أشكال تمزق الأربطة

mainThumb
تمزق الأربطة

27-08-2024 03:17 PM

السوسنة- الأربطة هي هياكل ليفية مرنة تتكون من نسيج ضام قوي. تعمل على ربط العظام ببعضها في المفاصل، مما يوفر الاستقرار والدعم ويمنع تحركات المفصل غير المرغوب فيها. تتكون الأربطة من ألياف الكولاجين التي تمنحها القوة والمرونة، وتساعد في الحفاظ على توازن المفاصل ومنع التواءاتها أو حركاتها غير الطبيعية.

تمزق الأربطة

يُعدّ تمزّق الأربطة أحد الحالات الأقل شيوعاً، وفي الحقيقة يحدث تمزّق الأربطة عند تمزقها بشكلٍ كامل أو انفصالها عن العظام، مما يؤدي إلى إضعاف وظيفة المفصل. ومن الجدير بالذكر أنّ تمزق الأربطة يحدث عند سقوط الشخص، أو انحنائه، أو تعرّضه للإصابة بطريقة تجبر الجسم على الخروج من موضعه الطبيعي، وقد يحدث تمزّق الأربطة في الأجزاء المختلفة من الجسم، بما في ذلك المعصم والإبهام. يُعتبر الكاحل هو أكثر الأجزاء عُرضة للإصابة بتمزق الأربطة، إذ يبلغ عدد الأشخاص الذين يتعرّضون لتمزّق أربطة الكاحل حوالي 25000 شخص يومياً، وقد تؤدي الإصابة بهذه الحالة إلى الشعور بالألم، كما أنّها قد تحول دون قدرة الشخص على المشي. وفي الحقيقة يمكن تقسيم تمزّق الأربطة إلى درجات، وفيما يلي بيان لكلٍ منها:

الدرجة الأولى: يحدث تمدّد أو تمزّق بسيط للأربطة، ويكون المفصل في هذه الحالة مُستقراً، أو قد يعاني الشخص من عدم استقرار المفصل بدرجة بسيطة.
الدرجة الثانية: تُعتبر هذه الحالة أكثر خطورة من الدرجة الأولى، إلا أنّه لم يحدث تمزّق للأربطة بشكلٍ كامل، وقد يعاني المريض من رخاوة في المفصل.
الدرجة الثالثة: يحدث في هذه الحالة تمزّق للأربطة أو تشققها بشكلٍ كامل، ولا تُمثل الدرجة الثالثة كسور العظام، ولكن قد يشعر الشخص بحالة مماثلة لذلك، نظراً لعدم ثبات المفصل، مما يحول دون القدرة على وضع الأوزان على المفصل أو استخدام الطرف المصاب.

أشكال تمزق الأربطة

يمكن تقسيم تمزّق الأربطة تبعاً لنوع المفصل المتأثر، وفيما يلي بيان ذلك:

تمزق أربطة الركبة:

يحدث تمزّق أربطة الركبة بسبب تعرّض الركبة لضربة، أو تغير حاد في الاتجاه، أو الهبوط بشكلٍ خاطئ بعد القفز، وقد تحدث هذه الحالة نتيجة ضعف العضلات أو عدم اتّساقها، وقد يُصيب التمزّق أحد أربطة الركبة الرئيسية، بما في ذلك الرباط الصليبي (بالإنجليزية: Cruciate ligament) الأمامي أو الخلفي، أو الرباط الجانبي (بالإنجليزية: Collateral Ligament).

تمزق أربطة الكاحل:

ويكون على شكلين:
-التواء الكاحل (بالإنجليزية: Sprained ankle): يستطيع الطبيب تحديد شدة التواء الكاحل من خلال معرفة التاريخ الطبي للمريض، وإجراء الفحص السريري، وفي بعض الحالات يتطلب الأمر خضوع المريض للتصوير باستخدام الأشعة السينية (بالإنجليزية: X-ray)، أو الأشعة المقطعية (بالإنجليزية: Computed tomography)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
-تمزق أربطة الكاحل العلوية: يحدث التّمزق في هذه الحالة في الأربطة الواقعة فوق مفصل الكاحل، والتي تكون أقرب إلى الركبة منها للكاحل، إذ تعمل هذه الأربطة على الوصل بين عظمتي الساق القصبة (بالإنجليزية: Tibia) والشظية (بالإنجليزية: Fibula)، وفي الحقيقة تتضمن الإصابة في هذه الحالة المُرتبَط (بالإنجليزية: Syndesmosis)، والذي يقع بين أسفل القصبة والشظية، تحديداً فوق مفصل الكاحل.

تمزق أربطة الكتف:

ويكون على شكلين:
-خلع الكتف (بالإنجليزية: Dislocated shoulder)، يرتبط خلع الكتف بالألم الشديد، وفقدان القدرة على تحريك الذراع إلى أن تُعالج هذه الحالة، بالإضافة إلى ما سبق قد يشعر المُصاب بالرخاوة الدائمة في الكتف، والخدران، وضعف الذراع، وقد يشعر أيضاً بالقلق تجاه الكتف عند اتّخاذ وضعيات معينة.
-إصابة المفصل الأخرمي الترقوي (بالإنجليزية: Acromioclavicular joint) تظهر أعراض هذه الحالة على هيئة ألم في الجزء العلوي من الكتف، بحيث تزداد شدّته عند رفع الأحمال الثقيلة، أو النظر للأعلى، أو القيام بالحركات الجسمية، ويُصاحب ذلك فقدان القدرة على تحريك الكتف، وقد يظهر أيضاً انتفاخ أو كدمات، وفي بعض الأحيان قد تظهر كتلة صلبة واضحة في أعلى الكتف، تشير إلى إزاحة عظمة الترقوة من مكانها.

تمزق أربطة الرسغ واليد:

ويكون على شكلين:
-التواء الإبهام: تتمثل الأعراض بالشعور بالألم عند ثني الإبهام للخلف أو تحريكه، وانتفاخ المنطقة الواقعة فوق المفصل في أسفل الإبهام، بالإضافة إلى الرخاوة وفقدان ثبات المفصل، وفي الحقيقة إنّ التواء الإبهام يحتاج إلى فترة تتراوح بين 4-6 أسابيع حتى يلتئم، إذ إنّ ذلك يعتمد بشكلٍ أساسي على شدّة الإصابة، وفي حال لم تُقدم الرعاية والعلاج المُناسبين، فإنّ ذلك قد يؤدي إلى حدوث مُضاعفات، وقد يصل الأمر إلى حاجة المريض إلى الخضوع لعملية جراحية للسيطرة على هذه الحالة.
-التواء الإصبع: ومن أعراضه الشعور بالألم فوق مفصل الإصبع تحديداً في المكان الذي تعرّض للضرر، أو الشعور بالألم عند ثني الإصبع أو الضغط على الرباط المتمزّق، أو حدوث انتفاخ فوق المفصل، بالإضافة إلى تقييد حركة الإصبع.

تمزق أربطة العمود الفقري:

ومن أنواعه التواء أربطة الظهر، أو التواء الرقبة، أو الرقبة النصية أو رقبة المحمول (بالإنجليزية: Text Neck)، أو شد الرقبة المفاجئ (بالإنجليزية: Whiplash).

الوقاية وعلاج تمزق الأربطة بشكلٍ عام

يُمكن علاج تمزّق الأربطة من خلال عدّة طرق منها الراحة، أو العلاج الطبيعي، أو الخضوع للعملية الجراحية، وتجدر الإشارة إلى إمكانية اتّباع بعض الإرشادات خلال أول 3 أيام بعد التعرّض لتمزّق الأربطة؛ إذ يُنصح بوضع الثلج على المنطقة المُصابة بانتظام، واستخدام الدعامة أو الضمادة، بالإضافة إلى رفع المنطقة المصابة. كما يُنصح أيضاً باتّباع مجموعة من التعليمات لتفادي الإصابة بتمزّق الأربطة، نذكر منها ما يأتي:

-التمدّد والإحماء قبل ممارسة الأنشطة والتّمارين الرياضية.

-ارتداء الأحذية المناسبة.

-الانتباه لطبيعة الأسطح عند المشي، أو الركض، أو العمل عليها.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد