صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة- الإسهال هو حالة شائعة يمكن أن تؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، وقد يتسبب بفقدان الجسم لكمية كبيرة من السوائل والعناصر الغذائية الأساسية، مما قد يؤدي إلى الجفاف ومضاعفات أخرى إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح.

تعويض السوائل:
يبدأ علاج الإسهال بتعويض السوائل التي يفقدها الجسم نتيجة للإسهال لوقاية المصاب من الجفاف أو علاجه في حال حدوثه، خاصةً في الحالات التي يُرافقها خروج كمياتٍ كبيرةٍ من البراز المائي. ينبغي التأكيد على أنّ تعويض السوائل المفقودة لا يمكنه إيقاف الإسهال ولا يعالج مسبب الإسهال، ولكنّه يُستخدم فقط للعلاج أو الوقاية من الجفاف عن طريق تعويض الجسم بالسوائل والأملاح المفقودة.

يمكن تعويض السوائل من خلال زيادة استهلاك الفرد للسوائل المختلفة مثل الماء والعصائر، أو الحصول على محاليل الإمهاء الفموي "محاليل الجفاف" (Oral Rehydration Therapy) اختصاراً ORS من الصيدليات. هذه المحاليل تحتوي على نسبة مدروسة ومتوازنة تغطي حاجة المصاب من الماء، السكر، والأملاح التي يفقدها خلال الإسهال، مما يجعلها خياراً أفضل من الاكتفاء بشرب السوائل المعتادة، خاصة للأطفال.

تجدر الإشارة إلى أنّ حجم المحلول المستخدم في تعويض السوائل المفقودة من الجسم يعتمد على مدى شدة الجفاف الذي يُعاني منه المُصاب. يحتاج المصاب الذي تظهر عليه أعراض الجفاف بشكلٍ واضحٍ أو الذي يُخرج برازاً مائياً باستمرار لكمياتٍ أكبر من هذا المحلول مقارنةً بالمصاب الذي لا تظهر عليه أعراض الجفاف بشكلٍ واضح أو الذي يُخرج بمعدل أقل تكراراً.

عادةً ما تُنصح الأمهات بالاستمرار في إرضاع الطفل حتى خلال فترة إعطائه المحلول، فيما يُنصح بتقديم كمياتٍ من الماء للأطفال والبالغين بالقدر الذي يرغبون فيه أثناء فترة علاجهم بهذا المحلول. في حال تقيأ المُصاب أثناء العلاج، يُنصح بإيقافه لمدة عشر دقائق، ومن ثمّ استكمال إعطائه المحلول ولكن بكميات أقل.

تُعتبر محاليل الإمهاء الفموي آمنة جداً ويمكن إعطاؤها للنساء الحوامل والمرضعات. فيما يخص مدة استمرار المعالجة بالإمهاء الفموي، يجب الاستمرار في إعطاء المحلول طالما لا يزال المصاب يُعاني من أعراض الإسهال والجفاف. في حال كان الجفاف شديداً جداً، تنبغي مراجعة الطبيب أو الطوارئ على الفور لتلقي العلاج التعويضيّ للسوائل عن طريق الوريد.

مضادات الإسهال:
تشمل مضادات الإسهال (Antidiarrheals) الأدوية المُعطاة لإيقاف الإسهال والتخفيف من أعراضه، كالحاجة الملحة للتبرز أو التبرز المتكرر، دون علاج الأسباب الكامنة وراء الإصابة به. لا يُنصح باستخدام مضادات الإسهال إذا كان سبب الإسهال عدوى بكتيرية أو طفيلية، إذ يساعد التبرز المتكرر الجسم على إخراج مسببات العدوى هذه من الجسم.

مضادات الإسهال تعمل بأكثر من طريقة؛ بعضها يُقلّل من حركة الأمعاء، مما يُفسح المجال لامتصاص الجسم كمياتٍ أكبر من الماء عبرها؛ وبالتالي تزداد صلابة البراز. بعضها يزيد حجم البراز من خلال إضافة بعض المواد الشبيهة بالألياف إليه. من أمثلة هذه المضادات:

- لوبراميد: يتمثل مبدأ عمل اللوبراميد (Loperamide) في إبطاء حركة الأمعاء، مما يُقلّل من سيولة البراز وعدد مرات الإخراج. عادةً ما يُستخدم هذا الدواء في علاج الإسهال المفاجىء، والسيطرة على الإسهال المستمر الناجم عن أمراض الأمعاء الالتهابية. يؤخذ اللوبراميد عن طريق الفم بعد كل عملية إخراج للبراز أو حسب إرشادات الطبيب.

- بسموث سبساليسيلات: يتمثل مبدأ عمل بسموث سبساليسيلات (Bismuth subsalicylate) كمضاد للإسهال في تحقيق التوازن في حركة السوائل في الأمعاء وتخفيف الالتهاب. بسموث سبساليسيلات يُمكن استخدامه في علاج حرقة المعدة، واضطراب المعدة، والغثيان. يتوفر بسموث سبساليسيلات على شكل أقراصٍ للبلع، أو أقراصٍ قابلةٍ للمضغ، أو سائل، تؤخذ مع أو بدون الطعام.

علاج المسبب:
تُشفى معظم حالات الإسهال من تلقاء نفسها كما أسلفنا، ودون حاجة لعلاج المسبب. لكن إذا استمر الإسهال ولم يتحسن مع الوقت، وتسبب بأعراض شديدة، ولم تجدِ الخيارات الدوائية السابقة وتعديل النظام الغذائي في إيقافه، فينبغي مراجعة الطبيب لتحديد سبب الإسهال وعلاجه بشكل مناسب. من بعض مسببات الإسهال وكيفية علاجها:

- العدوى الميكروبية: قد يلجأ الطبيب إلى مضادات الميكروبات (Antimicrobial) مثل: المضادات الحيوية والمضادات الطفيلية في علاج الإسهال الناجم عن الإصابة بالعدوى البكتيرية والطفيلية. تجدر الإشارة إلى أنّ المضادات الحيوية لا تُعطى كعلاجٍ للإسهال الحاد الناجم عن الإصابة بالعدوى الفيروسية.

- الأمراض المزمنة: وتشمل داء الأمعاء الالتهابي (مثل داء كرون، والتهاب القولون التّقرحيّ)، القولون العصبي، وداء سيلياك. هذه الحالات تحتاج إلى علاجات خاصة يصفها الطبيب بناءً على التشخيص الدقيق.

- الإسهال الناجم عن استخدام بعض الأدوية: قد يظهر الإسهال كأحد الأعراض الجانبية للعديد من الأدوية، وفي هذه الحالة، تنبغي استشارة الطبيب حول الحلّ المناسب سواء كان ذلك باستبدال الدواء، أو الصبر لعدة أيام حتى يزول الإسهال من تلقاء ذاته.

- الإسهال الناجم عن العلاج بالأشعة: العلاج بالأشعة قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالأنسجة الطبيعية في الجزء المتعرض لها؛ مما يؤدي إلى الإصابة بالإسهال المزمن.

تغيير النمط الغذائي:
ينصح الأشخاص المصابون بالإسهال باتباع الحمية منخفضة الألياف (BRAT diet) التي تشتمل على الموز الغني بالبوتاسيوم، والأرز، والخبز المحمص أو التوست، حيث تُساهم هذه الحمية في جعل البراز أكثر صلابة. من الأغذية الأخرى التي يُمكن تناولها البطاطا المسلوقة أو المطبوخة، والدجاج المطبوخ منزوع الجلد، والشوفان.

يمكن اتباع العديد من الإرشادات والنصائح العامة للتخفيف من أعراض الإسهال وتقليل مدته، منها:

- الإكثار من شرب الماء والسوائل للتخفيف من الجفاف وترطيب الجسم.
- تجنب المشروبات التي قد تزيد من تهيج الجهاز الهضمي.
- تجنب تناول بعض المأكولات، كالأطعمة الغنية بالدهون، الحارّة، المحتوية على المحليات الصناعية، والمحتوية على كمياتٍ كبيرةٍ من الفركتوز.
- تجربة البروبيوتيك (Probiotic)؛ وهي سلائل من البكتيريا النافعة، والتي قد تساعد على إعادة التوازن للبكتيريا المفيدة في الأمعاء.

مراجعة الطبيب:
بعض الأعراض والعلامات تستدعي مراجعة الطبيب، ومنها:

- لدى الأطفال: إذا لم يتحسن الطفل بعد مرور 24 ساعة، جفاف حفاظ الطفل لمدة ثلاث ساعاتٍ أو أكثر، إصابة الطفل بالحُمّى، تغير لون البراز إلى الأسود أو وجود دمٍ فيه، ظهور أعراض وعلامات الجفاف على الطفل.

- لدى البالغين: إذا استمر الإسهال لمدة تزيد عن يومين دون تحسن، ألم شديد في البطن أو منطقة الشرج، وجود دمٍ في البراز أو تغير لونه للأسود، ارتفاع درجة حرارة الجسم عن 39 درجة مئوية، ظهور أعراض وعلامات الجفاف.

اقرأ المزيد عن:

• 5 طرق للتخلص من الإسهال المزمن .. تعرف عليها
• الصحة : فيروس الروتا سبب الإسهال في مليح
• مدير رقابة الأمراض : لا أسباب وبائية وراء حالات الإسهال في مرصع