لغة الشارع في موسم الانتخابات،  سخرية أم فكاهة!

mainThumb

29-08-2024 01:26 AM

عمّان- السّوسنة- خالد الطوالبة 
مع اقتراب كل موسم انتخابي في الأردن، تزدحم الساحة بالمصطلحات الشعبية والفكاهية التي تعكس روح الشارع الأردنيّ وتفاعل الناس مع العملية الانتخابية. هذه المصطلحات ليست مجرد كلمات، بل هي تعبيرات ساخرة وحكيمة تحمل بين طياتها آراء الناس، مشاعرهم، وحتى انتقاداتهم للمرشحين والمشهد الانتخابي ككل. من خلال هذا النص، سنلقي نظرة على أبرز هذه المصطلحات التي يتداولها الأردنيون في كل انتخابات.


"بالتوفيق إن شاء الله"
   عندما يقول لك أحدهم "بالتوفيق إن شاء الله"، فإن ذلك ليس مجرد دعاء، بل إشارة قوية إلى أن هذا الشخص على استعداد للتصويت لك. إنها طريقة الأردنيين في التعبير عن دعمهم ضمنيًا، دون الالتزام التام.


"أبشر بالفزعة، كلنا معك"
   قد تبدو هذه العبارة حماسية، لكن الحقيقة أنها تعكس حماسًا بدون تأثير حقيقي. الشخص الذي يقولها قد يكون متحمسًا لكن ليس لديه القدرة على حشد الأصوات من حوله.


"الله يجيب اللي فيه الخير"
   هذه العبارة تُستخدم من قبل من لا يثقون في العملية الانتخابية بأكملها. إنه تعبير عن الحياد أو حتى الشك في جدوى الانتخابات.


"افتح مقرك مشان الله بدنا نشتغل"
   هذه الجملة هي المفتاح لفهم النية الحقيقية للمتحدث: هو لا يهتم بالانتخابات بقدر ما يهتم بالحصول على "كنافة خشنة وبيبسي يوميًا". إنها إشارة إلى الحفلات والتعليلات التي تصاحب الحملات الانتخابية.


"نراهن على وعي الشباب المثقف والواعي أن ينتخب فلان"
   هنا، المتحدث يتظاهر بأنه يحمل قناعات مثقفة، ولكنه في الواقع يعتمد على الولاءات العشائرية أو العصبية القبلية. إنها طريقة للتحايل على المثالية.


"فالك النجاح"
   إذا سمعت هذا التعبير، فاعلم أن المتحدث قد خطط ليكون في رحلة أو نشاط آخر يوم الانتخابات. إنه دعاء تقليدي ولكنه يخبئ خلفه نية عدم المشاركة.


"كل الدعم"
   عبارة قد تبدو إيجابية ولكنها تحمل رغبة المتحدث في حضور تعليلة أو فعالية انتخابية أكثر من اهتمامه الفعلي بدعم المرشح.


"كلنا على مسافة واحدة من الجميع"
   هذه العبارة تُستخدم بشكل ساخر للإشارة إلى شخص يدعي الحيادية، لكنه في الحقيقة أكثر خطورة من ذلك، ربما لأنه يلعب على جميع الحبال.


"انت ناجح من عندي وعند الأجاويد"
   هنا، يكشف المتحدث عن نفاقه؛ فهو يقول لكل مرشح إنه يدعمه وكأن النجاح مضمون.


"أنا وكل قرايبي معك"
    تبدو هذه العبارة وكأنها وعد قوي، ولكنها غالبًا ما تصدر عن شخص يبيع الأصوات وليس له تأثير فعلي حتى على صوته الشخصي.


 "أعطيت كلام لواحد"
    تعبير يعكس حالة الشخص الذي باع صوته بالفعل، أو أنه شخص صادق يعبر عن التزامه تجاه مرشح آخر.

"ما بنلاقي أحسن منك"
    هذه العبارة تُستخدم بشكل كليشيهي لكل مرشح تقريبًا. إنها طريقة سهلة للمديح دون الالتزام بشيء.


"تعال زورنا أنا وقرايبي"  
    هنا يبدأ التفاوض الفعلي على شراء الأصوات. الدعوة للزيارة ليست سوى مقدمة لفتح باب المساومة.

"من هسا صوتي لك"
    هذه العبارة التي تبدو جازمة قد تحمل مفاجأة؛ ربما يكون المتحدث مسجلًا في محافظة أخرى ولا يستطيع التصويت لك فعليًا.


"ترى أجوني كل المرشحين... وما أعطيتهم كلمة"
    هذا الشخص يناور ليصل إلى أفضل صفقة ممكنة، إنه في مرحلة "أم العشرين"، حيث يبحث عن أعلى سعر.


"من هسا حلوانك علينا"
    هذا التعبير يعبر عن رغبة الشخص في الحصول على مكافأة مادية أو حتى حلويات، مثل كعب الهريسة، مقابل دعمه المزعوم.


في النهاية، تظل هذه المصطلحات انعكاسًا لواقع الانتخابات في الأردن، حيث تتداخل المصالح الشخصية مع الشعارات الكبيرة. وعلى الرغم من الفكاهة التي تحملها، إلا أنها تكشف بوضوح عن التحديات التي تواجه العملية الانتخابية والثقافة الشعبية المحيطة بها.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد