ما هو مرض النخالية البيضاء

mainThumb
النخالية البيضاء

28-08-2024 11:20 PM

السوسنة- النخالية البيضاء هي حالة جلدية تصيب عادةً الأطفال والمراهقين، وتتميز بظهور بقع بيضاء أو فاتحة اللون على الجلد. ورغم أن سببها الدقيق غير معروف حتى الآن، إلا أنها غالبًا ما ترتبط بالجفاف أو التهاب الجلد التأتبي. تظهر البقع عادة بعد التعرض لأشعة الشمس، وتزداد وضوحًا مع الوقت بسبب اختلاف تصبغ الجلد المحيط. يمكن للنخالية البيضاء أن تستمر لبضع سنوات، وعادةً ما تزول من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى علاج مكثف. ومع ذلك، قد تتطلب بعض الحالات استخدام مرطبات أو كريمات موضعية للتخفيف من الأعراض المزعجة مثل الحكة.

أسباب النخالية البيضاء

لا يعرف سبب النخالية البيضاء حتى الآن، إلا أنّه من الملاحظ أنّ المرض يظهر في كثير من الأحيان عند الأشخاص الذين يعانون من الجلد الجاف والتهاب الجلد التأتبي. كما أنّه يحدث بعد التعرّض لأشعة الشمس غالباً، وذلك لأنّ دباغة المناطق المحيطة بالجلد المصاب تجعله أكثر وضوحاً. ومن الجدير بالذكر أنّ بعض العوامل يُعتقد أنّها ذات صلة بحدوث المرض، إلا أنّ العلماء لم يتوصلوا إلى أي استنتاجات حول علاقتها بتطور النخالية البيضاء، ومن هذه العوامل: الأشعة فوق البنفسجية، الاستحمام المفرط أو غير الكافي، انخفاض مستويات النحاس في الدم، وفطريات الملاسيزية التي تنتج أحد المركبات الذي يسبب نقص التصبغ. في الحقيقة، تعتبر النخالية البيضاء شكلاً بسيطاً من التهاب الجلد التأتبي، وهو نوع من الإكزيما الذي ينجم عن فرط نشاط الجهاز المناعي، الذي يستجيب للمهيجات. إذ يصبح الجهاز المناعي غير قادر على التمييز بين البروتينات الضارة مثل البكتيريا والفيروسات، والبروتينات السليمة فيهاجم كليهما مسبباً الالتهاب، كما أنّ الإصابة بالإكزيما تقلل من قدرة الجلد على العمل كحاجز وقائي.

مراحل النخالية البيضاء

تظهر النخالية البيضاء عادةً على شكل بقع أو لويحات رقيقة يتراوح عددها من 1-20، بينما يتراوح قطرها من 0.5-5 سم. قد تكون هذه البقع ذات حواف محددة أو غير محددة بدقة، ولا تسبب الحكة في معظم الحالات. تحدث معظم الآفات على الوجه، وخاصةً على الخدين والذقن، إلا أنّها قد تظهر أيضاً على الرقبة، والكتفين، والجزء العلوي من الذراع. تُعدّ غير شائعة في أماكن أخرى من الجسم، وتصبح جافة بشكلٍ واضح في الشتاء، عندما تكون الرطوبة أقل. يمكن تقسيم تطور الآفات الجلدية إلى أربعة مراحل كالآتي:
- المرحلة الأولى: ظهور لويحات وردية متقشرة قليلاً، وتكون مسطحة بشكلٍ واضح.
- المرحلة الثانية: ظهور لويحات ناقصة التصبغ وذات سطح ناعم.
- المرحلة الثالثة: ظهور لطخة ناقصة التصبغ، ودون قشور، تظهر بعد حدوث الالتهاب.
- المرحلة الرابعة: الانحلال.

علاج النخالية البيضاء

إنّ مرض النخالية البيضاء لا يحتاج إلى العلاج الطبي، إذ يتسم باختفائه بشكلٍ تلقائي، حيث يعود لون البشرة إلى طبيعته بشكلٍ تدريجي دون حدوث ندب. إلا أنّه قد يستمر لبضع سنوات، وقد تظهر الأعراض وتختفي عدة مرات خلال تلك السنوات. وفي حال كانت البقع الجلدية مصحوبة بالحكة التي تسبب عدم الراحة للمريض، يمكن الاستعانة بالعلاج الطبي. فيما يلي بعض الخيارات:

استخدام مرطب: وتجنّب الصابون لتخفيف الجفاف.
- استخدام كريم يحتوي على الستيرويد: مثل الهيدروكورتيزون لفترة قصيرة، في حال ظهور بقع حمراء، أو حكة.
- تجنّب التعرّض للشمس: خاصة في فترة الصيف، واستخدام واقيات الشمس بمعامل حماية أكثر من 30، للحد من تصبغ الجلد المحيط بالمنطقة المصابة حتى لا تصبح البقع أكثر وضوحاً.

علاجات أخرى

هناك بعض العلاجات الإضافية التي قد تكون فعالة في بعض الحالات:
-مثبطات الكالسينيورين الموضعية: مثل مرهم التاكروليموس بتركيز 0.1٪، أو كريم البيميكروليمس بتركيز 1٪. بالرغم من فعالية هذه الأدوية إلا أنّ استخدامها محدود بسبب تكلفتها المرتفعة.
- الكالسيتريول: وهو أحد نظائر فيتامين د الموضعية.
- المداواة الكيميائية الضوئية: باستخدام السورالين، بالإضافة إلى الأشعة فوق البنفسجية.
- العلاج المستهدف باستخدام ضوء الليزر.

تشخيص النخالية البيضاء

في معظم الحالات، يعتمد التشخيص على المظهر العام وانتشار الآفات الجلدية لدى الأطفال أو المراهقين، لذلك فإنّ تشخيص النخالية البيضاء يكون مباشراً. يمكن استخدام بعض الفحوصات الأخرى مثل الضوء الأسود أو الضوء فوق البنفسجي، وفحص هيدروكسيد البوتاسيوم، وخزعة الجلد. ينبغي التمييز بين مرض النخالية البيضاء وبين الأمراض الجلدية الأخرى مثل نقص التصبغ التالي للالتهاب، الالتهابات الفطرية مثل سعفة المبرقشة وسعفة الجسم، البهاق، وحمة زائلة الصباغ، الصدفية، السيلان الدهني، ونقص التصبغ الثانوي الناجم عن الأدوية الموضعية مثل حمض الريتينويك، بيروكسيد البنزويل، والكورتيكوستيرويدات.


اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد