ما هو تصوير الرحم المائي

mainThumb
تصوير الرحم المائي

29-08-2024 10:34 PM

السوسنة- تصوير الرحم المائي (Sonohysterography) هو إجراء طبي يعتمد على استخدام الموجات فوق الصوتية لتوفير صورة واضحة للبنية الداخلية للرحم بطريقة آمنة وغير مؤلمة. يُستخدم هذا الفحص لتشخيص وعلاج مجموعة متنوعة من الحالات التي قد تؤثر على صحة الرحم لدى النساء.

تصوير الرحم المائي

تصوير الرحم المائي (بالإنجليزيّة: Sonohysterography) هو إحدى الأساليب الطبية المُستخدمة لتشخيص وعلاج بعض الحالات عند النساء، وهي عبارة عن تقنية خاصة باستخدام الموجات فوق الصوتية بحيث توفّر صورة واضحة للبنية الداخلية لرحم المرأة بطريقة آمنة وغير مؤلمة. ولعلّ الذي يميّز هذه التقنية هو الحاجة لحقن كمية صغيرة من المياه المالحة المعقّمة في تجويف الرحم. وتجدر الإشارة إلى حاجة المريضة لتفريغ مثانتها قبل البدء بإجراء الفحص.

في الحقيقة، يُفضّل عادةً إجراء تصوير الرحم المائي بعد أسبوع واحد من انتهاء فترة الحيض، وذلك لتجنّب الإصابة بالعدوى. كما يجب إجراء الفحص خلال العشرة أيام الأولى من الدورة الشهرية في حال كان الهدف منه تققيم مشاكل الخصوبة، بينما يتم إجراؤه خلال الفترة الأخيرة من الدورة الشهرية في حال كان الهدف من الفحص هو التحقق من وجود لحميات أو أورام حميدة في الرحم.

ويتضمّن تصوير الرحم المائي ثلاثة مراحل رئيسية تتمثّل بما يلي:

1. التصوير الأولي بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل:
يقوم الطبيب بتفحّص تجويف الرحم بشكل أوّلي باستخدام مسبار خاص للموجات فوق الصوتية دون وجود أي سوائل داخله.

2. إدخال السائل في الرحم:
يقوم الطبيب بإدخال منظار طبي في المهبل بهدف الحفاظ على المهبل مفتوحاً لتسهيل الوصول إلى عنق الرحم ومن ثم الرحم. يتم تنظيف الجزء الداخلي من عنق الرحم باستخدام مسحة طبية خاصة، ليتم بعدها إدخال أنبوب لتوصيل السوائل إلى فتحة عنق الرحم، الأمر الذي يؤدي إلى تضخّم الرحم قليلاً وزيادة وضوح التصوير الرحمي.

3. التصوير الرحمي بالموجات فوق الصوتية:
يقوم الطبيب في هذه المرحلة بإعادة إدخال مسبار الموجات فوق الصوتية عبر المهبل، كما يتم إدخال المزيد من السوائل للرحم. يهتمّ الطبيب بتفحّص الوضع الصحي لبطانة الرحم، وملاحظة كيفية تدفّق السوائل من الرحم إلى قناة فالوب. بالإضافة إلى إمكانية استخدام ميزة فريدة في الموجات فوق الصوتية تُدعى دوبلر (بالإنجليزيّة: Doppler ultrasound)، يستطيع من خلالها الطبيب تفحّص التدفّق الدمويّ في المنطقة، ومعرفة ما إذا كان هنالك انسداد أو جلطة دموية في الرحم.

مجالات استخدام تصوير الرحم المائي

تكمن أهمية تصوير الرحم المائي في العديد من الحالات لا سيّما عندما يتعذّر الحصول على صورة واضحة للتجويف الرحميّ باستخدام تقنية التصوير بجهاز الموجات فوق الصوتية عبر المهبل. وتتمثّل أهمية هذا الفحص في الحالات التالية:

- النزيف المهبلي:
يهدف تصوير الرحم المائي إلى التعرّف على السبب وراء إصابة بعض النساء بالنزيف المهبلي سواء كان قبل انقطاع الطمث أو بعده، وذلك عن طريق استبعاد وجود حالات معيّنة مثل؛ زيادة سماكة بطانة الرحم، ولحميات أو أورام في بطانة الرحم، وأورام ليفية تحت الطبقة المخاطية، وأورام سرطانية.

- العقم عند النساء:
يساعد تصوير الرحم المائي على الكشف عن سبب إصابة بعض النساء بالعقم مثل؛ الالتصاقات البطانية في جدران الرحم التي تمنع تحرّك الأمشاج بحريّة وحدوث الإخصاب بشكل طبيعي، أو حالات التشوّهات الخلقية مثل؛ وجود الحاجز الرحمي، والرحم ذو القرنين، والرحم أحادي القرن.

- تشوهات الرحم:
يمكن استخدام تصوير الرحم المائي للتحقّق من وجود تشوهات رحمية تم ملاحظتها بالفحص التقليدي باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية؛ حيث يتم تأكيد وجود نموّ حميد، أو نموّ سرطاني، أو سرطان الرحم، أو زيادة في سماكة الرحم. كما يمكن الاعتماد على هذا الفحص لمراقبة الوضع الصحي للنساء اللواتي يتناولن دواء تاموكسيفين (بالإنجليزيّة: Tamoxifen) لعلاج سرطان الثدي، والذي قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم.

-جراحة الرحم:
يحتاج الأطباء إلى إجراء تصوير الرحم المائي قبل إجراء الجراحة العلاجية بهدف تقييم وضع الأورام الليفية واللحميات الحميدة. كما يتم إعادة إجراء الفحص بعد الانتهاء من الجراحة للتأكد من إزالة هذه الأورام بشكل كامل والاطمئنان على حالة الرحم.

تحذيرات تصوير الرحم المائي

يُعتبر تصوير الرحم المائي إجراءً آمناً جداً، وقليلاً ما يصاحبه آثار جانبية. في الغالب، تكون المرأة بصحّة جيّدة بعد الانتهاء من الفحص وقادرة على قيادة السيارة والعودة إلى المنزل بمفردها، ويمكنها استعادة النظام الحياتي الخاص بها والقيام بالأنشطة الطبيعية بشكل مباشر. ومع ذلك، قد تُصاب بعض النساء بالدوخة التي ما تلبث أن تتلاشى خلال بضعة دقائق. كما قد تشعر بعض النساء بعدم الراحة أو الألم في منطقة الحوض لفترة بسيطة بعد إنهاء الفحص.

وقد تلاحظ المرأة خروج بعض السوائل من المهبل، والتي تعود إلى السائل الملحيّ الذي تم حقنه في داخل الرحم خلال الفحص. من الممكن أن تكون هذه السوائل ملطّخة بالقليل من الدم، ويمكن أن تستمر لمدة 24 ساعة. يُسمح للمرأة باستخدام الفوط الصحية للتخلص من الإنزعاج المصاحب لنزول السوائل والدم، بينما تُنصح بعدم استخدام السدادات القطنية في اليوم الأول من إجراء الفحص.

بالرغم من أنّ احتمالية الإصابة بالعدوى نتيجة إجراء هذا الفحص ضئيلة جداً، إلا أنّه يجب الانتباه لظهور أي من أعراض العدوى، والتي تتمثّل بارتفاع حرارة الجسم لتصل إلى 38 درجة مئوية أو أعلى، أو ظهور إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة، أو نزيف مهبلي شديد، أو الشعور بألم شديد لا يستجيب للمسكنات التي لا تحتاج لوصفة طبية. في الحقيقة، فإنّ أي من هذه الأعراض يستدعي الاتصال بالطبيب بشكل مباشر. كما أنّ هناك بعض الأمور التي تمنع إجراء تصوير الرحم المائي، وأهمّها؛ فترة الحيض، وحالة الحمل، التي قد تستدعي إجراء اختبار حمل للتأكد من عدم وجود حمل.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد