مسببات بلع اللسان

mainThumb
بلع اللسان

28-08-2024 11:57 PM

السوسنة- يُستخدم مصطلح "بلع اللسان" بشكل شائع لوصف حالة ارتخاء اللسان، وهو مفهوم يتضمن إغلاق الممرات الهوائية نتيجة تراجع اللسان إلى الخلف بسبب فقدان الوعي. في هذا المقال، نستعرض أسباب بلع اللسان وطرق الوقاية منه، بالإضافة إلى أهمية اللسان ووظائفه، والمشاكل الصحية التي قد تصيبه.

أسباب بلع اللسان

يستخدم معظم الناس مصطلح بلع اللسان لوصف حالات ارتخاء اللسان (بالإنجليزيّة: Flaccid tongue) وهذا أمر غير دقيق تماماً، فالإنسان لا يبلع لسانه فعلياً إنّما يحدث ارتخاء في عضلات اللسان، فيرجع للخلف مُتسبّباً بإغلاق الممرّات الهوائيّة. ويمكن القول إنّ فقدان الوعي هو المسبّب الرئيسي لحالات بلع اللسان، وتترافق حالات فقدان الوعي أحياناً كثيرة مع وضعيّة الاستلقاء على الظهر، وهذا ما يزيد من فرصة حدوث الاختناقات جرّاء التقيّء أو ارتخاء عضلة اللسان. وقد يحدث فقدان الوعي نتيجة اصطدام الرأس خلال ممارسة الرياضات المختلفة.

وهناك مجموعة من الأسباب التي تؤدّي لفقدان الوعي ومنها:
- التعرّض لحوادث السيارات.
- فقدان كمية كبيرة من الدم.
- تناول جرعة زائدة من المخدرات.
- تسمّم الكحول.
- انخفاض مستوى السكر في الدم.
- تلقّي ضربة على الرأس أو الصدر.
- انخفاض ضغط الدم.
- الإغماء نتيجة عدم وصول الدم إلى الدماغ بشكل كافٍ.
- الإغماء العصبي نتيجة الإصابة بنوبة تشنجيّة (بالإنجليزيّة: Seizure)، أو سكتة دماغيّة (بالإنجليزيّة: Stroke)، أو نوبة نقص التروية العابرة (بالإنجليزيّة: Transient ischemic attack).
- الجفاف.
- المعاناة من اضطراب في نظم ضربات القلب.
- الإرهاق والإجهاد.
- فرط التنفس (بالإنجليزيّة: Hyperventilating).

ومن الجدير بالذكر أنّه في حالة نوبات الصرع (بالإنجليزيّة: Epilepsy Seizures) وبالرغم من فقدان الإنسان لوعيه فهو لا يُمكنه أن يبلع فعلياً لسانه مُطلقاً، ولكن من الممكن أن يعضّه مُسبّباً بذلك الألم والإنزعاج للمصاب. لذلك لا داعي للقلق حينها من الاختناق وإغلاق الممرات التنفسيّة، ولا ينبغي استخدام أيّ وسيلة سواء قطعة قماش أو خشب لتثبيت اللسان عند إسعاف المريض لأنّ من شأنها أن تتسبّب باختناقه.

الوقاية من بلع اللسان

تجدر الإشارة إلى أهميّة حصول الإنسان خلال فقدانه للوعي على إسعافات أوليّة تقيه من الاختناق لحين وصول المساعدة من الطوارئ، وذلك من خلال تغيير وضعيّة المصاب إلى وضعيّة الإفاقة التي تتمثّل بوضع المُصاب على جانبه تقريباً بما في ذلك رأسه؛ وذلك لإبقاء اللسان بعيداً عن مجرى التنفس وتجنّب الاختناق به، وضمان نزول السوائل من الفم دون الاختناق بها، ويجب التأكد من ثبات هذه الوضعيّة وعدم وجود أيّ ضغط على الصدر يصعّب عمليّة التنفس، مع إمكانيّة ملاحة ملاحظة والوصول للممرّات الهوائيّة في أيّ وقت.

وظائف اللسان

تظهر أهميّة اللسان في عدّة مجالات، وفيما يلي توضيح لوظائف اللسان:

1. الكلام: يتميّز الجزء الأمامي من اللسان بمرونته وسهولة التفافه وتحرّكه، مما يجعل لفظ العديد من الكلمات عملية سهلة، بينما يُساعد الجزء الخلفي من اللسان على إصدار بعض الأصوات المميّزة لبعض الأحرف. يحظى اللسان بمساعدة الأسنان، والشفاه، وسقف الفم لتشكيل الكلمات المختلفة.

2. تناول الطعام: يُساعد اللسان على تحريك الطعام داخل التجويف الفموي، بالإضافة إلى توصيل الطعام إلى الأسنان الخلفيّة المسؤولة عن تقطيعه وطحنه. بعد امتزاج الطعام المطحون مع اللّعاب، يقوم الجزء الخلفيّ من اللسان بدفع الأجزاء الصغيرة من الطعام باتجاه المريء.

3. التذوّق: تُغطّي اللسان طبقة من النتوءات تُسمّى الحُليمات، تُساعد على إمساك الطعام وتحريكه خلال عمليّة المضغ. تحتوي الحُليمات على آلاف من براعم التذوق التي تتكون من خلايا التذوق. يبدأ عدد هذه البراعم بحوالي عشرة آلاف عند الولادة، ويقل تدريجيّاً ليصل إلى خمسة آلاف تقريباً عند كبار السنّ.

4. محاربة الجراثيم: يحتوي الجزء الخلفيّ من اللسان على لوزة لسانيّة، وهي كتلة صغيرة من الأنسجة تحتوي على خلايا تُساعد في القضاء على الجراثيم المؤذيّة التي تُسبّب الأمراض لجسم الإنسان.

مشاكل اللسان

هناك مجموعة كبيرة من المشاكل والأمراض التي يُمكن أن تُصيب اللسان، ومنها:

1. تغيّرات في لون اللسان
- اللسان الأبيض: قد يحدث نتيجة تشكّل طبقة من بقايا الطعام أو اللويحات البكتيريّة، أو الإصابة بداء المبيضات الفموي، أو الطلاوة الفمويّة، أو الإصابة بالتهاب الحزاز المسطّح الفمويّ.
- اللسان الأحمر: قد يتغيّر لون اللسان مؤقتاً للأحمر بسبب تناول الأطعمة الحمراء، أو يكون علامة على نقص أحد الفيتامينات، أو الإصابة بداء كاواساكي، أو الحمى القرمزيّة.
- اللسان الأسود: غالباً ما يكون بسبب تناول بعض الأدوية، التدخين، عدم تنظيف الفم بشكل جيد، أو جفاف الفم.

2. ضخامة اللسان: قد يحدث انتفاخ اللسان نتيجة تفاعل تحسسي تجاه الأدوية أو الأطعمة، أو بسبب التعرّض للسعات النحل، أو احتراق اللسان من الأطعمة الساخنة، أو وجود حالة طبيّة معيّنة مثل داء النشواني، الهربس الفموي، أو الأورام السرطانية.

3. حدوث نموّ على سطح اللسان، ومن الأمثلة على ذلك:
- الورم الليفي التهيّجي: عُقيدات حميدة زهريّة اللون تظهر على اللسان.
- السرطانة حُرشفيّة الخلايا: أكثر أنواع الأورام غير الحميدة التي تصيب الفم انتشاراً. عوامل الخطر تشمل التدخين، شرب الكحول، والعمر.

4. تغيّرات غير طبيعيّة على سطح اللسان
- اللسان الأملس: قد تظهر مناطق ملساء بسبب الحروق أو نقص فيتامين ب12، الحديد، أو الفولات.
- اللسان المتشقّق: يتمثّل بزيادة عمق الشقوق الطبيعيّة للسان.
- التهاب اللسان المعيني الناصف: آفة تظهر في خط المنتصف لظهر اللسان.
- اللسان المشعّر: زيادة نموّ حُليمات اللسان، والتي تترافق عادةً مع اللسان الأبيض أو الأسود.

5. ألم اللسان: قد يحدث نتيجة فقر الدم، القرحة القلاعيّة، الهربس الفمويّ، أو السرطان.

6. تغيّر في الإحساس باللسان: يُعرف هذا بخلل الإحساس (بالإنجليزيّة: Paresthesia) حيث يقلّ الإحساس باللسان أو يتم فقدانه بشكل كامل. قد يحدث ذلك نتيجة تلف العصب اللساني جرّاء إزالة بعض الأسنان القريبة منه، مما يؤثر على قدرة الشخص على الشعور بالألم، وتغيّرات درجة الحرارة، وإدراك موقع وحركة اللسان.

7. مشاكل في التذوق: يُعرف خلل الذوق (بالإنجليزيّة: Dysgeusia) بحدوث مشكلة في الإحساس بالذوق، وقد يحدث نتيجة جفاف الفم، أو تناول بعض أنواع الأدوية، أو علاج السرطان بالأشعة أو بالعلاج الكيماوي. أما فقدان حاسة التذوق (بالإنجليزيّة: Ageusia) بشكلٍ كامل فهو أمر نادر الحدوث.

8. مشاكل في حركة اللسان: قد يحدث تلف في الأعصاب نتيجة إجراء عمليّات جراحيّة في المنطقة، مما يحدّ من حركة اللسان ويؤثّر سلباً على القدرة على الكلام وتناول الطعام. كما يُعدّ التصاق اللسان (بالإنجليزيّة: Ankyloglossia) أو ما يُعرف باللسان المربوط، إحدى المشاكل التي تعيق حركة اللسان، حيث يتمثّل بوجود قصر أو شدّ في الأنسجة الموجودة بشكل طبيعي لربط اللسان بقاع الفم، وهذا قد يؤثر في عمليّة الرضاعة عند الأطفال الرضع ويؤثر في الكلام فيما بعد.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد