نصائح للتعامل مع الطفل العنيد

mainThumb
الطفل العنيد

29-08-2024 09:16 PM

السوسنة- تربية الأطفال العنيدين تتطلب فهمًا عميقًا واستراتيجيات خاصة للتعامل معهم بفعالية. يعد الاستماع والتواصل مع الطفل، بالإضافة إلى توفير خيارات مناسبة والحفاظ على الهدوء، من أهم الأساليب التي تساعد في بناء علاقة إيجابية وتحسين سلوك الطفل. 

الاستماع للطفل

يتميّز الطفل العنيد بأنّ لديه آراء قويّة ومتينة أحيانًا، ويميل إلى المجادلة حول موضوع النقاش، كما قد يلجأ إلى الجرأة والتّحدي في حال لاحظ عدم الاستماع له، والواجب على الآباء والأمّهات أن يكون لديهم القدرة والرغبة في الاستماع للطفل أوّلاً لكي يستمع الطفل لوالديه بالمقابل، وبالتالي فإنّ حل مشكلة إصرار الطفل على القيام بشيء أو عدم القيام به في معظم الأحيان يكون عن طريق الاقتراب منه بطريقة هادئة وعمليّة، وإجراء محادثة مفتوحة للحديث حول ما يزعجه، والاستماع له بشكل جيّد، ومثالًا على ذلك قد يُصر الطفل على عدم إتمام وجبة الغذاء، والصواب في هذه الحالة عدم إجبار الطفل على ذلك، بل سؤاله عن السبب الذي يمنعه من القيام بذلك والاستماع لإجابته جيدًا؛ فقد يكون السبب شعوره بألم في البطن أو عدم رغبته في تناول الطعام من هذا النوع.

التواصل مع الطفل

يجدر بالآباء والأمّهات السعي الدائم للتواصل مع الأطفال وإظهار الاهتمام بهم بطريقة تساعد على بناء علاقة قويّة معهم، وخاصة عند التعامل مع الطفل الجريء والمتمرّد؛ فهذا يجعل التعامل معه أسهل؛ حيث إنّ الأطفال الذين يتواصلون بطريقة صحيّة مع والديهم أو مقدّمي الرعاية لهم يرغبون بالتعاون معهم والاستجابة لهم بشكل واضح، والجدير بالذكر أنّ أولى خطوات التواصل مع الأطفال هو عناقهم، ويجب على الآباء والأمّهات تجنّب إجبار الأطفال على القيام بالأشياء، وذلك لأنّ الأطفال بهذه الحالة يميلون للتمرّد والعصيان والقيام بأشياء لا يرغبها الوالدان، وهذا ما يُعرف بالإرادة المضادّة أو الإرادة المعاكسة (بالإنجليزيّة: Counterwill)، وتُعدّ الإرادة المضادّة خِصلة شائعة لدى الأطفال العنيدين، وفي الحقيقة هي صفة غريزيّة لا تقتصر على الأطفال فقط، ولتوضيح الأمر بشكل أفضل نضرب مثالًا على ذلك: في حال كان الطفل قد اعتاد على مشاهدة التلفاز قبل الذهاب إلى النوم، لا يصح إجبار الطفل على ترك هذه العادة، وإنّما يُنصح بداية بمشاهدة البرامج معه وإبداء الرغبة بمشاركته نشاطه، وبعد ذلك يُوجّه الطفل بطريقة صحية إلى أنّ هذه العادة غير صحيحة، وعندئذ تكون استجابته أفضل.

إعطاء الطفل خيارات

إنّ أفضل طريقة تساعد الطفل على أن يكون متعاونًا هو إعطاؤه الخيارات؛ حيث يزداد إحساسه بالحريّة والسيطرة على الأمور وبأنّه صانع القرار، فمثلًا يمكن تخيير الطفل بين أنواع الفواكه التي يرغب بتناولها، أو إعطاؤه الحرية في اختيار اللعبة التي يفضلها، أو اختيار نوع الفطور الذي يُحب لا سيّما إذا كانت الخيارات صحية، وأمّا بالنسبة للمهام التي لا يرغب الطفل بإنجازها والتي يصعب تخييره فيها؛ فيمكن اعتماد أسلوب التخيير في طريقة الإنجاز، حيث تساعد هذه الطريقة الوالدين على إقناع الطفل بإنجاز المهام التي لا يحبّها وبموافقته، فمثلًا يمكن للأم سؤال الطفل "هل تريد القيام بالأمر بسرعة أم ببطء؟"، ومع ذلك ننبّه إلى أنّ هناك بعض المواضيع التي لا يصحّ تقديم خيارات فيها ولا يمكن النقاش أو التفاوض بشأنها؛ حيث يكون القرار بيد الوالدين او مقدّم الرعاية فقط، ولا يحقّ للطفل التدخّل بذلك ولكن يمكن شرح سبب اتباع هذه القوانين، كما يُنصح الوالدين بتوجيه الطلب للطفل بأفضل طريقة ممكنة وتجنّب الأوامر، ومن الأمثلة على المواضيع غير القابلة للنقاش؛ قواعد السلامة والجلوس في مقعد السيارة الخاصّ بالأطفال، ووقت الذهاب للنوم.

الحفاظ على الهدوء

يُنصح الآباء والأمهات بالحفاظ على هدوء الأعصاب وتجنّب الغضب من الطفل بسبب بكائه، مع ضرورة الامتناع عن إيذاء الطفل أو هزّه بطريقة قويّة، وفي حال شعور أحد الوالدين المسؤول عن تربية الطفل سواء كان الأب أو الأم بفقدان الصبر أو الخوف من إيذاء الطفل يجدر به الابتعاد عنه، وذلك إمّا بوضع الطفل في مكان آمن في إحدى الغرف والذهاب إلى غرفة أخرى للاسترخاء واستعادة الهدوء، أو طلب المساعدة من فرد آخر للعناية بالطفل إلى حين استعادة الهدوء والصبر، أو الاتصال بالطبيب إن لم يكن هناك أحد يستطيع مدّ يد العون وما زالت المشكلة قائمة، والجدير بالذكر أنّ هزّ الطفل بقوّة وعنف سواء خلال اللعب أو عند الغضب يمكن أن يؤدي إلى متلازمة الرضيع المهزوز أو المخضوض (بالإنجليزيّة: Shaken baby syndrome).

إظهار الاحترام للطفل

يحتاج الطفل للاحترام في العلاقة المبنيّة بين الوالدين والطفل، وذلك لتجنّب فرض السلطة عليه بأسلوب شديد، وفيما يأتي بعض النماذج الواقعية التي يجدر بالوالدين القيام بها لإظهار الاحترام للطفل:
- العمل على طلب التعاون من الطفل مع عدم الإلحاح عليه بالالتزام بالتعليمات والتوجيهات.
- وضع قوانين متناسقة وثابتة لجميع الأطفال في المنزل، وعدم التراخي أو التساهل في الأمور بسبب تفضيل الراحة لأحد الوالدين.
- إبداء الاهتمام بمشاعر وأفكار الطفل والتعاطف معه وتجنّب تجاهله.
- إظهار الثقة بالطفل من خلال السماح له بإنجاز ما يستطيع من الأمور الخاصّة به، وتجنّب القيام بالأمور نيابةً عنه لتخفيف الأعباء عليه.
- تبنّي قاعدة "قل ما تقصد، وافعل ما تقول".

العمل مع الطفل

يُنصح الوالدين بتغيير طريقة التعامل مع الطفل العنيد أو الطفل ذي الإرادة القويّة؛ حيث إنّ العمل والتشارك معه في إنجاز المطلوب أفضل من إخباره بما عليه من أعمال، وذلك لأنّ هذا النوع من الأطفال حسّاس للغاية لكيفيّة التعامل معه، لذلك يجب على الوالدين الانتباه إلى نبرة الصوت، ولغة الجسد، والمصطلحات المستخدمة خلال النقاش معه، إذ يُحاول الطفل حماية نفسه بأسلوبه عندما يكون منزعجًا من تصرّفات الوالدين، وذلك إمّا بالتمرّد، وإمّا بالإجابة بقلّة احترام، وإظهار العدوانيّة، ولفهم الأمر بشكل أفضل نضرب مثالًا على ذلك؛ فمثلًا في حال الرغبة بترتيب الأطفال لألعابه، بدلًا من إلقاء الأمر عليه أن يقوم بترتيبها، يُنصح بالبدء بترتيب الألعاب وطلب المساعدة من الطفل، وسيُلاحظ الأبوان أنّ سرعة استجابة الطفل أعلى بكثير مما توقّعا.

التفاوض مع الطفل

يُسيء الأطفال التصرّف عادة عندما لا يُلبّي أحد الوالدين رغباتهم، وفي هذه الحالة يحتاج الطفل إلى التفاوض، وذلك لمعرفة الطريقة المناسبة لإقناعه بالتوقف عن هذه التصرفات والاستماع للوالدين، إذ إنّ التفاوض يُشعِر الطفل بأنّ الوالدين يسمعان ويحترمان رغباته وأمنياته، وليس من الضروري أن يستسلم الوالدان دائمًا لمطالب الطفل وتلبية حاجاته بعد عملية التفاوض، ولكن الهدف من التفاوض هو فتح باب الحوار من خلال طرح مجموعة من الأسئلة ليبدأ الطفل بالتحدّث عن الأمر، وثم يصل كلٌ من الوالدين والطفل إلى حلّ عملي يُرضي ويناسب الطرفين، وقد يبدأ الأبوان الحوار بسؤال الطفل "ماذا يُزعجك؟"، "لماذا لا ترغب بفعل هذا الأمر؟"، "هل من مشكلة في ذلك؟".

توفير بيئة مناسبة في المنزل

يُنصح الوالدان بجعل بيئة المنزل مليئة بالسعادة والراحة للطفل، فهذه طريقة جيّدة للتعامل مع الطفل العنيد، وإنّ القاعدة الأولى لتحقيق ذلك هي خلق جو من الاحترام المتبادل والتفاهم والتعلّق العاطفي، فهذا يُبقي لدى الطفل شعورًا جيّدًا اتجاه والديه طوال الوقت في المنزل، ويمكن تحقيق ذلك بتعزيز الحوار مع الطفل والاستماع لرغباته، حتى في أوقات الانشغال، فمثلًا يُنصح بسماع الأم لطفلها أثناء تحضيرها للطعام عن رغبة طفلها واختياراته، وما يُفضله من طريقة في تناول الطعام أو نوعيته، ويُنصح بأن تأخذ بوجهة نظره طالما أنّها صحية، وحتى بالنسبة للقواعد الثابتة في المنزل؛ فلا يصحّ أنّ يقول أحد الوالدين: "افعل هذا الأمر لأنّه واجب عليك، ولا تجادل"، وإنّما يجب محاورة الطفل وإقناعه بأهمية تطبيق القواعد العامة في المنزل وخارجه وما هي أهميتها.

فهم وجهة نظر الطفل

يتطلب التعامل مع الطفل العنيد فهم سلوكياته عن كثب، وذلك بوضع أنفسهم مكانه وتفسير مواقفه، حيث يساعد الوالدان أنفسهم على التعرّف على مشاعر الطفل وكيفية استجابته للأمور من خلال تعلّم طريقة تفكيره وعاداته، مما يسهّل عليهما التعامل مع سلوكياته الصعبة. ويُعتبر تنفيذ الوعود من الأمور الهامة لتجنب مواقف الإحباط؛ فإنّه في حال كان الوالدان وعدا الطفل بشيء ما، يتطلب الوفاء بذلك في أوقاته المخصصة أو تفسير السبب الذي يمنع تنفيذه إذا طرأ تغيير، حيث يساعد ذلك في تخفيف حدة الصراع والقلق لدى الطفل.

تعزيز السلوك الجيد

لتجنب ردود الفعل غير المحببة من الوالدين، يجب تعزيز السلوك الجيد بدلاً من التركيز على الموجات الغاضبة، على سبيل المثال، بدلاً من استخدام كلمة "لا" أو التهديد، يمكن التركيز على توجيه الطفل للقيام بالسلوك الجيد وتعزيز ذلك، مما يساهم في تحسين سلوك الطفل. على الوالدين التحلي بالصبر وتجنّب الانفعالات السريعة حتى لا تزداد الأمور سوءًا.

وضع برنامج ثابت

تطوير برنامج حياة ثابت للطفل يساعد في تحسين سلوكه وأدائه في المدرسة. يتضمن ذلك تحديد وقت معين للنوم ليلاً، والذي يساعد في تحسين نوعية نوم الطفل ويجنب مشاكل السلوك الناتجة عن قلة النوم. من الضروري أن يتبع الوالدان برنامجًا منتظمًا وينتظران التزام الطفل به، مما يساهم في تعزيز استقرار حياته اليومية.

كيفية التعامل مع بكاء الطفل الرضيع

في حال بكاء الطفل الرضيع، يجب البحث عن سبب بكائه وتقديم العلاج المناسب إذا كان السبب مشكلة صحية، كما يُنصح باستخدام تدابير تهدئة الطفل مثل حمله، استماع الطفل للضوضاء البيضاء، مصّ اللهاية، وتغذيته بشكل مناسب لتخفيف معاناته.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد