مخاطر ارتفاع الكوليسترول

mainThumb
الكوليسترول

27-08-2024 02:05 PM

السوسنة- الكوليسترول هو نوع من الدهون (الدهون الستيرولية) الموجودة في الجسم. يتواجد في كل خلايا الجسم وله دور حيوي في العديد من وظائف الجسم، مثل بناء خلايا جديدة وإنتاج بعض الهرمونات والأحماض الصفراوية التي تساعد في هضم الدهون.

أضرار ومضاعفات ارتفاع الكوليسترول

من الممكن أن يتراكم كلّ من الكوليسترول والدهون الأخرى على الجدران الداخلية للأوعية الدموية التالفة، الأمر الذي يؤدّي إلى تكوّن طبقة شمعية سميكة في الأوعية الدموية تُعرف باللوَيْحة (بالإنجليزية: Plaque) بحالة مرضية تُعرف بتصلب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis). ومن الجدير بالذكر أن تصلب الشرايين من الممكن أن يسبّب العديد من المشاكل الصحية الأخرى -التي سيتم بيانها لاحقاً في المقال- والتي قد تحدث نتيجة لتأثيره على الجسم بعدة طرق يمكن بيانها فيما يأتي:

1.تضييق الشرايين: إذ إن تراكم اللوَيْحة بدرجة كافية يؤدّي إلى تضييق الشرايين بعملية بطيئة تحدث على مرّ السنين، الأمر الذي قد يحدّ من تدفّق الدم إلى جميع أنحاء الجسم مع مرور الوقت؛ بما في ذلك القلب والدماغ.

2.تصلب الشرايين: على الرغم من أن الشريان السليم في الجسم يمكن أن يتمدّد بحيث يزداد تدفّق الدم فيه عند الحاجة مثل حالة ممارسة النشاط البدني، إلا أنه في حال تكوّن اللوَيْحة وتراكمها على جدران الشرايين فإن ذلك قد يؤدّي إلى جعل هذه الشرايين صلبة جداً بحيث لا تستطيع التمدد والتوسع، وعليه فإن ذلك قد يحدّ من تدفّق الدم إلى جميع أنحاء الجسم.

3.إغلاق الشرايين: إن تشكّل جلطة دموية (تخثّر) حول تمزّق في اللوَيْحة قد يؤدّي إلى حدوث انسداد في الشرايين وبالتالي من الممكن أن يتسبب بحدوث سكتة دماغية (بالإنجليزية: Stroke) أو نوبة قلبية (بالإنجليزية: Heart attack) لدى الفرد.

مرض الشريان التاجي

تُعرّف الشرايين التاجية بأنّها الشرايين التي تحصل منها عضلة القلب على الدم الذي تحتاجه للقيام بعملها، إذ بدون هذه الإمدادات لا يمكن للقلب أن يحصل على كفايته من الأكسجين والمواد الغذائية الحيوية الأخرى التي يحتاجها للعمل بشكل سليم، وأمّا بالنسبة لمرض الشريان التاجي فيُعرف بأنه انسداد أو تضيق في الشرايين التاجية، والذي عادةً ما يحدث بسبب تصلب الشرايين الناجم عن وجود اللوَيْحة التي قد تؤدّي إلى الحدّ من تدفّق الدم إلى عضلة القلب نتيجة لانسداد الشريان أو أدائه لوظيفة غير طبيعية. وبشكل عام فإن انخفاض تدفق الدورة الدموية في البداية قد لا يتسبب بظهور أية أعراض لمرض الشريان التاجي، ولكن قد يبدأ المصاب بالمعاناة من هذه الأعراض مع استمرار تراكم اللوَيْحة في الشريان التاجي. وتجدر الإشارة إلى أهمية التدخّل الطبي الفوري في حال شكّ المصاب بإصابته بنوبة قلبية.

1.آلام الصدر أو الذبحة الصدرية: قد يشعر المصاب بضيق أو بضغط في صدره كما لو أن هناك شخص يقف عليه، ويطلق على هذا الألم الذبحة الصدرية (بالإنجليزية: Angina) ويحدث ذلك الألم عادة على الجانب الأوسط أو الجانب الأيسر من الصدر، وعادة ما يتم تحفيز حدوث الذبحة الصدرية بسبب الضغوطات البدنية أو الضغوطات العاطفية، وفي معظم الأحيان يزول ويتلاشى ألم الذبحة الصدرية خلال دقائق عدة بعد إيقاف النشاط المجهِد للجسم.

2.ضيق في التنفس: في حال لم يستطيع القلب ضخّ ما يكفي من الدم لتلبية احتياجات الجسم في الوضع الطبيعي فقد يتعرّض جسم الإنسان لضيق في التنفس أو التعب الشديد عند بذل أي مجهود.

3.النوبة القلبية: تحدث النوبة القلبية بسبب انسداد كامل في الشرايين التاجية، وتشمل الأعراض والعلامات الكلاسيكية للنوبة القلبية حدوث ضغط ساحق على صدر المصاب وشعور المصاب بألم شديد في كتفه وذراعه وأحياناً قد يصاحبه حدوث ضيق في التنفس والتعرق. وبشكل عام تعد النساء أكثر عرضة من الرجال لمواجهة أعراض وعلامات أقل شيوعاً للنوبة القلبية مثل آلام الرقبة والفكين وفي بعض الأحيان قد تحدث نوبة قلبية بدون ظهور أي أعراض أو علامات واضحة.

مرض الشريان السباتي والسكتة الدماغية

يُعرف مرض الشريان السباتي (بالإنجليزية: Carotid artery disease or Carotid stenosis) بأنه حدوث تضيق في الشرايين السباتية، وهما الشريانان الرئيسيان اللذان يعملان على حمل ونقل الدم الغني بالأكسجين من القلب إلى الدماغ، ويحدث تضييق الشرايين السباتية بسبب حدوث تراكم اللوَيْحة الأمر الذي يُقلّل من تدفّق الدم إلى الدماغ نتيجة لانسداد الأوعية الدموية. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الانسداد قد يزيد من خطر إصابة الفرد بالسكتة الدماغية؛ وهي حالة طبية طارئة تعرف بحدوث انقطاع أو قلّة إمدادات الدم إلى الدماغ بشكل كبير وبالتالي حرمان الدماغ من الأكسجين الذي يحتاجه بشكل طبيعي، ومن ثم تبدأ خلايا الدماغ بالموت خلال دقائق.

ويتطور مرض الشريان السباتي ببطء، وقد تكون من أولى العلامات على وجود هذا المرض هو السكتة الدماغية أو حدوث نوبة نقص تروية عابرة (بالإنجليزية: Transient ischemic attack) لدى المصاب وتعني نقص مؤقت في تدفق الدم إلى الدماغ. وبشكل عام قد لا تظهر أي أعراض أو علامات لمرض الشريان السباتي في المراحل المبكرة منه، وقد تمر الحالة دون أن يلاحظها أحد إلى أن تدخل مرحلة الخطورة ويبدأ حرمان الدماغ من الدم وبالتالي حدوث السكتة الدماغية. تتضمن أعراض وعلامات السكتة الدماغية ما يأتي:

-حدوث خدران مفاجئ أو ضعف في الأطراف وفي الوجه والتي تكون غالباً في جانب واحد فقط من جسم المصاب.

-حدوث مشكلة مفاجئة في الاستيعاب والتحدث.

-حدوث اضطراب مفاجئ في الرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما.

-الشعور المفاجئ بفقدان التوازن أو الشعور بالدوار.

-الشعور بصداع شديد مفاجئ بدون وجود سبب واضح ومعروف.

ويجدر التنبيه إلى ضرورة المسارعة الفورية إلى طلب الطوارئ في حال مواجهة أي من أعراض وعلامات السكتة الدماغية، حتى إن استمرت الأعراض لفترة قصيرة وشعر المصاب بالتحسن بعدها، إذ يجب مراجعة الطبيب على الفور، فربما يكون المصاب قد عانى من نوبة نقص تروية عابرة، الأمر الذي قد يُشير إلى خطر الإصابة بسكتة دماغية كاملة، كما وينصح بالتحدث إلى الطبيب في حال وجود أي من عوامل خطر الإصابة بمرض الشريان السباتي حتى وإن لم تظهر أي أعراض على الفرد، إذ قد يوصي الطبيب بمجموعة من التوصيات لإدارة هذه العوامل وبالتالي حماية الفرد من الإصابة بالسكتة الدماغية، إذ إن زيارة الطبيب في وقت مبكر تزيد من فرص الكشف عن مرض الشريان السباتي وعلاجه قبل الإصابة بجلطة دماغية.

مرض الشرايين المحيطية

يُعرف مرض الشريان المحيطي (بالإنجليزية: Peripheral artery disease) بأنه تضيق الشرايين الطرفية التي تُغذّي كلاً من الذراعين والمعدة والرأس والساقين؛ أكثر الأعضاء تأثراً بهذا المرض، ويحدث مرض الشريان المحيطي الناتج عن تصلب الشرايين؛ حيث يؤدّي تصلب الشرايين إلى تضييق وانسداد الشرايين في مناطق حرجة من الجسم. ومن أهم العلامات والأعراض الشائعة في حال الإصابة بمرض الشريان المحيطي الشعور بألم في إحدى الفخذين أو كلتيهما عند ممارسة التمارين الرياضية أو المشي والذي يزول عند الراحة لبضع دقائق، وتختلف شدة هذا الألم من حالة إلى أخرى، وقد يشعر المصاب بالألم أو التشنج والتعب في ساقيه ويطلق على هذه الحالة مصطلح العرج المتقطع (بالإنجليزية: Intermittent claudication)؛ والتي تنتج عن تضيق في واحد أو أكثر من الشرايين في الساق، ويعد شريان الفخذ هو الشريان الأكثر عرضة للإصابة بذلك. وفي الحقيقة تحتاج عضلات الساق إلى كميات إضافية من الدم والأكسجين عند المشي؛ وعليه في حال تضييق الشريان فإنّه لا يتمكّن من توصيل الدم الزائد، وبذلك يعاني الفرد من الشعور بالألم نتيجة عدم وجود كميات كافية من الأكسجين.

وتجدر الإشارة إلى أن الفرد يشعر بالألم بشكل أسرع عند الصعود مقارنة بالمشي على سطح مستوٍ، وتجدر الإشارة إلى أنه في حال كان تضييق الشرايين في الشرايين التي تعلو الساق مثل الشريان الحرقفي (بالإنجليزية: Iliac artery) أو الشريان الأورطي (بالإنجليزية: Aorta)، فإنّ المصاب قد يعاني من ألم في الفخذين أو الأرداف عند المشي، أما في حال ساء تدفق الدم إلى الساقين فإن الطبيب قد يلاحظ وجود الأعراض والعلامات التالية: ضعف نمو أظافر القدمين وضعف نمو الشعر تحت الركبتين. برودة القدم. ضعف أو اختفاء النبض في شرايين القدم.

وتجدر الإشارة إلى أن حدوث المزيد من الانسداد قد يؤدي بالمرض إلى الظهور في وقت مبكر، وفي الحالات الشديدة قد لا يلبث المصاب من السير بضعة أقدام قبل أن يتوقف، وفي الواقع يُشير الشعور بالألم في وقت الراحة دون ممارسة النشاط البدني وبذل الجهد إلى أن انسداد الشرايين قد وصل مراحل متقدمة، وفي حال عدم البدء بالعلاج المناسب فإن الأنسجة قد تبدأ بالموت تدريجياً، وغالباً ما يلاحظ المصاب الشعور بالألم ليلاً، ويمكن أن يتم تخفيف هذا الألم عن طريق رفع أو تعليق الساق على السرير، وفي بعض الحالات قد يتحسن الألم مع المشي؛ لأن الجاذبية الأرضية من الممكن أن تساعد على وصول الدم إلى القدمين، أما في حال ازداد الألم وازدادت حالة المصاب سوءاً فقد يتسبب ذلك في حرمان المصاب من النوم، إضافة إلى قلة الشهية، وحساسية ساق المصاب للمس. ويجب التنبيه إلى أنه يجب مراجعة الطبيب إذا شعر المصاب بألم في الساق أو تنميل أو أي أعراض أخرى مشابهة.

منع مضاعفات ارتفاع الكوليسترول في الدم والحدّ منها

تُعدّ اضطرابات الكوليسترول حالة مزمنة يمكن إدارتها بتغيير نمط الحياة من خلال تقليل استهلاك الدهون وكذلك تقليل كمية السعرات الحرارية الزائدة المخزنة في الجسم كالدهون، وتتضمن هذه الطرق ما يأتي:

-اتباع نظام غذائي صحي وتناول أطعمة تحتوي على كميات منخفضة من الدهون الكلية والدهون المشبعة، إضافة إلى الحد من استهلاك الملح. المحافظة على الوزن الصحي.

-تجنّب تناول الوجبات السريعة واللحوم المصنعة.

-ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل خلال معظم أيام الأسبوع.

-مراجعة الطبيب الذي يمكن أن يصف بعض الأدوية التي تخفّض من مستويات الكوليسترول في الدم وفي بعض الأحيان قد يصف الطبيب أدوية لخفض كميات الكوليسترول في الدم، ومن الأمثلة عليها:

أدوية الستاتين: (بالإنجليزية: Statins) التي يكمن دورها في امتصاص الكوليسترول المحصور في الشرايين، كما أنها قد تمنع إنتاج مادة في الكبد لها دور في إنتاج الكوليسترول.

مثبّطات امتصاص الكوليسترول: (بالإنجليزية: Cholesterol absorption inhibitors) قد تخفّض من مستوى الكوليسترول في الدم عن طريق الحد من امتصاص الجسم للكوليسترول من الغذاء، وقد يصفها الأطباء في بعض الأحيان مع تركيبة الستاتين.

منحيات حامض الصفراء: (بالإنجليزية: Bile-acid-binding resins) تعمل هذه الأدوية على حصر ما يُعرف بالصفراء التي تحتوي على الكوليسترول لتمنع إعادة امتصاصها في الأمعاء الدقيقة.

-التوقف عن التدخين، إذ إن التدخين دور أساسي في تشكّل اللوَيْحة، فقد يرفع من مستويات الكوليسترول في الدم كما أنه يهيج البطانة الداخلية للأوعية الدموية؛ لذلك فإنّه يمكن تقليل نسبة الكوليسترول الضار في الدم، ورفع مستوى الكوليسترول الجيد، وخفض خطر الإصابة بتصلب الشرايين من خلال التوقف عن التدخين.


وتجدر الإشارة إلى ضرورة عدم تجاهل أي اضطراب قد يحدث في الجسم؛ ففي بعض الحالات قد يصاحب ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم حالات مرضية أخرى من الممكن أن تعزز من تصلب الشرايين في حال تُركت بدون علاج، مثل مرض السكري، والسمنة، وقصور الغدة الدرقية، وارتفاع ضغط الدم، كما ويجب أيضًا معرفة التاريخ الطبي للعائلة خاصة في حال كان أحد الوالدين أو أحد أفراد عائلة المصاب المقربين يعانون من وجود مستويات مرتفعة جداً من الكوليسترول أو أمراض القلب والأوعية الدموية في وقت مبكر من العمر.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد