العلاج بالتصليب

mainThumb
حقن التصليب

28-08-2024 11:42 PM

السوسنة- حقن التصليب (Sclerotherapy) هو إجراء طبي يستخدم لعلاج الدوالي والأوردة العنكبوتية. يتم ذلك عن طريق حقن محلول أو مادة كيميائية مباشرة في الوريد المتضرر، مما يؤدي إلى تهيّج بطانة الوريد. هذا التهيّج يسبب انسداد الوريد، ومن ثمّ ينكمش ويختفي بمرور الوقت، حيث يتم امتصاصه تدريجياً من قبل الجسم.

إجراءات العلاج بحقن التصليب

-قبل العلاج بالتصليب، هناك بعض الإجراءات التي يقوم بها الطبيب، ويمكن إجمال أهمها فيما يلي:

الفحص الجسدي: في أثناء الفحص الجسدي يقوم الطبيب بتقييم حالة الدوالي الوريديّة الظاهرة عند المصاب، والتأكد من عدم إصابته بأي من أمراض الأوعية الدمويّة.

التاريخ المرضي: الاستفسار عن التاريخ المرضي للإصابة بالأمراض القلبيّة والوعائيّة، كجلطات الدم مثلاً، والتأكد إلى جانب ذلك من عدم معاناة المصاب من أي حالة من حالات التحسّس، أو من تناوله بعض أنواع الأدوية كالأسبرين وغيره من مُميّعات الدم، أو مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: NSAIDs)، أو المُكمّلات الغذائية والعلاجات العشبيّة. بالإضافة إلى معرفة إذا كان المريض قد خضع لعلاجات سابقة للتخلّص من الدوالي، ومعرفة نتائج العلاج الذي تمّ استخدامه.

إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية: قد يتطلب التحضير لحقن التصليب عمل فحص بالأمواج فوق الصوتية، وذلك بهدف أخذ صور تفصيليّة للأوردة في الأرجل اعتماداً على نوع الوريد المُصاب بالدوالي وحالته.

اتباع بعض التعليمات: ينبغي أن يتبع المصاب بعض التعليمات والتوجيهات قبل الخضوع للعلاج بالتصليب، فمثلاً يجب على المصاب الالتزام بعدم حلاقة المنطقة المُصابة بالدوالي في الأرجل، وعدم تطبيق أي من الكريمات المُرطّبة عليها، وذلك لمدة 24 ساعة قبل الخضوع للعلاج بالتصليب.

أثناء العلاج بالتصليب

تجدر الإشارة إلى أن عمليّة حقن التصليب من العمليات السهلة والبسيطة التي لا تستغرق وقتاً طويلاً لإتمامها، فغالباً ما تنتهي في مدة زمنيّة لا تتجاوز الساعة. بما يتعلّق بإجراءات العمليّة، ففي البداية يقوم المريض بالاستلقاء ورفع رجليه بشكل بسيط لمستوى أعلى من سطح الجسم، وبعد ذلك يتم تعقيم المنطقة المراد إدخال الحقنة فيها، وحقن الوريد المصاب بالمادّة المُهيّجة. قد تحتوي الحقنة أيضاً على مخدر موضعي يعمل على التخفيف من الألم. بعد إخراج الحقنة، يقوم الطبيب بوضع رباط ضاغط على منطقة الحقن، ويقوم بعمل مساج للمنطقة المحقونة، وذلك بهدف توزيع المادّة المحقونة بشكل جيّد. ومن ثم ينتقل لحقن الأوردة المصابة الأخرى. وفي الحقيقة، يعتمد عدد الحقن التي يقوم الطبيب بحقنها على عدد وحجم الأوردة التي تتم مُعالجتها.

بعد العلاج بالتصليب

بعد إجراء عمليّة حقن التّصليب، يجب على المريض النهوض والمشي بهدف منع تكوّن الجلطات. غالباً ما يُنصح المريض بارتداء الجوارب الضاغطة أو المشدّات بهدف الضغط على الأوردة المُعالجة بالحقن. إلى جانب ذلك، يُنصح المريض بالابتعاد عن القيام بأنشطة مجهدة لمُدّة لا تقل عن أسبوعين بعد إجراء العمليّة. كما ينبغي عليه تجنّب تعريض المنطقة المُعالجة بالحقن لأشعة الشمس بعد إجراء العمليّة، فمن المُمكن أن يتسبّب ذلك بتكوّن بقع داكنة وتصبُّغات على سطح الجلد.

الآثار الجانبية لحقن التصليب

يمكن أن يسفر عن استخدام حقن التصليب ظهور بعض الأعراض والآثار الجانبيّة الخفيفة في منطقة إعطاء الحقنة، وعادةً ما تختفي هذه الأعراض دون علاج خلال مدّة قصيرة من إجراء العمليّة. في بعض الأحيان، قد تتطلَّب وقتاً أطول بكثير لاختفائها بشكل تام.

ومن هذه الأعراض: ظهور الكدمات، وانتفاخ المنطقة المُعالجة واحمرارها، أو ظهور تقرحات صغيرة، أو خطوط أو بُقع داكنة على الجلد، أو ظهور أوعية دمويّة حمراء صغيرة متعدّدة على سطح الجلد. من جانب آخر، قد تظهر بعض الأعراض والمضاعفات بسبب استخدام حقن التصليب والتي تتطلّب التدخل العلاجي، وهي تُعدّ من المُضاعفات الأقل شيوعاً، ويمكن توضيح بعض منها على النحو التالي:

-الإصابة بالالتهاب: فقد يحدث التهاب حول منطقة الحقن، مما يتسبَّب بانتفاخ المنطقة واحمرارها.
-تكوُّن الخثرات دمويّة: في حالات نادرة قد يتسبّب العلاج بحقن التصليب بتكوُّن الخثار الوريدي العميق (بالإنجليزية: Deep vein thrombosis)، وهي من الحالات الطارئة التي تتطلَّب التدخّل الطبي الفوري، فهذا النوع من الخثرات يجعل الفرد عرضة للإصابة بالانصمام الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary embolism).
-تكوُّن فُقاعات الهواء: تجدر الإشارة إلى أنّ تكوّن فقاعات الهواء في مجرى الدم لا يتسبّب بحدوث أيّة مشاكل للمريض، ولكن في بعض الحالات قد يؤدّي تكوُّن فُقاعات الغازات إلى تشويش في الرؤية، والإصابة بالصّداع، وقد يؤدّي أيضاً إلى الغثيان والدوخة. من الجدير بالذكر أنّ على المريض مراجعة الطبيب فوراً في حال مواجهة مشاكل في تحريك الأطراف بعد إجراء عمليّة حقن التصليب.
-تفاعلات الحساسيّة: من الممكن أن يُعاني المريض الذي تلقّى العلاج بالتصليب من حساسيّة تجاه المحلول الذي تم حقنه في الوريد، إلّا أنّ هذا الأمر غير شائع.

علاجات بديلة لحقن التصليب

في حقيقة الأمر، نجد أنّ بعض مشاكل الأوردة لا تتطلّب استخدام حقن التصليب، فمن المُمكن أن يكون لتغيير نمط الحياة، واتّباع إجراءات معيّنة، دور مهمّ في منع تدهور الحالة وظهور دوالٍ وريديّة جديدة. تجدر الإشارة إلى أنّ هناك عدداً من الطرُق البديلة التي يمكن اللّجوء إليها بدلاً من استخدام حقن التصليب، والتي تعتمد على الحالة وشدّتها، ويمكن أن نذكر منها ما يلي:

- العلاج بالتبريد (بالإنجليزية: Cryotherapy)، أو تجميد الأوردة.
- العلاج باللّيزر: يتم ذلك باستخدام ضوء اللّيزر لإخفاء الوريد.
-إغلاق الوريد بالتدخل الجراحي.
-استئصال الوريد جراحيّاً: في الحالات الشديدة.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد