داء الفيل

mainThumb
داء الفيل

27-08-2024 02:16 PM

السوسنة- داء الفيل هو مرض طفيلي يُسبّب تضخماً شديداً في الأنسجة، ويتسبب في تضخم الأعضاء والأنسجة المختلفة في الجسم، مما يؤدي إلى تشوهات جسدية واضحة. يُنتج المرض عن ثلاث أنواع من الديدان الطفيلية التي تنتمي إلى عائلة الفيلاريات: الفُخَرِيَّةُ البنكروفتية (Wuchereria bancrofti)، والبروجِيَّةُ المَلاَوِيَّة (Brugia malayi)، والبروجِيَّةُ التِّيمورِيَّة (Brugia timori). يتم نقل هذه الديدان إلى الإنسان عن طريق لدغات البعوض المصاب.

 يؤثر داء الفيل بشكل رئيسي على الجهاز الليمفاوي، مما يسبب تراكم السوائل في الأنسجة ويؤدي إلى الوذمة اللمفية. تنتشر هذه الحالة بشكل كبير في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وتؤدي إلى مضاعفات صحية واجتماعية واقتصادية كبيرة للمصابين.

أسباب الإصابة بداء الفيل

هناك ثلاثة أنواع من الديدان التي يمكن أن تسبّب المرض وتشمل؛ الفُخَرِيَّةُ البنكروفتية (بالإنجليزية: Wuchereria bancrofti)، والبروجِيَّةُ المَلاَوِيَّة (بالإنجليزية: Brugia malayi)، والبروجِيَّةُ التِّيمورِيَّة (بالإنجليزية: Brugia timori). ومن الجدير بالذكر أنّ داء الفيل يمكن أن يؤثر في الرجال والنساء على حدٍ سواء، ويُعدّ أكثر شيوعاً في الأجزاء الاستوائية وشبه الاستوائية من العالم، مثل: أفريقيا، وجنوب شرق آسيا، والهند، وأمريكا الجنوبية. ومن العوامل التي تزيد خطر الإصابة بداء الفيل التعرّض للبعوض، والعيش في ظروف غير صحيّة.

أعراض داء الفيل

في الحقيقة تكون غالبية حالات العدوى دون أعراض، ودون ظهور أيّة علامات خارجية، غير أنّ هذه العدوى بالرغم من عدم ظهور أعراضها في كثير من الحالات، إلا أنّها تضرّ الجهاز الليمفاوي في الجسم. ونتيجة لذلك من الممكن أن تظهر أعراض وعلامات للإصابة في بعض الحالات، حيث تتراكم السوائل في الجهاز الليمفاوي مسبّبةً ما يُعرف بالوذمة اللمفية (بالإنجليزية: Lymphedema). وعليه تظهر العلامات الأكثر شيوعاً ووضوحاً للعدوى وهي تضخم الذراعين، والساقين، والأعضاء التناسلية، والثديين بشكلٍ مفرط. وتؤثر هذه التشوهات الجسدية في الصحة النفسية والاجتماعية للمصاب فقد تسبّب فقدان الوظيفة، والأعباء الاجتماعية والاقتصادية، والعزلة، والفقر.

في بعض الحالات من الممكن أن تظهر أعراض إضافية مثل الحمّى والقشعريرة، وقد يتأثر الجلد أيضاً فيصبح أكثر جفافاً وقتامةً من المعتاد، وقد يتقرّح، ويزداد سمكه. ونظراً لأنّ داء الفيل يؤثر في جهاز المناعة فإنّ الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة معرّضون للإصابة بالعدوى الثانوية، ويمكن أن يسبّب داء الفيل كَثْرَةُ اليُوزينِيَّاتِ الرِّئَوِيَّة المدارية (بالإنجليزية: Tropical pulmonary eosinophilia syndrome). ومن أعراض هذه المتلازمة السعال، وضيق التنفس، والأزيز (بالإنجليزية: Wheeze).

تشخيص داء الفيل

يمكن تشخيص الإصابة بداء الفيل عن طريق الفحص البدني، والتاريخ الطبي، والسؤال عن السفر إلى أحد الأماكن التي ينتشر فيها داء الفيل. كما تُجرى اختبارات الدم للتأكد من وجود الدودة المسببة لداء الفيل في مجرى الدم. ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الاختبارات تُجرى في الليل، إذ تكون الطفيليات المسببة للمرض نشطة. وقد يلجأ الطبيب إلى إجراء صور الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية لاستبعاد إمكانية وجود مشاكل أخرى تسبّب الأعراض ذاتها.

علاج داء الفيل

يمكن علاج داء الفيل باتباع الطرق التالية:
- العلاجات الدوائية: حيث يمكن استخدام الأدوية المضادة للطفيليات مثل ثُنائيُّ إِيثِيل كاربامازِين (بالإنجليزية: Diethylcarbamazine) الذي يُستخدم مرة واحدة في السنة، ويعمل على قتل الديدان المجهرية في مجرى الدم. ويمكن إعطاء هذا الدواء مع دواء آخر يسمى إيفيرمكتين (بالإنجليزية: Ivermectin) الذي يُعطى مرة واحدة في السنة أيضاً، وقد أظهرت الدراسات نتائج أفضل على المدى البعيد لاستخدام هذين الدوائين معاً. ومن الأدوية الأخرى المستخدمة: ميكتيزان (بالإنجليزية: Mectizan)، وآلْبِينْدازول (بالإنجليزية: Albendazole).
- الحرص على الاهتمام بالنظافة، والمناطق المصابة على وجه الخصوص وذلك بغسلها جيداً وتجفيفها.
- رفع المناطق المتضررة.
- رعاية الجروح في المناطق المتضررة.
- استخدام مرطبات الجلد.
- ممارسة الرياضة والمشي بناءً على توجيهات الطبيب.
- الجراحة في الحالات القصوى، والتي قد تتضمن الجراحة الترميمية للمناطق المصابة، أو تخفيف الضغط على الأعضاء المصابة، أو الجراحة لإزالة الأنسجة اللمفاوية المصابة.
- الدعم العاطفي والنفسي.

الوقاية من داء الفيل

يُعدّ تجنّب لدغات البعوض أفضل طريقة للوقاية من داء الفيل، إذ يكثر نشاط البعوض الذي يحمل الديدان المسببة للمرض بين ساعات الغسق والفجر، ولذلك يُنصح الأشخاص الذين يعيشون أو يسافرون إلى منطقة ينتشر فيها داء الفيل بما يلي:
- النوم تحت الناموسية.
- التخلص من مناطق تكاثر البعوض.
- استخدام طارد البعوض على الجلد المكشوف بين الغسق والفجر.
- ارتداء قمصان ذات أكمام طويلة وبنطلونات في المناطق التي يكثر فيها البعوض.
- تناول الأدوية المضادة للطفيليات، مثل ثُنائيُّ إِيثِيل كاربامازِين، وإيفيرمكتين، وآلْبِينْدازول كعلاج وقائي قبل السفر إلى المناطق التي تنتشر فيها العدوى مثل المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.

مدى انتشار داء الفيل

يُعدّ داء الفيل ثاني أكبر سبب للإعاقة طويلة الأجل في العالم، وتشكل الهند 30٪ من عبء داء الفيل في العالم، في حين يعيش في بنغلاديش حوالي مليون شخص يعاني من داء الفيل و70 مليون شخص معرّض لخطر الإصابة به. أما في موزامبيق فيعاني مليوني شخص من داء الفيل و16 مليون شخص معرّضون لخطر الإصابة بالمرض. ويمكن مكافحة الأضرار المادية، والاجتماعية، والاقتصادية التي يسببها داء الفيل كما يلي:
- استخدام طرق مبتكرة لنشر رسائل التوعية الصحية لإعلام الناس عن داء الفيل وعلاجه.
- تطوير وتعليم تقنيات الرعاية الذاتية للأشخاص المصابين بالمرض لتمكينهم من الحد من الحمّى والتورم.
- مساعدة المصابين بداء الفيل على العودة إلى العمل من خلال توفير أحذية مصنوعة خصيصاً للأقدام المنتفخة، ومساعدة الأشخاص على تشكيل مجموعات المساعدة الذاتية لتحسين سبل معيشتهم.


اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد