أم شريف: حكاية النور الذي أضاء قلوبًا
في زقاق ضيق في احد أحياء مادبا، اختفى ضوء شمعةٍ ظلّت تضيء القلوب والأركان، ورحلت "أم شريف" عن عالمنا، تاركة وراءها حكاياتٍ لم تُروَ، وعِبراً من الحب والتفاني تسرّبت كالماء في صخور الزمان. لم تكن "أم شريف" مجرد امرأة عادية؛ كانت ملحمةً من البساطة والكرم، رمزًا للوفاء والعطاء اللامتناهي. عاشت حياةً شاقة، لم تعرف فيها طعم الرفاهية أو الراحة، لكنها ملأت جدران بيتها البسيط بدفء لا يعرفه سوى من عاش بروح نقية كروحها.
وُلدت في بلدة بعيدة، حيث كان الفقر جدارًا صلبا تتحطم عليه كل الاحلام. وفي كنف ذلك البيت المتواضع الذي لم يكن يقيها من برد الشتاء القارس ولا من حر الصيف اللاذع، نما في قلبها حبٌ كحب الأرض لأشجارها. كانت حياتها نبعًا لا ينضب من العطاء؛ لم يكن لها سوى أبنائها، ووهبتهم كل شيء، حتى حين لم يبقَ لها شيء.
كانت تعمل ليل نهار، ودموعها تهرب من عينيها لتسقي الأمل في نفوس أبنائها. لم تتوقف يومًا لتتذمر أو لتشتكي؛ كانت ترى في تربية أبنائها رسالتها، وفي كفاحها طريقًا مقدسًا لا يُحيد عنه. معاناتها كانت وقودًا لصبرها، وابتسامتها سرًا لا يفهمه إلا من عاش برفقتها.
حين أصابها داء الزهايمر، بدأت ذاكرة أم شريف تذوب، وكأنها تذوب في نسيجٍ من الغموض والحزن. تحملت عبء مرضها بصمتٍ جليل، صمتٍ يشبه صمت الأمهات اللواتي يخشين أن يُثقلن على أبنائهن. لكنها، حتى في ضعفها، بقيت شامخة.
وفي الأيام الأخيرة، كانت معاناتها تتعمق، وكان الألم يُثقل قلبها، لكنها لم تُظهر ضعفًا أبدًا، ولم تشكُ أبدًا. كانت كالنجمة التي تعرف أن ضوءها سيختفي قريبًا، لكنها تُضيء بأقصى ما يمكن حتى اللحظة الأخيرة.
رحلت "أم شريف" بهدوء، كما عاشت، تاركةً خلفها فراغًا لا يمكن ملؤه، وذكرى ستظل حيّةً في قلوب كل من عرفها. قال أحد أبنائها، وصوته متهدج: "ليتها لم تمت!". كلماته كانت كالدمع الساخن الذي لا يطفئه الزمن.
ورغم رحيلها، ستبقى أم شريف رمزًا للأمومة الحقيقية، قصة تُروى لكل من يبحث عن معنى التضحية والحب. هي ليست فقط قصة أم؛ هي قصيدة عشقٍ نُسجت بحروف من نور، ونُقشت في ذاكرة كل من ذاق حبها، ولمس دفء قلبها، وارتوى من نبع حنانها الذي لا ينضب.
بهذا الرحيل، يُخلّد اسمها بين أساطير الحياة، حيث ستظل قصتها تُحكى لكل من يبحث عن معنى النقاء والتفاني، قصة أبدية تُزهر في كل ربيع، لتذكرنا أن هناك في هذا العالم من يعطي دون مقابل، ويحب دون شروط.
موعد البت بتخفيض مدة إقامة الدراسة في الخارج للتخصصات الإنسانية
موعد نتائج القبول الموحد للدورة التكميلية
غالانت يكشف تفاصيل اغتيال إسماعيل هنية وحسن نصرالله
الجنسيات الأكثر تملكا للأراضي والشقق في الأردن
رئيس الوزراء يصدر بلاغ رقم (1) لسنة 2025
وزير الداخلية:مستعدون لتدريب الجيش والأمن السوري .. فيديو
سبعيني يشكو حرمانه من سلفة الضمان قبل رمضان
إسرائيل تقرر ببناء جدار ومستوطنات على طول الحدود الأردنية
وزارة المالية تصدر الأمر المالي رقم (2) لعام 2025
سعر برميل خام برنت وتكساس الجمعة
نتنياهو يشكر ترامب بفرض عقوبات على قضاة حكم جرائمه في غزة
فريد المذهان .. القيصر الذي سرّب جرائم بشار الأسد
قرار هام من الضمان الإجتماعي يخص المتقاعدين
الحكومة تكشف سعر القطايف في رمضان 2025
الأمن يضبط سائق المركبة الاستعراضية في الزرقاء
إيعاز من مدير الأمن العام بشأن النزلاء الناجحين بالتوجيهي
المناطق التي قد تشهد تساقطًا للثلوج .. أسماء
منخفض ثلجي شديد البرودة قادم للأردن .. تفاصيل
تنقلات وتشكيلات بين كبار موظفي وزارة التربية .. أسماء
كتاب لاتحاد كرة السلة بخصوص مباراة الأردن وإسرائيل
الأردن يحسم الأمر بشأن استقدام عمالة فلبينية للعمل بالتمريض
الجيش يفتح باب التجنيد .. تفاصيل وشروط