خلع الولادة

mainThumb
خلع الولادة

27-08-2024 08:31 PM

السوسنة- خلع الولادة هو حالة طبية يحدث فيها خلل في وضعية رأس عظم الفخذ داخل تجويف الحوض عند الولادة. يحدث هذا الخلع عندما لا يكون رأس عظم الفخذ متماسكًا بشكل صحيح في التجويف الحوضي، مما يؤدي إلى عدم استقرار مفصل الورك.

يمكن أن يكون خلع الولادة خفيفًا أو شديدًا. في الحالات الخفيفة، قد يكون هناك مجرد عدم استقرار طفيف في المفصل، بينما في الحالات الشديدة قد يكون هناك تحرك ملحوظ لرأس العظم خارج التجويف.

أسباب خلع الولادة

إنّ السبب الدقيق لخلع الولادة غير معروف، ولكن هناك عدة عوامل تزيد احتمالية الإصابة به، وتتضمن ما يلي:

وضعية الطفل في الرحم: يمكن أن تزيد وضعية الطفل داخل الرحم من الضغط على الوركين، ويعتقد أنّ الأطفال في الوضع الطبيعي في الرحم يُعانون من ضغط أكبر على الورك الأيسر مقارنةً بالورك الأيمن، مما يجعل الورك الأيسر أكثر عرضة للضرر، كما أنّ الأطفال الذين هم في وضعية المجيء المقعدي (بالإنجليزية: Breech presentation) هم أكثر عرضة لخلع الولادة.

التاريخ العائلي: تلعب الجينات دوراً مهمّاً ولكنها ليست سبباً مباشراً لخلع الولادة، حيث تزداد فرصة الإصابة بخلع الولادة بما يقارب 12 مرة في الأطفال الذين لديهم إصابة في أحد أفراد العائلة، حيث لوحظ أنّ خطر إصابة الطفل بخلع الولادة يزداد بنسبة 12% إذا كان أحد والديه قد أصيب بخلع الولادة، ويزداد بنسبة 6% إذا كان أحد الأخوة أصيب به، ويزداد بنسبة 36% إذا كان أحد الوالدين وأحد الأخوة أيضاً أصيب بخلع الولادة.

التشوهات الخلقية: تزيد بعض التشوهات الخلقية مثل تشوه القدم، أو تصلب الرقبة المعروف بالصعر (بالإنجليزية: Torticollis) فرصة الإصابة بخلع الولادة، وقد يرجع ذلك جزئياً إلى أنّ حجم الرحم يكون محدوداً في حالة هذه التشوهات.

التغيرات الهرمونية أثناء الحمل: عند اقتراب وقت الولادة، تزداد بعض الهرمونات التي تّسبب تمدد أربطة الأم بحيث تسمح للطفل بأن يمر عبر قناة الولادة بسهولة، وقد يكون بعض الأطفال أكثر حساسية لهذه الهرمونات من غيرهم، مما يؤدي إلى ارتخاء أربطة الطفل بشكل مفرط وخاصة عند الأجنة الإناث، مما يجعل الإناث 4-5 مرات أكثر عرضة لخلع الولادة مقارنة بالذكور.

وضعية الطفل خلال السنة الأولى من الحياة: يلاحظ أنّ خلع الولادة شائع عند الشعوب الذين يحملون أولادهم بطريقة تجعل الأرجل متلاصقة، والوركين ممدودين، بينما يكون الخلع نادراً في الشعوب الذين يحملون أولادهم بطريقة تكون فيها الأرجل متباعدة.

أعراض خلع الولادة

قد لا يعاني الطفل المصاب بخلع الولادة من أية أعراض، ولكن في بعض الأحيان قد تظهر بعض الأعراض والعلامات، ومنها ما يلي:
- عدم تناظر الثنيات الجلدية في الفخذين.
- اختلاف الساقين في الطول.
- قدرة الطفل المحدودة على الحركة.
- المشي على أصابع القدم أو المشي مثل البطة.

علاج خلع الولادة

عندما يتمّ الكشف عن خلع الورك عند الولادة؛ فإنّه يمكن علاجه باستخدام رباطٍ أو جهاز خاص، ولكن إذا لم يتم الكشف عن خلع الورك عند الولادة وتمّت ملاحظته عند بدأ الطفل بالمشي، فإنّ العلاج في هذا الوقت يكون أكثر تعقيداً وفرصة نجاحه أقل. ويجدر التنويه إلى أنّ طرق العلاج تعتمد على عمر الطفل ويمكن تقسيمها كما يلي:

الأطفال حديثو الولادة: يتمّ وضع الطفل في جهاز خاص يسمى رباط بافليك (بالإنجليزية: Pavlik Harness) لمدة شهر أو شهرين للحفاظ على بقاء الفخذ في تجويف الحوض، كما أنّه يساعد على شد الأربطة حول مفصل الورك، ويعزز تشكل تجويف الورك بشكل طبيعي مع السماح بحرية حركة الساقين وسهولة تغيير الحفاضات. ومما ينبغي التنويه إليه أنّ الآباء يلعبون دوراً أساسياً في ضمان نجاح العلاج، حيث يتم تعليم الوالدين كيفية أداء مهام الرعاية اليومية بأمان، مثل تغيير الحفاضات، والاستحمام، والتغذية، وخلع الملابس.

الأطفال بعمر شهر إلى 6 أشهر: على غرار علاج الأطفال حديثي الولادة، يتم إعادة وضع فخذ الطفل في تجويف الورك باستخدام رباط بافليك، وتجدر الإشارة إلى أنّ الفترة الزمنية التي يحتاج الطفل فيها لاستخدام الرباط متفاوتة، ولكن في العادة يحتاج الطفل لارتداء الرباط طوال اليوم لمدة 6 أسابيع على الأقل، ثم لعدد ساعات أقل لمدة 6 أسابيع إضافية. وفي حال عدم نجاح الرباط في إرجاع عظم الفخذ إلى مكانه يمكن استخدام جهاز خاص لإبعاد القدمين عن بعضهما يُعرف بـ Abduction brace.

الأطفال الذين يفوق عمرهم 6 شهور: قد يحتاج الأمرُ إلى الجراحة إذا شُخِّصَت إصابةُ الطفل بخلع الولادة بعد بلوغه 6 أشهر من العُمر، أو إذا لم ينفعه جهازُ بافليك، ويتم العلاج باستخدام جبيرة خاصة، أو جراحة الرد المغلق (بالإنجليزية: Closed reduction)، أو الرد المفتوح (بالإنجليزية: Open surgery).

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد