أسباب جفاف العيون

mainThumb
جفاف العيون

27-08-2024 02:42 PM

السوسنة- يُعَدُّ جفاف العيون من الحالات الشائعة التي تؤثر على العديد من الأشخاص، وتتمثل هذه الحالة بعدم كفاية الدموع لترطيب العين بشكل صحيح، سواء بسبب نقص في كمية الدموع أو ضعف في جودة تكوينها. تختلف أسباب جفاف العيون وتتعدد، فمنها ما يرتبط بالعوامل البيئية وأسلوب الحياة، ومنها ما ينتج عن بعض الأمراض أو استخدام أدوية معينة.

أسباب جفاف العيون

يحدث جفاف العيون (بالإنجليزية: Dry Eyes) إما بسبب نقص كمية الدموع (نتيجة نقص إنتاجها و/أو التعرض لعوامل تزيد من تبخرها من سطح العين)، وإما في حال القدرة على إنتاج كميات جيدة من الدموع، ولكن الدموع المُنتجة جودتها قليلة ولا تؤدي وظيفتها في ترطيب العيون بشكل فعّال؛ نتيجة حدوث خلل في واحدة أو أكثر من الطبقات الثلاث المكونة للدموع. يمكن بيان دور كل واحدة من هذه الطبقات فيما يلي:

1. الطبقة الزيتية (Oily layer):
وهي الطبقة الخارجية للدموع، وتتكوّن في غدّة الجفن أو غدد ميبوميوس (Meibomian glands). تساهم هذه الطبقة في جعل سطح الدمع أملسًا، وتعمل بشكل أساسي على منع جفاف الدمع على سطح العين بسرعة.

2. الطبقة المائية (Watery layer):
وهي الجزء المتوسط للطبقة الدمعية، تتكوّن في الغدة الدمعيّة (Lacrimal gland) التي توجد في الجفن. تشكّل معظم محتوى الدموع، وتساعد هذه الطبقة على ترطيب وتنظيف العين من أي مواد غريبة.

3. الطبقة المخاطية (Mucus layer):
وهي الجزء الداخلي للطبقة الدمعية، وتتكوّن في ملتحمة العين (Conjunctiva)، وهو النسيج الشفّاف الذي يغطّي الجزء الأبيض من العين ومنطقة الجفن. تساهم هذه الطبقة في زيادة لزوجة الدمع، مما يزيد من تلاصقه على العين ويسهل انتشاره، الأمر الذي يسهم في المحافظة على بقاء العين رطبة.

نقصان إنتاج الدمع
وهي حالة تحدث عند عدم قدرة العين على إفراز كميات كافية من الدمع، وتُعدّ من أكثر الحالات شيوعًا التي تُسبب جفاف العين. يُطلق على هذه الحالة متلازمة الملتحمة والقرنية الجافّة (بالإنجليزية: Keratoconjunctivitis sicca)، وتتعدد الأسباب المؤدية لها، مثل:

1. التقدّم في السن:
نتيجة للتغييرات الهرمونية عند الرجال والنساء، يصبح كلاهما أكثر عرضة للمعاناة من جفاف العين، خاصة لدى السيدات نتيجة لانقطاع الطمث.

2. الإصابة بأمراض ومشاكل صحية معينة:
قد يظهر جفاف العين كأحد الأعراض التي يمكن أن تصاحب المعاناة من أمراض ومشاكل صحية، ومن الأمثلة على هذه الأمراض: التهاب المفاصل الروماتيدي، مرض الذئبة الحمراء (Systemic lupus erythematosus)، أو متلازمة شوغرن (Sjögren's syndrome)؛ وهي أحد أمراض المناعة الذات.

الإصابة بأمراض ومشاكل صحية معينة:
قد يظهر جفاف العين كأحد الأعراض التي يمكن أن تصاحب المعاناة من أمراض ومشاكل صحية، ومن الأمثلة على هذه الأمراض: التهاب المفاصل الروماتيدي، مرض الذئبة الحمراء (Systemic lupus erythematosus)، أو متلازمة شوغرن (Sjögren's syndrome)؛ وهي أحد أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها الجهاز المناعي الغدة المسؤولة عن تكوين الدمع واللّعاب، مما يؤدي إلى جفاف كل من الفم والعيون، وتُعدّ النساء أكثر عرضة للإصابة بها.

3. استخدام بعض أنواع الأدوية:
تساهم بعض الأدوية في حدوث جفاف مؤقت في العيون عادةً خلال فترة استخدامها كأحد الآثار الجانبية. في حال الشك بأنّ أحد الأدوية التي تستخدمها يتسبب بجفاف العيون، يمكن استشارة الطبيب المُعالج حول ما ينبغي فعله في هذه الحالة. من الأمثلة على هذه الأدوية:

- مدرات البول (Diuretics).
- بعض مضادات الاكتئاب (Antidepressants).
- مضادات الهيستامين (Antihistamines).
- الأدوية المستخدمة في علاج القلق أو المشكلات النفسية الأخرى.
- حاصرات المستقبل بيتا (Beta-blockers) مثل: البروبرانولول (Propranolol) ودواء أتينولول (Atenolol).
- بعض الأدوية المُعالجة لحبّ الشباب.
- بعض أنواع أدوية السعال.

4. آثار ومضاعفات ما بعد عملية الليزك:
يُعدّ جفاف العين من الأعراض شائعة الحدوث بعد الخضوع لجراحات تصحيح النظر، سواء كانت جراحية أو باستخدام أشعة الليزر كما هو الحال في عمليات الليزك (Lasik). وغالباً ما يكون جفاف العين اللاحق لهذه العمليات مؤقتاً.

5. تلف في الغدد الدمعية:
يؤدي تلف الغدد الدمعية إلى عدم قدرة العين على إنتاج كميات كافية من الدمع، والذي قد يحدث نتيجة لتعرّض العين للإشعاع أو إصابتها بالالتهاب. وفيما يأتي بيان لكل من هذه الأسباب بالتفصيل:

- العلاج بالأشعة:
يساهم العلاج الإشعاعي المستخدم لأغراض علاجية، مثل علاج أورام الوجه والرقبة، في مضاعفات عديدة منها جفاف العين، وذلك نتيجة لتضرر الغدد الدمعية جراء التعرض لهذه الأشعة، وما يترتب على ذلك من إفراز لمواد التهابية (Inflammatory mediators)، مما يحد من إفراز الدمع.

- الإصابة بالتهاب العين:
جزء كبير من المصابين بجفاف العين يعانون من التهاب مزمن في الغدد الدمعية أو التهاب في الملتحمة (Conjunctiva). وقد يؤدي هذا الالتهاب إذا استمر لفترة طويلة إلى إلحاق ضرر بالغ بالغدد الدمعية وعدم استجابتها للعلاج.

سرعة جفاف الدمع
تؤثر البيئة المحيطة بالفرد على دمع العين، وتتعدد الأسباب والعوامل المحيطة التي تؤثر في سرعة جفاف الدمع، ومن أهم هذه العوامل:

1. انخفاض رطوبة الجو:
يحدث ذلك نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بسبب استخدام التدفئة أو العيش في مكان ذي مناخ حار وجاف.

2. انخفاض معدل رمش العين:
غالبًا ما يترافق ذلك مع فتح العين بصورة أوسع من اللازم، مما يساهم في سرعة جفاف الدمع ومنع توزيع الدموع في كامل العين بفعالية. ينخفض معدل رمش العينين نتيجة النظر المطوّل إلى جهاز الحاسوب أو التلفاز، وعند مستخدمي المجاهر الإلكترونية. كما يعاني من ذلك المرضى المصابون بداء باركنسون (Parkinson's disease).

3. استخدام العدسات اللاصقة لفترة مطوّلة.

4. التعرّض لرياح الجافة.

5. عدم إغلاق جفني العين بشكل كامل:
تغلق العين بشكل جزئي وغير كامل لدى بعض الأفراد، كما في بعض الحالات المتعلقة بالإصابة بمرض الغدة الدرقية، أو حالة الاغتراب الجفني (Ectropion) لدى بعض كبار السن، وهي حالة ينقلب فيها الجفن للخارج، أو الانطواء الجفني الداخلي (Entropion) حيث ينثني الجفن للداخل مما يعيق إغلاق العين بشكل جيد. إضافة إلى ذلك، فإنّ بعض الأفراد ينامون وأعينهم مفتوحة بشكل جزئي.

اضطراب في الطبقة الدمعية

تتكوّن الطبقة الدمعية كما ذكرنا سابقًا من ثلاث طبقات: الطبقة الزيتية، الطبقة المائية، والطبقة اللزجة. وإنّ حدوث أي خلل في واحدة أو أكثر من هذه الطبقات يؤدي إلى المعاناة من جفاف العين نتيجة لانخفاض جودة وفاعلية الدموع في ترطيب العينين. فعلى سبيل المثال، تُنتج الطبقة الزيتية من الدموع من غدد ميبوميوس (Meibomian Glands) التي يمكن أن تتعرض للانسداد، مما يحول دون قدرتها على تزويد كمية كافية من الطبقة الزيتية للدموع. ومن الأفراد الأكثر عرضة لانسداد غدد ميبوميوس المصابون بالتهاب جفن العين (Blepharitis)، أو الوردية (Rosacea)، إضافة إلى المعاناة من بعض المشاكل الجلدية الأخرى مثل الأكزيما الدهنية (Seborrhoeic dermatitis).

نصائح للحد من جفاف العيون

يُنصح بمراجعة الطبيب في حالات استمرار أعراض وعلامات الجفاف كاحمرار وتهيّج العيون، إضافة إلى الشعور بالألم في العين، وذلك لتحديد المُسبّب وإجراء الفحوصات اللازمة. تتعدد الفحوصات التي قد يوصي بها الطبيب المختصّ لتشخيص الحالة، وقد تشمل فحوصات تبين معدل إنتاج الدمع، كثافته، جودته، وبعض الفحوصات والاختبارات الأخرى إذا وجد الطبيب حاجة لذلك. بشكل عام، يمكن اتباع العديد من النصائح والإرشادات التالية للحد من جفاف العيون والتخفيف من الأعراض المزعجة المصاحبة للجفاف:

1. حماية العينين والحد من تعريضهما للغبار والرياح، مثل ارتداء النظارات الواقية أو النظارات الشمسية.
2. استخدام أجهزة خاصة تزيد من رطوبة الجو في المنازل، واستخدام فلاتر تنقية الهواء في حال العيش في منطقة ذات نسبة تلوث عالية.
3. تجنّب التدخين أو الإقلاع عنه.
4. الحصول على قسط كافٍ من الراحة بشكل مستمر كل عشر دقائق إن كان الأمر ممكناً، وذلك عند ممارسة الأنشطة أو الهوايات التي تتطلّب تركيزًا بصريًا مثل القراءة، استخدام جهاز الحاسوب، أو مشاهدة التلفاز لفترة طويلة. مع ضرورة زيادة حركة رمش العين لزيادة ترطيب العيون، ومراعاة أن يكون جهاز الحاسوب موضوعًا في مستوى أدنى من مستوى العين؛ للتقليل من تبخر الدمع.
5. استخدام قطرات العين وغيرها من المستحضرات الصيدلانية المرطبة للعيون.
6. استخدام بعض أنواع المكملات الغذائية، وتحديداً المكملات التي تحتوي على دهون الأوميغا 3 الصحية.


اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد