مَن هو "مرشّح الحشوة" .. مصطلح جديد يتداوله الأردنيون

mainThumb
رسم تعبيري لمرشح حشوة. (كاريكاتير: عماد السنوني)

27-08-2024 10:35 PM

عمّان- السّوسنة - كتب خالد الطوالبه- "مرشّح الحشوة" هو ذلك الوجه الغريب الذي يظهر فجأة في قوائم الانتخابات، لا يعرفه إلّا القليلون، وربما لم يسمع به أحد حتّى ظهورِهِ في تلك القائمة.
وجوده أقرب إلى عبءٍ من كونه إضافةً؛ فهو يدخل السباق الانتخابي بلا طموح حقيقي، وبلا قاعدة جماهيريّة تدعمه، وربما يعتمد فقط على أصوات أقربائه الذين يُحتمل أن تضيع أصواتهم بسبب قلة خبرتهم في عملية التصويت.
أكثر ما يثيرُ الدهشة أنّ هذا النوع من المرشحين غالبًا ما يُدخل في القائمة بفضل الأموال، فيتحول من كونه مواطنًا عاديًا إلى "مرشّحٍ مأجور"، لا يحمل في قلبه حرصًا حقيقيًا على المساهمة في العمل العام.
هؤلاء لا يحضرون افتتاح مقرّات زملائهم في القائمة، ولا يشتركون في أيّ فعاليات عامة أو خاصة، وكأنهم يفضلون البقاء في الظلّ بعيدًا عن الأضواء.
عندما يُذكر اسم "مرشّح الحشوة"، يأتي التبرير على لسان مَن دفع به إلى الساحة بأنه مجرّدُ "سدِّ فراغ" لا أكثر، وكأنّ قيمته تنحصر في ملء خانة خالية في القائمة. هذا النوع من المرشحين يخسر أكثر مما يكسب، فهو يخسر احترامه لنفسه، ويخسر ثقة الناس من حوله، ويُترك بلا تأثير حقيقي على المشهد السياسي، ليظل دائمًا مجرد "رقم" بلا معنى في معادلة الانتخابات.
في نهاية المطاف، "مرشّح الحشوة" لا يخسر فقط مكانَته الاجتماعية، بل يخسر أيضًا فرصة حقيقية للمساهمة في أنْ يصنعَ الفارق، ويظلّ عالقًا في دوامة من اللامبالاة والاختفاء خلف الستار. إنّه الشخص الذي يدخل الحلبة بلا نية للفوز، بل فقط ليكمل العدد، تاركًا خلفه شعورًا بالخذلان لمن وضعوا ثقتهم به،... ولو كانوا قلّةً.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد