أسباب الشعرانية لدى النساء

mainThumb
الشعرانية

28-08-2024 05:56 PM

السوسنة- الشعرانية هي حالة تُعاني فيها النساء من نموّ الشعر بكميات مفرطة وغير مرغوب فيها في مناطق غير مألوفة للنساء، مثل الوجه، الصدر، والظهر. يرتبط ظهور هذه الحالة بزيادة في مستوى الهرمونات الذكرية في الجسم. ولأسباب متنوعة تشمل العوامل الجينية، تأثيرات بعض الأدوية، والإصابة بأمراض معينة، يمكن أن تظهر مشكلة الشعرانية، التي قد تؤثر بشكل كبير على الثقة بالنفس وجودة الحياة.

تُنتج مبايض الأنثى الهرمونات الذكرية والأنثوية عند بلوغها، وإنّ حدوث اختلال في توازن هذه الهرمونات قد يتسبب بظهور مشكلة الشعرانية. فقد عزى كثير من أهل العلم والاختصاص ظهور مشكلة الشعرانية إلى زيادة نسبة الهرمونات الذكرية المعروفة بالأندروجين (بالإنجليزية: Androgen). أما بالنسبة للأسباب التي تؤدي إلى حدوث ذلك، فيمكن إجمال أهمها فيما يأتي:

1. العوامل الجينية: يُعتقد أنّ العوامل الجينية تلعب دوراً في ظهور الشعر الزائد لدى الإناث. وعليه يمكن القول إنّ احتمالية معاناة المرأة من مشكلة الشعرانيّة تزداد في حال إصابة أمها أو أختها بالمشكلة ذاتها.

2. العِرق: على الرغم من احتمالية إصابة أيّ شخص بمشكلة الشعرانيّة، إلا أنّ هناك بعض الأعراق التي تظهر لديهم المشكلة بشكلٍ أكبر، وهم سكان البحر الأبيض المتوسط، والشرق الأوسط، وجنوب آسيا. ويجدر التنبيه إلى أنّ سبب إصابة هذه الفئة العرقية من الناس بمشكلة الشعرانية غير معروف.

3. تناول بعض أنواع الأدوية: إنّ تناول بعض أنواع الأدوية قد يتسبب باضطراب مستوى الهرمونات في الجسم، ممّا يؤدي إلى ظهور الشعر الزائد على الوجه والجسم. ومن الأدوية التي تتسبب بحدوث هذه المشكلة:
- الأدوية التي تحتوي على الهرمونات، مثل الستيرويدات البنائية (بالإنجليزية: Anabolic steroids).
- الأدوية التي تساعد على نموّ الشعر وتكثيفه مثل مينوكسيديل (بالإنجليزية: Minoxidil).
- الدواء المعروف بدانازول (بالإنجليزية: Danazol)، والذي يُستخدم في علاج الانتباذ البطاني الرحميّ (بالإنجليزية: Endometriosis)، ويمكن تعريف الانتباذ البطاني الرحمي على أنه نمو بطانة الرحم خارجه.
- الكورتيكوستيرويدات الجهازية (بالإنجليزية: Systemic corticosteroid).
- فلوكسيتين (بالإنجليزية: Fluoxetine) المُستخدم في علاج الاكتئاب.

4. متلازمة تكيس المبايض: (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome)، التي تتمثل بحدوث اضطرابات في توازن الهرمونات الجنسية لدى المرأة. وغالباً ما تتمثل أعراض الإصابة بها بعدم انتظام الدورة الشهرية، والسمنة، ومشاكل على مستوى الخصوبة، وربما ظهرت أكياس على المبيض. ويجدر بالذكر أنّ الإصابة بهذه المتلازمة هي أكثر العوامل المُسبّبة لمشكلة الشعرانية شيوعاً.

5. فرط نشاط قشر الكظر: (بالإنجليزية: Cushing's Syndrome) المعروفة أيضاً بمتلازمة كوشينغ. ويمكن تعريف هذه المتلازمة على أنّها ارتفاع نسبة هرمون الكورتيزول في الجسم بشكلٍ يفوق الحدّ الطبيعيّ. وإنّ هذا الأمر قد يحدث إمّا نتيجةً لإفراز الغدتين الكظريتين لكمية أكبر من هذا الهرمون، وإمّا نتيجة لتناول الإنسان الأدوية الستيرويدية التي تعمل على رفع مستوى هذا الهرمون في الجسم، مثل بريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone).

6. فرط تنسج الكظرية الخلقي: (بالإنجليزية: Congenital adrenal hyperplasia). وتُعتبر هذه المشكلة وراثية، وتتمثل بحدوث مشاكل واضطرابات في إنتاج الستيرويدات من قبل الغدة الكظرية، بما فيها الكورتيزول والأندروجين.

7. الأورام: (بالإنجليزية: Tumors). إنّ إصابة المبيض أو الغدة الكظرية بورمٍ يعمل على إنتاج الأندروجين قد يكون السبب وراء الإصابة بمشكلة الشعرانية، ولكن في الواقع تُعدّ هذه المشكلة نادرة الحدوث.

8. ارتفاع مستوى هرمون الإنسولين: تبيّن أنّ ارتفاع مستوى هرمون الإنسولين في الدم (بالإنجليزية: Hyperinsulinemia) قد يلعب دوراً في ظهور مشكلة الشعرانية. ويجدر التنبيه إلى أنّ ارتفاع مستوى هذا الهرمون قد يكون مرتبطاً بشكلٍ جليّ بمعاناة الشخص من السكري أو مقدّماته.

9. فرط برولاكتين الدم: (بالإنجليزية: Hyperprolactinaemia). يُقصد بذلك ارتفاع مستوى هرمون البرولاكتين الذي يرتبط في العادة بالرضاعة الطبيعية.

10. مشاكل صحية أخرى: إضافة إلى ما سبق، هناك بعض المشاكل التي يندر تسبّبها بمعاناة المصاب من مشكلة الشعرانية، ومنها فقدان الشهية العصابي (بالإنجليزية: Anorexia nervosa)، وضخامة الأطراف (بالإنجليزية: Acromegaly)، وخمول أو قصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism).

 تشخيص الشعرانية

يقوم الطبيب المختصّ بتشخيص الإصابة بمشكلة الشعرانية بالاعتماد على تسلسل من الخطوات. ويبدأ غالباً بأخذ التاريخ الصحيّ للمصاب، ثمّ الفحص الجسديّ (بالإنجليزية: Physical Examination)، بالإضافة إلى سؤال الطبيب المصاب عن كيفية ظهور الشعر الزائد، أي فيما إن ظهر بشكل مفاجئ أو تدريجيّ. بعدها يمكن أن يلجأ الطبيب المختص لإجراء بعض فحوصات الدم التي تكشف عن مستوى هرمون التستوستيرون وفحص وظائف الغدة الدرقية، بالإضافة إلى إجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound) وفحوصات الهرمونات، وغير ذلك.


اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد