه لحين الانتهاء، أما بالنسبة للإبرة التي توضع به فيمكن إبقاؤها في مكانها في حال كان العلاج الكيماوي يحتاج لمدَّة تزيد عن يوم.

وبهدف التحكُّم بسرعة تدفُّق الدواء عبر القسطر أو القسطر البوابي، قد يوصلهما الطبيب بمضخَّة (بالإنجليزية: Pump)، ممَّا يمكِّن المريض من الحصول على جرعة العلاج الكيماوي خارج المستشفى. ويمكن أن تكون هذه المضخَّات خارجيَّة أي توضع خارج الجسم، أو داخليَّة توضع تحت الجلد أثناء الجراحة. مثال على ذلك مضخَّة الشريان الكبدي (بالإنجليزية: Hepatic arterial infusion) المخصَّصة لعلاج سرطان الكبد، إذ يجري الطبيب عمليَّة جراحيَّة بسيطة لوضع المضخَّة تحت الجلد، ويتم توصيلها بالشريان الكبدي المسؤول عن توصيل الدم للكبد، وبالتالي يمكن إعطاء الأدوية اللازمة من خلالها على مدى أسبوعين تقريباً.

العلاج الكيماوي عن طريق الفم

يمكن استخدام العلاج الكيماوي الفموي في بعض الحالات، وفي بداية العلاج قد يحتاج المريض للذهاب إلى المستشفى في كلِّ جلسة علاج للحصول على الدواء وإجراء الفحوصات العامَّة. بعد ذلك يمكن له تناول الدواء في المنزل، ويجدر التنبيه إلى ضرورة التزام المريض بالتعليمات المقدَّمة إليه من قبل الفريق الطبِّي.

من المعلومات العامَّة التي سيشرح الطبيب عنها للمريض ما يأتي:

-الوقت الذي ينبغي فيه تناول الدواء.
-عدد مرَّات تناول الدواء.
-تناول الدواء مع الطعام أو دونه، إلى جانب توضيح كم من الوقت يجب أن يمضي لأخذ الدواء سواءً قبل أو بعد الطعام.
-ذكر الأطعمة التي يجب تجنُّبها عند أخذ الدواء.
-التنبيه إلى عدم لمس حبَّة الدواء قدر الإمكان قبل تناولها وغسل اليدين بعد لمسها.
-مناقشة الطبيب في حال نسيان تناول الدواء، ويجدر التنبيه إلى عدم أخذ جرعة مضاعفة من الدواء في اليوم التالي.
-التواصل مع الطبيب أو الممرِّض المختصِّ عند تعذُّر تناول المريض دواءه حسب وصف الطبيب لأيِّ سبب كان.
-غسل المرحاض بعد كلِّ استخدام، لأنَّ العلاج الكيماوي يُفرَز في البول والبراز.
-اتباع نصيحة الصيدلاني أو الطبيب فيما يخصُّ ظروف تخزين الحبوب أو الكبسولات في البيت، إذ إنَّ بعض الأدوية تتطلَّب حفظها في الثلاجة والبعض الآخر لا.
-التأكُّد من عدم إمكانيَّة وصول الأطفال أو الحيوانات الأليفة إلى مكان تخزين الأدوية.

طرق إعطاء العلاج الكيماوي الأقل شيوعاً
في بعض الأحيان قد يضطَّر الطبيب لإعطاء العلاج الكيماوي للمريض بطريقتين أو أكثر في ذات الوقت.

الحقن: قد يلجأ الطبيب إلى إعطاء العلاج الكيماوي على شكل حقنة تحت الجلد في الجزء الدهني من الذراع أو الساق أو البطن، أو في عضلة الذراع أو الفخذ أو الورك.

داخل القراب: (بالإنجليزية: Intrathecal) يُحقن الدواء في هذه الطريقة في الفراغ بين طبقات الأنسجة التي تغطِّي الدماغ والحبل الشوكي.

داخل الصفاق: (بالإنجليزية: Intraperitoneal) واختصاراً IP، ينتقل الدواء بشكل مباشر إلى تجويف الصفاق أو ما يُسمى التجويف البريتوني (بالإنجليزية: Peritoneal cavity)، وهو غشاء يغطي التجويف الداخلي للبطن ويحيط بالأعضاء داخله، مثل الأمعاء والمعدة والكبد. عادةً ما يُستخدم العلاج الكيماوي بهذه الطريقة لعلاج السرطانات الموجودة داخل منطقة الصفاق، مثل سرطان المبايض.

داخل الشريان: يُعدُّ الشريان الوعاء الدموي المسؤول عن نقل الدم من القلب باتجاه أجزاء الجسم. في العلاج الكيماوي داخل الشريان (بالإنجليزية: Intra-arterial) واختصاراً IA، يُحقن الدواء بشكلٍ مباشر في الشريان الذي سينتقل بشكلٍ مباشر إلى مكان وجود السرطان.

العلاج الموضعي: يكون الدواء في هذه الحالة على شكل كريم يوضع على الجلد.

العلاج المباشر: يمكن استعمال العلاج الكيماوي مباشرة لعلاج السرطان أو بعد إجراء جراحة حيث كان السرطان موجوداً. فعلى سبيل المثال، من الممكن وضع رقاقات رقيقة على شكل قرص تحتوي على الدواء بالقرب من الورم أثناء الجراحة، إذ تتفتَّت هذه الرقاقات مع مرور الوقت ممَّا يؤدِّي إلى إطلاق الدواء.

مدة إعطاء العلاج الكيماوي

تختلف برامج العلاج الكيماوي من شهر لآخر. في بعض الحالات يكون متواصلاً، وفي حالات أخرى قد تكون هناك فترات علاج وفترات راحة لإعطاء الجسم الوقت الكافي للتعافي. ولذلك يحدِّد الطبيب عدد مرَّات تكرار العلاج الكيماوي بالاعتماد على العديد من العوامل، مثل نوعيَّة الدواء وطريقة العلاج الكيماوي المستخدمة، وخصائص ونوع السرطان المتواجد، والهدف من العلاج فيما إذا كان للقضاء على السرطان، أو السيطرة على نموِّه، أو لتخفيف آلام المريض، وكذلك طريقة تفاعل الجسم مع العلاج الكيماوي ومدى تعافيه بعد كلِّ جلسة.

الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي

أغلب الآثار الجانبيَّة المرافقة للعلاج الكيماوي مؤقَّتة وتزول عند توقُّف العلاج. يعتمد ظهور هذه الآثار على طبيعة الأدوية المستخدمة، كما تختلف شدَّتها ومدَّتها من مريض إلى آخر. ومن الجدير بالذكر أنَّه توجد علاجات تكميليَّة غير جراحيَّة من شأنها تخفيف الآثار الجانبيَّة الشديدة. تتضمَّن أكثر الآثار الجانبيَّة شيوعاً ما يأتي:

-تساقط مؤقَّت للشعر.
-الإعياء.
-الغثيان.
-الألم.
-زيادة خطورة الإصابة بالعدوى.
-الاكتئاب.
-زيادة الحساسيَّة تجاه الشمس.
-خدران وضعف في اليدين والقدمين.
-الدماغ الكيميائي (بالإنجليزية: Chemo brain).

قد تسبِّب أدوية العلاج الكيماوي آثاراً جانبيَّة لا تظهر إلا بعد أشهر أو سنوات، ومن هذه الآثار المتأخِّرة ما يأتي:

-إلحاق الأذى بنسيج الرئتين.
-مشكلات في القلب.
-العقم.
-مشكلات في الكلى.
-تلف الأعصاب مثل الاعتلال العصبي المحيطي (بالإنجليزية: Peripheral neuropathy).
-احتماليَّة الإصابة بسرطان آخر.

نصائح لمرضى العلاج الكيماوي
يمكن ذكر بعض النصائح للمرضى الخاضعين للعلاج الكيماوي على النحو الآتي:

-الحرص على الحصول على قسط جيِّد من الراحة.
-الالتزام بتناول الأغذية الصحيَّة وشرب كميَّة وفيرة من السوائل.
-غسل اليدين جيِّداً قبل تناول الطعام، وبعد استخدام الحمام أو لمس الحيوانات لتجنُّب الإصابة بالعدوى.
-تجنُّب التجمُّعات المكتظَّة أو الاختلاط بالأشخاص المصابين بالزكام أو الإنفلونزا أو الجدري.
-عدم مشاركة الأكواب والأواني مع أيِّ شخص آخر.
-الحرص على زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات والاطمئنان بعد انتهاء جلسات العلاج.
-تجنُّب حصول الحمل أثناء العلاج الكيماوي، وذلك لإمكانيَّة تسبُّب بعض أدوية العلاج الكيماوي في حدوث طفرات جينيَّة أو عيوب خلقيَّة للجنين.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد